بكين   ثلج متوسط~ثلج خفيف 4/-2 

صور ساخنة

أخبار متعلقة

  1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻

تقرير إخباري: تدشين مؤتمر الحوار الوطني لاستكمال بنود التسوية ووضع لبنة الأساس لمستقبل اليمن

2013:03:19.10:34    حجم الخط:    اطبع

في الصورة الملتقطة يوم 18 مارس 2013، الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي (ثالث يمين) يفتتح أعمال "مؤتمر الحوار الوطني الشامل" بالعاصمة اليمنية صنعاء. انطلقت اليوم (الإثنين) فعاليات مؤتمر الحوار الوطني الشامل بالعاصمة اليمنية صنعاء، الذي تشرف عليه الولايات المتحدة، والذي يناقش على مدى 6 أشهر مستقبل اليمن، فقد شارك ما يقرب من 565 ممثلاً عن الأحزاب السياسية في اليمن، بما في ذلك المتمردين الشيعة في شمال البلاد، والجماعات السياسية في الجنوب، كما شارك في تلك المحادثات، ممثلون عن المجتمع المدني.

بقلم/ فارس الحميري

صنعاء 18 مارس 2013 /انطلق مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن اليوم (الاثنين) في خطوة جديدة تخطوها اليمن لاستكمال بنود التسوية السياسية التاريخية ..ومثل افتتاح مؤتمر الحوار بصنعاء انطلاقة جديدة ووضع اللبنة الاساسية لبناء يمن المستقبل.

ويأتي انخراط الاطراف اليمنية في حوار شامل لحل قضاياهم العالقة للتأكيد على تمسك الشعب اليمني بخيارات السلم ومحاولة الخروج من الوضع الذي تعيشه البلاد.

كما تأتي هذه الخطوة في اطار تنفيذ بنود المبادرة الخليجية التي يدعمها مجلس الامن الدولي لحل الازمة اليمنية.

ويناقش مؤتمر الحوار الوطني القضية الجنوبية وقضايا الحوثيين في صعدة ووضع دستور جديد للبلاد وأسس بناء الجيش والامن والحقوق والحريات، وكذلك التنمية الشاملة والمستدامة.

وسيحدد مؤتمر الحوار الشامل في اليمن ملامح الحكم في هذا البلد الذي عاني كثيرا من الصراعات المسلحة والقهر والظلم وقدم خيرة شبابه وقودا للوصول إلى هذه المرحلة.

وتزامن انطلاق مؤتمر الحوار اليوم مع الذكرى الثالثة لمجزرة "جمعة الكرامة" التي سقط فيها 52 قتيلا واكثر من 100 جريح من شباب ثورة الربيع اليمني والذي تمكنت من الاطاحة بنظام الرئيس السابق على عبدالله صالح الذي حكم البلاد لاكثر من 33 عاما.

ويعد قوام مؤتمر العام 565 مشاركا ممثلين عن كافة الاطراف والفئات اليمنية باستثناء فصيل الحراك الجنوبي المطالب بانفصال الجنوب عن الشمال الذي رفض المشاركة.

ويناقش المتحاورون على مدى 6 اشهر تحت شعار " بالحوار نصنع المستقبل " كافة القضايا اليمنية العالقة بغية ايجاد حلول جذرية لها.

وفي حفل التدشين الذي اقيم بدار الرئاسة بصنعاء، أكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أن اليمنيين بدأوا اليوم كتابة صفحة بيضاء جديدة في تاريخهم المعاصر ويطوون فيه صفحات كالحة السواد كادت أن تجعلهم اشتاتا متفرقين، مؤكدا على ضرورة مغادرة الماضي بكل تفاصيله.

وقال إن هذه لحظة تاريخية ومفصلية لن يكون اليمن بعدها كما كان قبلها بكل تأكيد، فإما أن يمضي اليمنيون نحو فجر جديد ومستقبل مشرق أو العودة إلى نفق مظلم لا تقوم لهم بعده قائمة ولا يجدون منه مخرجا ولا مفرا.

وحسب هادي فانه ليس أمام هذا المؤتمر سوى خيار واحد هو خيار النجاح والنجاح فقط، لبناء يمن جديد موحد وآمن ومستقر.

وخاطب هادي المشاركين " الإرادتان الاقليمية والدولية توفرتا لإنجاح المؤتمر وتبقى الارادة الوطنية بأيديكم انتم لكي تعبروا عنها من خلال حرصكم على تغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الضيقة بمختلف اشكالها وتنتصرون للمشروع الوطني الكبير على حساب المشاريع الانتهازية الصغيرة فتصلون بسفينة الوطن الى بر الامان بسلام وحكمة وبصيرة ".

