شدد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي على أن الرئيس بسار الأسد سيبقى رئيساً شرعياً لسوريا حتى موعد الانتخابات القادمة، وأن الرئيس السوري جاء بانتخابات ويمكن للشعب السوري أن يختار من يريد في المستقبل. وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السوري في طهران يوم 2 مارس الجاري، "أن الأسد سيشارك في انتخابات 2014 مثل غيره والشعب السوري يقرر من يختار رئيسا له".
في الوقت الحاضر، تزداد الحرب الأهلية في سوريا عمقا وتوسعا، كما تهدد الولايات المتحدة على أنها مستعدة لدعم التدخل العسكري. وبالإضافة إلى أن إيران نفسها تواجه ضغوطات متزايدة حول القضية النووية، فإنها سوف تواجه ضغوطات ثقيلة في ظل طفرة الوضع الأكثر احتمالا في سوريا، وإمكانية استمرار إيران في دعم نظام بشار الأسد،فضلا عن كيفية مواجهة ما قد يحدث بعد عهد بشار الأسد.
وقال علي أكبر صالحي، أن إيران تريد وقف إراقة الدماء أولا، لكن الحكومة السورية ليس لديها خيار سوى محاربة الإرهابيين.وأضاف ملمحا للولايات المتحدة، أن اعتماد بعض الدول على سياسة الكيل بمكيالين، زاد من تعميق الأزمة السورية وصعوبة حلها.
لقد قدمت إيران الدعم النشط للمعارضة في تونس ومصر وبعض الدول الأخرى منذ بداية الاضطرابات السياسية في منطقة الشرق الأوسط، ولكنها تؤيد نظام بشار الأسد في سوريا الحليف القوي لها في المنطقة، وتعارض إطاحة الغرب ودول جنوب شرق آسيا لنظام السوري. وتعتبر المصلحة الوطنية الجوهر الأساسي في اختلاف السياسة الإيرانية، كما يشكل العامل الديني في إيران من العوامل المؤثرة في توجهها السياسي. وإن اتجاه السياسة الإيرانية نحو سوريا هي احتياجات استراتيجيه للحفاظ على مصالحها، ويعكس ايضا اللعبة المعقدة بين الشيعة والسنة.
إن التحالف الاستراتيجي بين إيران وسوريا هو اتحاد ذرائعي يفتقر إلى أساس إيديولوجي، حيث أن هناك اختلاف كبير في إيديولوجية البلدين، إذ تنتهج ايران الفكر الإسلامي الحديث وحزب البعث في سوريا حزب قومي عربي علماني. لذلك ، فإن أثار عامل الإسلام غير بارز في عملية تشكيل وتنمية التحالف الإيراني السوري، وإيران غير مطالبة بتصدير الثورة والإيديولوجية الإسلامية إلى سوريا، والأخيرة ليس لديها أي دافع لترسيخ الثيوقراطية في إيران. ولكن سياسة إيران الخارجية فضلا عن الوضع الشرق الأوسط، جعل عامل الإسلام في التحالف بين إيران وسوريا محتملا ولا يمكن تجاهله.
تختلف طبيعة النظام في سوريا وإيران، لكن وجود الشيعة العلويين في السلطة في سوريا والتناقضات بين الدولتين ودول الخليج السنية جعل إنشاء تحالف سوري إيراني لصالح الأخيرة وضد السعودية التي تقود الكتلة السنية، وهذا أيضا احد الأسباب الذي جعل إيران تختار دعم نظام بشار الأسد في ظل التغيرات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn