رام الله - غزة 2 أبريل 2013 / حمل فلسطينيون الحكومة الإسرائيلية المسئولية في وفاة أسير مصاب بالسرطان في السجون الإسرائيلية اليوم (الثلاثاء) بعد أتهامها بالتعنت في الافراج عنه وممارسة الإهمال الطبي بحقه .
وأعلن صباح اليوم عن وفاة الأسير ميسرة أبو حمدية (64 عاما) في قسم العناية المكثفة في مستشفى (سوروكا) الإسرائيلي بعد معاناته منذ شهرين من مرض السرطان في الغدد والحنجرة لديه .
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية ، أن أبو حمدية كان من نشطاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحكم عليه بالسجن المؤبد بعد إدانته بمحاولة القتل العمد وحيازة السلاح بصورة غير مشروعة والانتماء إلى تنظيم محظور.
وأشارت الإذاعة، إلى أن أبو حمدية كان قد نقل قبل بضعة أيام من سجن (إيشل) في بئر السبع إلى مستشفى (سوروكا) نظرا لتردي حالته الصحية .
وقالت مصلحة السجون الإسرائيلية انه تم تشخيص مرض أبو حمدية قبل حوالي شهرين، وكان يخضع منذ ذلك الحين للمراقبة الطبية .
وأضافت ، بحسب ما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية، أنها بعد أن تبين أنه لم يعد هناك أي أمل في شفائه شرعت في إجراءات للإفراج عنه لكنه توفي قبل استكمالها.
بيد أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتهم الحكومة الإسرائيلية ، بالتعنت والغطرسة برفضها التجاوب مع الجهود الفلسطينية للإفراج عن أبو حمدية ليتلقى العلاج اللازم.
وقال عباس لدى ترؤسه اجتماعا للجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في مدينة رام الله بالضفة الغربية، إنه قدم احتجاجا للحكومة الإسرائيلية ولكل المؤسسات الدولية وللعالم أجمع على وفاة الأسير أبو حمدية داخل السجون الإسرائيلية.
وشدد عباس، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، على "مواصلة النضال من أجل تحرير الوطن والأسرى".
وينحدر أبو حمدية من مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية وكان ضابطا متقاعدا في السلطة الفلسطينية قبل اعتقاله في مايو عام 2002 وله أربعة أبناء.
وأعلنت السلطة الفلسطينية على مدار اليومين الماضيين أنها تجري اتصالات مكثفة مع إسرائيل وأطراف دولية بغرض تأمين الإفراج عن أبو حمدية قبل أن يعلن عن وفاته اليوم.
ووصف وزير شؤون الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية عيسى قراقع خلال مؤتمر صحفي في رام الله وفاة أبو حمدية داخل السجون الإسرائيلية، بـ"الجريمة البشعة والخطيرة ارتكبت عن سبق الإصرار بسبب الإهمال الطبي والتلكؤ بالإفراج عنه".
وحمل قراقع الحكومة الإسرائيلية، المسئولية عن التدهور الحاد في صحة الأسير أبو حمدية الذي أدى لاحقا إلى وفاته، مطالبا بلجنة تحقيق دولية للوقوف على مستوى "الإهمال الطبي" الذي تمارسه مصلحة السجون الإسرائيلية بحق الأسرى المرضى.
كما طالب وقف ما وصفها بحالة "الاستخفاف" التي تمارسها مصلحة السجون الإسرائيلية بحق الأسرى المرضى والتضييق عليهم من خلال سلسلة إجراءات تؤدي إلى زيادة المخاطر على حالتهم الصحية.
وأعلن قراقع، عزم السلطة الفلسطينية تشريح جثة أبو حمدية عند استلامها من السلطات الإسرائيلية تحت إشراف أطباء عرب ودوليين للوقوف على الملابسات الكاملة لظروف وفاته.
ودفعت وفاة أبو حمدية إلى حوادث توتر بين الأسرى والسلطات الإسرائيلية في عدد من السجون.
