الإنترنت، ساحة جديدة للصراع العربي الإسرائيلي

تعرضت مئات المواقع الإلكترونية التابعة للحكومة والبرلمان والشركات والمعاهد الإسرائيلية لهجوم واسع النطاق من قراصنة الإنترنت الفلسطينيين والعرب، وقد قام قراصنة الإنترنت الإسرائيليين بهجوم مضاد في نفس اليوم، حيث شهدت المواقع الإلكترونية من الجانبين تصاعد عمليات الشد والجذب. ويمكن القول أن الإنترنت بصدد التحول إلى ساحة جديدة للصراع العربي الإسرائيلي.

وقد أعلن متحدث بإسم منظمة قراصنة إلكترونيين تطلق على نفسها إسم "أنونيمس العرب" خلال الأسبوع الماضي بأن المنظمة ستطلق "أكبر حرب إنترنت في تاريخ البشرية" على إسرائيل، وقال بأن المنظمة ستقوم بإزالة الصهاينة على الإنترنت، وكشف السلوك الإجرامي المعادي للإنسانية للدولة اليهودية. وقالت المنظمة أنها تمكنت من قرصنة معلومات أكثر من 600 موقع إلكتروني وأكثر من 100 "سيرفير" إسرائيلي، وتبنت مهاجمتها لموقعي وزير الخارجية الإسرائيلي ليبرمان ووزير المالية لبيد، كما قالت أنها ستنشر الخونة العرب المتجسسين لصالح إسرائيل. وهناك من هدد بشل الإنترنت في تونس والمغرب. وقال أحد القراصنة الفلسطينيين أن هذه العملية تعد تحركا مشتركا بين الفلسطينيين والعرب والعالم الإسلامي، وقد قامت بمهاجمة آلاف المواقع الإلكترونية الإسرائيلية، أصيب أكثر من 400 موقع منها بحالة شلل تام.

ونفى الجانب الإسرائيلي "تأثيرات" هجمات القراصنة العرب، وقال بأن "البنية التحتية الإسرائيلية الأساسية المفتاحية لم تتعرض لأي أذى". لكن تشير تقارير إخبارية إلى أن الشلل التام الذي أصاب موقع البرلمان الإسرائيلي قد أثر على مئات المواقع. كما تعرضت مواقع وزارة الخارجية الإسرائيلية والجيش والرئيس الإسرائيلي إلى أكثر من 700 هجوم. في حين قام الإسرائيليون بإجراءات مضادة، حيث تمكنوا من قرصنة بعض المواقع العربية، ووضعوا عليها العلم الإسرائيلي والنشيد الرسمي الإسرائيلي. وفي سياق متصل، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين ناتنياهو الإنترنت احد أكبر التهديدات الأمنية الأربعة بالنسبة لإسرائيل، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن إسرائيل تستعد لتكون في الجبهة الأمامية للإنترنت في العالم.

ونظرا لأن حرب الإنترنت هي حرب ضعيفة التكلفة وقوية الأضرار واسعة النطاق والتأثير، يفضله العالم العربي الذي يعاني من تخلف القدرة الاقتصادية والعسكرية. وتعرضت منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية في سنة 2010 إلى هجوم "زلزال الإنترنت" تسبب في شلل مواقعها الإلكترونية، وتبين لاحقا أن الهجوم كان تحركا مشتركا بين الولايات المتحدة وإسرائيل. وقد ألهم هذا الهجوم "عزيمة القتال" لدى القراصنة العرب.

يذكر أن "أنونيمس العرب" قد قامت في نهاية سنة 2012 بشن هجوم واسع النطاق على مواقع إلتكرونية إسرائيلية، شملت موقع وزارة الدفاع ووزارة المالية، كما قامت بنشر معلومات عن أكثر من 5000 مجند إسرائيلي. واعترف الجانب الإسرائيلي بأنه منذ نهاية نوفمبر سنة 2011، قد تعرضت شبكات الحكومة الإسرئيلة إلى مايزيد عن 10 آلاف هجوم إلكتروني كل يوم، غالبيتها صادرة من داخل إسرائيل وفلسطين. وهومايدل على أن الصراع العربي الإسرائيلي بصدد التحول من العالم الواقعي إلى العالم الإفتراضي.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/