بدوره، أكد أمين عام المؤتمر احمد بن مبارك أن مؤتمر الحوار الوطني يمثل الانطلاقة الفعلية للمرحلة الثانية من فترة الانتقال السياسي، ويأتي لحفظ كرامة الإنسان اليمني وحياته ورفاهيته وسلمه الإجتماعي وإستقراره، ومن أجل اليمن وكل اليمنيين، من أجل المستقبل لا الماضي، من أجل الإعمار لا الهدم.

وأضاف أن المؤتمر يمثل فرصة لتشكيل عقد اجتماعي وثيق بالتوافق لا بالغلبة، بمنهجية مدروسة غير مرتجلة، وبمشاركة إجتماعية واسعة غير مقتصر على النخب السياسية والإجتماعية فحسب.

من جانبه، قال المبعوث الامم لليمن جمال بن عمر " إن انطلاق المؤتمر اليوم لحظة مهمة من عملية الانتقال السلمي للسلطة، وهي لحظة يصنع فيها تاريخ جديد لليمن ".

وأشار إلى أنه من الرمزية بمكان أن افتتاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل بالتزامن مع ذكرى جمعة الكرامة، ذلك اليوم الذي صنع منه اليمنيون واليمنيات نقطة تحول، رغم محاولات بعض القوى تقويض المسعى السلمي نحو التغيير.

وأوضح بن عمر انه ورغم رياح التغيير العاتية التي هبت على المنطقة بأسرها، فان اليمن يشكل الحالة الوحيدة التي تحقق فيها انتقال السلطة عبر عملية تفاوضية سلمية.

وأضاف " نحن اليوم أمام فرصة تاريخية مواتية لحل جميع القضايا، حيث يعزز الدعم الدولي والإقليمي المستمر لليمن هذه الفرصة ".

وحسب المبعوث الاممي فأنه لا توجد أية وصفات جاهزة لحل القضايا المطروحة في المؤتمر.

واستطرد قائلا " سنضع خبراتنا تحت تصرفكم، ونحن على قناعة بقدرتكم وحكمتكم في صنع قراركم المستقل من خلال الحوار البناء والتوافق ".

وجدد التأكيد أن عملية الحوار يمنية خالصة وفريدة من نوعها في المنطقة.

وأعتبر بن عمر ان نجاح هذه العملية ضروريا ليس لليمنيين فقط، وإنما لجميع شعوب المنطقة الذين يترقبون نتائج هذا المؤتمر كما تابعوا بإعجاب وتقدير سلمية نقل السلطة والتغيير في اليمن، مجدد في الوقت ذاته ان تبقى الأمم المتحدة سندا ودعما لهذه العملية.

وأكد أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني حرص قادة دول مجلس التعاون الخليجي على دعم الشعب اليمني وتهنئتهم له بالانجازات التي تحققت حتى الان وتمنياتهم بنجاح المؤتمر الذي يمثل فرصة لتحقيق الكثير.

وثمن ما حققه اليمن في مسار التسوية السياسية حتى الآن.

ويرى مراقبون أن جلوس اقطاب الصراع السياسي والمسلح في اليمن على طاولة الحوار لبحث مستقبل البلد يعد تقدما مهما.

وقال الكاتب والصحفي اليمني فهمي العليمي أن انطلاق مؤتمر الحوار الوطني يشكل أهم الأحداث في تاريخ اليمن المعاصر، لأهمية ما سيبحثه خلال ستة أشهر، إضافة إلى دلالة انعقاده في مثل هذا اليوم الذي شهد قبل عامين أبشع جريمة فيما عرفت بـ"مذبحة الكرامة".

وأوضح لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن الحوار الوطني يجمع للمرة الأولى في تاريخ اليمن المعاصر فرقاء وأقطاب الصراع السياسي والمسلح على طاولة واحدة للحوار لبحث قضايا شائكة ومعقدة ويترتب عليها مستقبل الوحدة والإستقرار السياسي.

وتمنى العليمي أن يتجه المتحاورون بنوايا صادقة تجاه القضايا الوطنية واضعين نصب أعينهم المصلحة الوطنية فوق كل المصالح.

وأشار إلى أن نجاح الحوار هو في الأخير انتصار للجميع شعبا وأحزابا ومنظمات وفئات، وفشله سينذر بكوارث على الجميع.

وعن مدى نجاح اعمال المؤتمر، أكد العليمي ـن الحوار سيواجه تحديات كبيرة وعراقيل خاصة في القضايا المحورية كالجنوب وصعدة، ولا استبعد انسحاب أعضاء خلال الأسابيع أو الأشهر القادمة، لأن هناك نوايا وتوجهات لبعض ممثلين تلك القضايا تخالف الإجماع الوطني والشعبي والدولي.

وشدد على أنه ما يزال يعول كثيرا على الحكمة اليمنية التي استطاعت ان تجنب الوطن الكثير من الخلافات والصراعات التي كادت أن تقود اليمن إلى المجهول.

[1] [2]

/مصدر: شينخوا/

تعليقات