وقال قراقع، إن عددا من الأسرى أصيبوا برضوض خلال مواجهات اندلعت داخل السجون، فيما تقرر إعلان يوم غد إضراب شامل في كافة السجون الإسرائيلية حدادا على أبو حمدية.
وفي هذا الصدد حذر رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس خلال المؤتمر، من تدحرج كرة الثلج داخل السجون الإسرائيلية ووصولها إلى حافة انفجار بفعل إجراءات التضييق بحق الأسرى خاصة الإهمال الطبي.
وحث فارس، على ضرورة التوقيع فلسطينيا على المواثيق والمعاهدات الدولية لتعزيز جهود محاسبة الحكومة الإسرائيلية قضائيا على ممارساتها بحق الأسرى خاصة المرضى منهم.
بدوره اعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في بيان صحفي له، أن حادثة وفاة أبو حمدية "تفرض على المجتمع الدولي والمنظمات والمؤسسات الحقوقية تحمل مسئولياتها السياسية والقانونية والأخلاقية، وإلزام إسرائيل بقواعد القانون الدولي وفتح سجونها للمراقبة الدولية الحقوقية للإطلاع على ما يجري بداخلها".
ودعا فياض ، إلى التنفيذ الفوري لقرار منظمة الصحة العالمية بشأن تشكيل لجنة تقصي حقائق حول الأوضاع الصحية للأسرى ، وقرار البرلمان الأوروبي بإرسال بعثة تقصي حقائق برلمانية حول ظروف الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
ووصفت دائرة الثقافة والإعلام في منظمة التحرير الفلسطينية وفاة أبو حمدية ، بأنها "جريمة ضد الإنسانية مع سبق الإصرار والترصد، وخرقا صريحا للقانون الدولي والبند 91 من اتفاقية جنيف على نحو خاص ".
وأكدت الدائرة، على مضي منظمة التحرير في جهودها للتوجه إلى مجلس الأمن لإلزام إسرائيل باحترام حقوق الأسرى ، ومتابعة قضيتهم ومطالبهم العادلة ومواصلة التحرك الشعبي والدبلوماسي على الصعيد الدولي لدعم نضالهم المشروع والمكفول قانونيا وحقوقيا.
وفي غزة أعلنت القوى الوطنية والإسلامية في مؤتمر صحفي لها، أنها تدرس بشكل مشترك التطورات بحق الأسرى في السجون الإسرائيلية وستتخذ الخطوات المناسبة للرد على "الجرائم" المرتكبة بحقهم.
ودعا القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب خلال المؤتمر مصر، إلى التدخل العاجل والفوري للقيام بواجبها ومواجهة الممارسات الإسرائيلية بحق الأسرى وإلزام إسرائيل باتفاق وقف الإضراب عن الطعام الذي أعلن في مايو الماضي.
كما دعا حبيب الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وكافة المؤسسات والهيئات الدولية، إلى "محاسبة قادة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمهم بحق الأسرى، والتي كان آخرها استشهاد الأسير المريض أبو حمدية".
وأعلن في غزة عن فتح بيت عزاء رمزي لأبو حمدية ، فيما ساد إضراب تجاري عام في مدينة الخليل مسقط رأسه حدادا على وفاته، وخرجت مظاهرات في رام الله ونابلس للاحتجاج على أوضاع الأسرى لدى إسرائيل.
ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، وصور أبو حمدية وقدامى الأسرى في السجون الإسرائيلية، ولافتات تطالب بالإفراج الفوري عنهم.
وكان أسير فلسطيني هو عرفات جرادات توفى 23 فبراير الماضي خلال اعتقاله في سجن (مجدو) الإسرائيلي.
وقالت السلطات الإسرائيلية آنذاك، إن جرادات توفي بسبب سكتة قلبية، وهو أمر رفضته السلطة الفلسطينية وقالت إن الأسير المتوفى تعرض لتعذيب شديد خلال استجوابه.
وترصد إحصائيات فلسطينية رسمية وفاة 208 أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية منذ العام 1967، علما أن إسرائيل تعتقل أكثر من 4500 أسير لديها بينهم العشرات أمضوا أكثر من 20 عاما قيد الاعتقال.
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn