تعليق : اجتماع “أصدقاء سوريا" في الدوحة، هل يمكن أن يخفي الخلافات؟

عقد يوم 22 يونيو الحالي في العاصمة القطرية الدوحة اجتماع " أصدقاء سوريا" برئاسة حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها، وبمشاركة وزير خارجية كل من مصر، تركيا، الأردن، المملكة العربية السعودية ، والإمارات العربية المتحدة،الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، إيطاليا لبحث الأزمة السورية. وقد بحث الاجتماع أساسا تقديم المساعدات العسكرية للمعارضة السورية المسلحة.

وأشار حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها خلال حفل افتتاح الاجتماع إلى أن قطر ترحب بعقد مؤتمر الدولي الثاني بجنيف الرامي إلى حل الأزمة السورية، ودعا إلى وضع خريطة طريق ذات جدول زمني محدد للعملية السياسية في سوريا. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن جميع الأطراف تتفق على أن يكون مؤتمر جنيف-2 فرصة لتحقيق إنهاء الصراع والوصول لحل سلمي، وينبغي للأطراف في سوريا تقديم التنازلات لبعضها البعض في اقرب وقت ممكن لوضع حد للعنف والصراح المسلح.

وصرح رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر، سليم إدريس خلال اجتماع ترأسه في أنقرة يوم 14 يونيو الحالي ضم قادة أبرز الكتائب المعارضة المقاتلة في سوريا بأن المعارضة السورية المسلحة بحاجة إلى تسليح. ويأتي اجتماع " أصدقاء سوريا" في الدوحة لبحث كيفية تلبية هذه الاحتياجات.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ قبل الاجتماع أن سلطات بلاده اتخذت قراراً بتوريد الأسلحة للمعارضة السورية المسلحة. كما أكد وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس على أنه في ظل الوضع الراهن والظروف الغامضة، فإن فرنسا لن تتخذ تقدم مساعدات عسكرية للمعارضة السورية.

وفي ظل الانقسام الدولي في ما يخص تسليح المعارضة المسلحة السورية. قال سليم إدريس في تصريحات إلى قناة "العربية" الإماراتية، أن "أسلحة وذخيرة وصلت إلى أيدي المقاتلين من شأنها تغيير الوضع على الأرض". وكشفت وسائل الإعلام في الشرق الأوسط على أن هذه الأسلحة تم توفيرها بشكل رئيسي من قبل دول الخليج العربية.

وقال فلاديمير بوتين في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عقد يوم 21 يونيو الحالي أن المتشددين هم من يريدون إسقاط نظام بشار الأسد وليس الشعب السوري. وأضاف، أن الحل الوحيد للازمة السورية حاليا هو دفع الأطراف المتحاربة في سوريا إلى الجلوس على طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل مقبول للطرفين لضمان الأمن والاستقرار في سوريا.وأعرب بوتين عن أمله في أن يبذل المجتمع الدولي جهود حثيثة لتهيئة الظروف المناسبة لعملية المحادثات السورية.

ويعتقد البروفيسور يحيا من مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن غياب روسيا وإيران وممثلي الحكومة السورية في اجتماع " أصدقاء سوريا" في الدوحة من الصعب تحقيق نتائج جوهرية. وأضاف، بالرغم من أن الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى تدعم تسليح المعارضة المسلحة السورية من اجل مصالحهم الخاصة، إلا أن روسيا وإيران وحزب الله يقدمون أيضا المساعدات للحكومة السورية، بالإضافة إلى رفض روسيا التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية في سوريا. ومن المحتمل أن تتحول القوى الخارجية الى العوامل التي تحدد الاتجاه المستقبلي للازمة السورية.

وأشار يحيا إلى أن نتائج دعم عقد المعارضة السورية اجتماعات منفصل لا يزيد فقط من دعم جهود المعارضة السورية ، ولكن قد يؤدي ايضا إلى تفاقم حالة عدم الاستقرار. ويعتقد يحيا أنه ما لم تجتمع الحكومة السورية والمعارضة بما في ذلك روسيا والولايات المتحدة وغيرها من الأطراف المعنية بالأزمة السورية على طاولة المفاوضات من اجل التوصل إلى توافق في الآراء، فإن سوريا سوف تصبح لفترة طويلة من الزمن حقل تجارب لجميع أنواع أسلحة الحديثة.

وقال فوزي باحث في الشؤون الشرق الأوسط أن تحول العديد من الاجتماعات الدولية بشأن الأزمة سورية إلى اجتماعات عقيمة يعود إلى سببين رئيسيين: أولا،التنافس الشرس المتزايد بين روسيا والولايات المتحدة على مصالح ونفوذ في الشرق الأوسط ، وصعوبة تنازل روسيا عن سوريا. ثانيا، شعور بعض دول الخليج على نحو متزايد بالتهديدات الإيرانية في ظل تزايد القوى الشعبية الإيرانية وتوقف المحادثات النووية الإيرانية، ما أدى إلى اختيار دول الخليج دعم المعارضة السورية لكبح التوسع الإيراني. وهذان العاملان سبب إطالة أمد الأزمة السورية.وأشار فوزي إلى أن الوضع في العراق حاليا أدى إلى تردد الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية الأخرى المعنية في الشرق الأوسط حول المشاركة في الصراع الطائفي ،وهو أيضا احد العوامل الرئيسية في جمود المحادثات بين الأطراف المعنية في سوريا.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/