واشنطن 26 ابريل 2013 / تلتزم الولايات المتحدة الحذر إزاء الغوص بتهور في مستنقع الصراع العسكري الجاري في سوريا التي تمزقها الحرب، وذلك بعد صدور تقارير هذا الأسبوع تفيد بأن القوات الحكومية السورية ربما استخدمت أسلحة كيميائية في قتالها ضد قوات المعارضة المسلحة.
وقال وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل يوم الخميس إنه يعتقد أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد استخدمت الأسلحة الكيميائية مرتين "وبقدر ضئيل"، ولكنه أضاف أن ثمة حاجة إلى مزيد من الأدلة وأن واشنطن ليست مستعدة للخوض في الصراع .
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد صرح مرارا وتكرارا بأن استخدام الأسلحة الكيميائية سوف يرقى إلى درجة تجاوز "خط أحمر" بما قد يدفع الولايات المتحدة بشكل أكبر نحو التدخل العسكري في سوريا.
وفي تأكيد لهذا الموقف وفي مؤتمر صحفي مشترك عقده يوم الجمعة بالبيت الأبيض مع العاهل الأردني الزائر الملك عبد الله الثاني، ذكر أوباما أن استخدام أسلحة كيميائية في سوريا "يغير قواعد اللعبة"، ولكنه أضاف أن إدارته تعتزم مواصلة تقييم الوضع.
ومن ناحية أخرى، تصر الحكومة السورية على أنها لم تستخدم مثل هذه الأسلحة. ونقلت وسائل إعلام أمريكية يوم الجمعة من مسئول لم تسمه قوله إن الحكومة السورية "لم ولن تستخدم أسلحة كيميائية حتى إذا كانت تمتلكها".
هل من منطقة حظر طيران؟
أثارت المزاعم بشأن استخدام أسلحة كيميائية في سوريا الحديث في وسائل إعلام أمريكية حول إمكانية فرض منطقة حظر طيران مدعومة من الولايات المتحدة فوق أجواء سوريا كتلك التي فرضت على ليبيا قبل الإطاحة بنظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.
لكن واين وايت، الباحث في معهد الشرق الأوسط بالعاصمة واشنطن، أبلغ وكالة الأنباء ((شينخوا)) بأن الدفاعات الجوية السورية أكثر تقدما وعتادا وكثافة وأفضل صيانة من تلك التي كانت موجودة في ليبيا، ما يمثل خطرا على طائرات وأفراد حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأضاف وايت قائلا "سوريا تمتلك أيضا الصواريخ القادرة على حمل رؤوس كيميائية، وربما تمتلك مخزونات من القذائف المدفعية الثقيلة المزودة بمواد كيميائية، ولن يحول فرض منطقة حظر طيران دون استخدام القوات البرية السورية أسلحة كيميائية".
تسليح قوات المعارضة السورية:
لفت البيت الأبيض إلى أن واشنطن قد تختار شن عملية بأقل المخاطر في ظل استمرار تعاطيها مع الصراع المتواصل في أفغانستان والخفض الكبير المزمع في ميزانية الجيش ومحدودية موارد الناتو.
وربما تشمل الخيارات إطلاق هجمات جوية مدمرة على مخازن الأسلحة الكيميائية أو هجمات على مواقع المدفعية الثقيلة أو الطائرات القتالية السورية. ومن بين الخيارات أيضا تنفيذ عمليات مشتركة مع شركاء كثيرين لتوفير الأسلحة لمقاتلي المعارضة غير المرتبطين بالمتطرفين الإسلاميين ، ولكن هناك العديد من العقبات التي تواجه هذا الخيار، على حد قول وايت.
كما أشار وايت إلى أن "تسليح قوات المعارضة أصبح أمرا محفوفا بالمخاطر لأن القوات صاحبة الريادة والتي تواجه الجيش النظامي السوري بفعالية أكبر على مدار الأشهر الـ12 أو الـ15 الماضية كانت قوات المتطرفين الإسلاميين ، أو الجماعات المرتبطة صراحة بتنظيم القاعدة في أغلب الأحيان"، مضيفا أن هذه الخطوة قد تؤدي على أقل تقدير إلى سقوط بعض الأسلحة في أيدي راديكاليين إسلاميين .
سوريا ليست ليبيا:
يتساءل منتقدون حول سبب تعجل الولايات المتحدة نحو التدخل في ليبيا فيما تظل مترددة فيما يتعلق بالتدخل في سوريا المنكوبة بالصراع، والتي تستعر فيها الحرب منذ أكثر من عامين.
وفي هذا الصدد، ذكر وايت أن غالبية المناطق السكنية في ليبيا تقع على ساحل البحر المتوسط، ما كان يوفر طريق خروج أكثر سهولة للطائرات المعطوبة من المجال الجوي الليبي. أما في الحالة السورية، فغالبية الأهداف سوف تكون في عمق مناطق مغلقة، ما يزيد من مخاطر تعرض الطائرات لضربات الدفاعات الجوية ويزيد فرص وقوع الطيارين في مصاعب، بما قد يدفعهم إلى الهبوط في أراض معادية.
وفضلا عن هذا، قد تقع فترة اضطرابات طويلة كالتي وقعت بعد سقوط نظام القذافي، وهو سيناريو سيكون أكثر قتامة في سوريا، حيث يحظى المتطرفون الإسلاميون بتأثير أكبر بكثير مقارنة مع الحالة الليبية، وثمة احتمال كبير لانتشار عمليات الانتقام ضد السكان الذين كانوا موالين للحكومة.
خيار الأسلحة الكيميائية:
ذكرت مؤسسة الاستخبارت العالمية ((ستراتفور)) في مقال لها أن خيار استخدام الأسلحة الكيميائية لن يحل مشكلات حكومة الرئيس بشار الأسد رغم أنه قد يضعف قوات المعارضة بشدة.
وأضافت المؤسسة أن "قوات الرئيس السوري بشار الأسد مستنفذة ومحاصرة، وفي كثير من الأحيان معزولة عن شبكة الأسلحة الكيميائية. ونشر أسلحة كيميائية يتطلب جهدا لوجيستيا وقياديا وتنفيذيا جبارا".
/مصدر: شينخوا/
1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ arabic@peopledaily.com.cn آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn