رام الله 18 مارس 2013 / يغلب الطابع الاعتيادي على دوار المنارة الرئيسي وسط رام الله في الضفة الغربية قبل ثلاثة أيام من وصول الرئيس الأمريكي باراك أوباما إليها في زيارة مرتقبة ينتظر أن تتناول المصير المعلق للصراع التاريخي بين الفلسطينيين وإسرائيل.
ويبدو المشهد في العاصمة الإدارية للسلطة الفلسطينية مخالفا لما كان الحال عليه عند انتخاب أوباما في ولايته الأولى، حين سادت البهجة سكانها أملا في التغيير المعهود الذي بشر به الرئيس الأمريكي وألهم عشرات الشبان الفلسطينيين طباعة صورته على قمصانهم.
ومن المقرر أن يصل أوباما إسرائيل يوم الأربعاء المقبل على أن يصل رام الله في اليوم الثاني من جولته التي ستستمر ثلاثة أيام ويلتقي خلالها كبار المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين لبحث مستقبل عملية السلام بين الجانبين.
ولا تثير الزيارة حماسة ملحوظة لدى كفاح أبو خالد وهو موظف حكومي في نهاية الأربعينات من عمره، كان يناقش ثلاثة من أصدقائه على أحد المقاهي الرئيسية وسط رام الله.
وبنبرات يائسة قال أبو خالد لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن زيارة أوباما برأيه مجرد حدث عابر "لا ننتظر منه شيئا فهو لا يملك حلا سحريا لقضيتنا حاله حال من سبقه في زعامة البيت الأبيض".
وأومأ أصدقاء أبو خالد برؤوسهم موافقين على ما ذهب إليه.
وقال أحدهم ويدعى إسلام " في الأساس هو يأتي لإسرائيل ولا يعنيه حالنا كثيرا، نحن نتأمل إنصافا أمريكيا لقضيتنا منذ عقود لكنه لم ولن يأت".
وتابع قائلا "ثمة يأس متراكم في نفوسنا تكرسه سنوات من خيبة الأمل".
واستبق الرئيس الأمريكي وصوله إلى المنطقة بإعلان أنه لن يطرح مبادرة جديدة للسلام أو طلبا محددا لإسرائيل بوقف البناء الاستيطاني كما يطالب الفلسطينيون من أجل استئناف المفاوضات مع الدولة العبرية.
وترك ذلك انطباعات سلبية لدى عامة الفلسطينيين المنهكين من استمرار الاحتلال الإسرائيلي وتعثر مساعيهم لإقامة دولة مستقلة لهم.
وقال أبو جبر التميمي الذي يملك محلا تجاريا وسط رام الله ل(شينخوا) "مصالح أمريكا مع إسرائيل وليس معنا ، ورئيسها لن يقدم على توتير العلاقات معهم من أجل حل قضيتنا، هذا استنتاج بات يعلمه أصغر أطفالنا بحكم التجربة".
وعلقت بعض الملصقات لأوباما على بعض البنايات في رام الله، لكنها خلت من عبارات الترحيب، وحملت بدلا منها شكاوى ضد الممارسات الإسرائيلية.
وحملت إحدى اللافتات الموجهة للرئيس الأمريكي عبارة "السيد الرئيس: لا تحضر هاتفك الذكي معك إلى فلسطين لأنه لا يوجد فيها انترنت جي 3"، حيث تحظر إسرائيل على شركات الاتصالات الفلسطينية امتلاك تكنولوجيا (جي 3) المتقدمة للانترنت عبر الهاتف الخلوي.
وقالت ديما زايد وهي طالبة جامعية ل(شينخوا) إن أكثر ما سيقدمه أوباما للفلسطينيين هو طمأنتهم بالشعارات المعتادة بشأن التمسك بحل الدولتين والسعي نحو السلام.
وأضافت زايد بتهكم "طبعا هذا كلام فارغ، والأفضل لأوباما أن يحمل لنا أجهزة خليوية حديثة بدلا من تكرار هذه الشعارات".
وأبرز أوباما عند بدء فترته الرئاسية الأولى ملف السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل كأولوية له.
فقد دعا في خطابه الشهير في القاهرة في يونيو من العام 2009 إلى بداية جديدة، مؤكدا أن بلاده لا تعترف بشرعية المستوطنات، وأن الوقت حان لوقف كلي للاستيطان، الأمر الذي رفضته في حينه إسرائيل.
ورأى كريم أحمد، وهو موظف في إحدى المؤسسات الأهلية الناشطة في رام الله، أن سطوة اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة تقيد أوباما حتى إن أراد التقدم تجاه إقامة دولة فلسطينية تنهي الصراع التاريخي.
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn