الصحفيون التونسيون يتظاهرون دفاعا عن حرية الرأي والإعلام في بلادهم

تونس 3 مايو 2013 /خرج الصحفيون التونسيون يوم الجمعة في مظاهرة سلمية للدفاع عن حرية الرأي والإعلام في بلادهم ، وذلك في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ تونس الحديث.

وإنطلقت هذه المظاهرة التي تأتي بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، من أمام مقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بمنطقة البلفدير ، لتصل إلى شارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة،بمشاركة المئات من الصحفيين والإعلاميين ، وعدد من السياسيين والحقوقيين ونشطاء المجتمع المدني.

ورفع المشاركون في هذه المظاهرة السلمية شعارات مناهضة لما اعتبروها محاولات تستهدف تدجين الإعلام ، وأخرى تطالب بضرورة تضمين الدستور التونسي الجديد بنودا واضحة تنص على حرية الرأي والتعبير وعلى حق النفاذ إلى المعلومة.

وكانت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين نظمت قبل ذلك مؤتمرا صحفيا عرضت فيه تقريرها السنوي للحريات ، الذي رصد 196 إعتداء على الصحفيين ، أي بمعدل 9 إعتداءات شهريا ليسجل بذلك ارتفاعا كبيرا بالمقارنة مع العام الماضي.

وقال ناجي البغوري نقيب الصحفيين التونسيين السابق لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الإنتهاكات والإعتداءات على الصحفيين " مازالت موجودة ومتواصلة لغاية الآن ، ما يعني أن حرية الرأي والتعبير في تونس أصبحت مهددة بشكل جدي".

وأوضح أن الانجاز الوحيد للثورة التونسية هو "حرية الرأي والتعبير"،ولكن للأسف فإن هذا الانجاز " أصبح اليوم مهددا بشكل واضح ، ذلك أن الإعتداءات على الصحفيين وصلت إلى أرقام قياسية ،بالإضافة إلى سعي بعض الأطراف لتوظيف القضاء لقمع الصحفيين"،على حد تعبيره.

ولفت في هذا السياق إلى مثول الصحفي التونسي زياد الهاني اليوم أمام قاضي التحقيق للإستماع إلى أقواله كمتهم بسبب كشفه عن معلومات تفيد بوجود جهاز امني تابع لحركة (النهضة) الإسلامية التي تقود الإئتلاف الحاكم.

ورأى البغوري ان السلطات الرسمية وجهت بمناسبة اليوم العالمي للصحافة رسالة واضحة إلى الصحفيين لا تحتمل التأويل، واصفا هذه رسالة بالخطيرة جدا ، وتضاف إلى جملة من الرسائل الأخرى التي "تؤكد أن وضع قطاع الإعلام اليوم ليس في صحة جيدة على الرغم من الهامش الكبير لحرية الصحافة الذي انجزته الثورة التونسية".

يذكر أن منظمات حقوقية ونقابات إعلامية تونسية كانت قد حذرت في وقت سابق من مغبة الإلتفاف على حرية الرأي والتعبير،حيث أشارت في بيان مشترك وزعته في الخامس والعشرين من الشهر الماضي،إلى أن هناك محاولات لعرقلة إصلاح قطاع الإعلام وفقا لقواعد المهنة الصحفية والمواثيق الدولية لحرية التعبير.

وإعتبرت في بيانها الذي حمل تواقيع 6 منظمات حقوقية ونقابات إعلامية تونسية أن تلك المحاولات تستهدف "إستعمال الإعلام من جديد كأداة للدعاية، بما يشكل خطرا جسيما على عملية الإنتقال الديمقراطي، ويهدد بعودة الإستبداد".

/مصدر: شينخوا/