تحليل اخباري: الموقع الجغرافي لسيناء يساعد على تواجد العناصر الجهادية فى شبه الجزيرة المصرية

القاهرة 29 يونيو2013/ رأى خبراء أمنيون وعسكريون ان الموقع الجغرافي لسيناء يساعد على تواجد العناصر الجهادية فى شبه الجزيرة المصرية، وان الاكتفاء بالاستراتيجية الامنية فى التعامل مع العناصر ، والتهاب الوضع السياسي يشجعان على انتشارها، وطالبوا بوضع استراتيجية شاملة تتضمن الى جانب الاجراءات الامنية ابعادا تنموية.

ولقى مفتش بمديرية امن محافظة شمال سيناء ، شمال شرق القاهرة، العميد محمد هاني حتفه (اليوم) برصاص مسلحين ملثمين، حسب ما أفاد مصدر أمني مسؤول. وقال المصدر لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن مسلحين ملثمين كانوا يستقلون سيارة بدون لوحات طاردوا العميد هاني، وأطلقوا عليه الرصاص فأصابوه في الرأس ليسقط قتيلا، فيما اصيب مجند اخر.

وفى مطلع يونيو الجاري اغتال مسلحون الضابط محمد عبدالعزيز ابوشقرة من قوة مكافحة الارهاب الدولي بجهاز الامن الوطني.

وفى منتصف مايو الماضى تعرض سبعة جنود من الجيش والشرطة لعملية اختطاف فى سيناء على أيدي عناصر جهادية مسلحة فى محاولة للضغط على الحكومة للافراج عن سجناء من ذويهم ، ما دفع الجيش الى نشر قواته والياته فى شبه الجزيرة حتى تم الافراج عن المختطفين.

من جهته ، أكد مصدر أمني رفيع المستوى أن معلومات وردت الى أجهزة الأمن بشمال س يناء عن ظهور عناصر تكفيرية مسلحة بقريتي المهدية والعجرا، وتوجه بعضها الى جبل الحلال.

ونقلت وكالة أنباء (الشرق الأوسط) عن المصدر أن سيناء تشهد حاليا انتشارا أمنيا غير مسبوق بالتنسيق مع القوات المسلحة من خلال تكثيف الدوريات الأمنية على كافة الطرق والمحاور الرئيسية والمناطق الجبلية الوعرة وإجراء مسح شامل لها من خلال طائرات الآباتشي لمحاصرة هذه العناصر وضبطها.

وأشار إلى أن أجهزة الأمن شددت الرقابة على المعابر والمنافذ بسيناء، من بينها كوبري السلام ، ونفق الشهيد أحمد حمدي، والمعديات على طول خط قناة السويس لمنع هذه العناصر من التسلل الى القاهرة .

وتابع أنه تم كذلك زيادة الدوريات الأمنية على خط الحدود الدولية بشمال سيناء بعد ورود معلومات عن اعتزام بعض العناصر المسلحة التسلل إلى البلاد واستغلال الفاعليات السياسية التى يشهدها الشارع المصرى حاليا فى القيام بعمليات عدائية .

وقال الخبير العسكري طلعت مسلم ان تكرار العمليات الارهابية فى سيناء يرجع إلى انها تضم مساحة جغرافية كبيرة وكثافة سكانية ضئيلة ما يجعل السيطرة الامنية عليها صعبة حيث انها "تحتاج لقوات اكثر من عدد سكانها".

واضاف مسلم وهو لواء سابق بالجيش المصري، لـ"شينخوا"، ان كون سيناء منطقة حدودية مع غزة وبعض الدول مثل السعودية والاردن يعطى فرصة لانتشار العناصر الجهادية والمسلحة فيها ،فضلا عن ان التغييرات التى تحدث فى مصر منذ ثورة 25 يناير2013 والتى زادت وتيرتها فى الاونة الاخيرة من انفلات امني وتوتر سياسي يدفعان فى هذا الاتجاه.

وتابع ان هناك جهات اخرى تحاول التأثير والضغط على مصر وتجد فى سيناء فرصة لتحقيق ذلك ومن هذه الجهات قطعا اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية.

وعن تقييمه لتعامل الحكومة المصرية مع العناصر الجهادية والمسلحة فى سيناء رأى مسلم ان هناك قصورا فى استراتيجية التعامل مع العناصر الجهادية حيث لا تتضمن هذه الاستراتيجية اى نظرة شاملة لتنمية سيناء .

وطالب بضرورة وضع استراتيجية شاملة تشمل وضع مخطط تنموي لسيناء واستخدام كل عناصر الدولة من جيش وقيادات سياسية وقبائل ووزارات لتنفيذها، محذرا من ان التعامل الامنى فقط مع سيناء يشعر ابناء هذه المنطقة بالاغتراب ولن يفيد.

وعن امكانية مساعدة الحكومة لهذه العناصر على اجراء مراجعات فكرية كما حدث من قبل مع عناصر الجماعة الاسلامية قال ان اجراء هذه المراجعات يتطلب اولا القبض على هذه العناصر ثم توفير المناخ لمثل هذه المراجعات.

وحول احتمال قيام هذه العناصر بعمليات ارهابية فى القاهرة والمحافظات الاخرى التى تشهد غدا مظاهرات مؤيدة ومناهضة للرئيس محمد مرسي قال: لا اعتقد ذلك .

فى المقابل قال الخبير الامني فؤاد علام ان انتشار العناصر الجهادية فى سيناء والتهاب الوضع السياسي فى مصر قد يشجع هذه العناصر على تنفيذ عمليات فى القاهرة خلال المظاهرات.

واوضح علام ، وهو لواء شرطة سابق كان يعمل فى مكافحة الارهاب، لـ"شينخوا" ان سيناء اكثر عرضة للعمليات الارهابية لعدة اسباب اولها ان الطبيعة الجغرافية لها تزخر بدروب وجبال تشجع العناصر الجهادية على اللجوء اليها للاحتماء بها.

واضاف ان الانفاق بين غزة وسيناء تعد مصدر رئيسي لتواجد هذه العناصر فى شبه الجزيرة لاسيما التى لها علاقات مع تنظيمات فى القطاع الفلسطيني او تملك اتصالات مع اجهزة الامن الاسرائيلية.

وعزا تزايد العمليات ضد الجيش والشرطة مؤخرا فى سيناء الى توتر الوضع فى مصر نتيجة الاستقطاب السياسي وحالة الفوضى والانفلات الامني التى من شانها ان تشجع على تنفيذ مثل هذه العمليات.

وعن كيفية معالجة الوضع الامني فى سيناء قال ان الاخيرة تحتاج الى اجراءات امنية وتصور كامل يشمل ابعادا اقتصاديا واجتماعا وثقافية وتنموية اما الاعتماد على الاجراءات الامنية فقط فلن يجدى.

وعن احتمالات تنفيذ عمليات ارهابية فى القاهرة استغلال للمظاهرات الحاشدة قال "بالتأكيد بالتأكيد بالتأكيد" ، مشيرا الى ان " الالتهاب السياسي" فى البلاد سيؤدى الى انتقال العمليات من سيناء الى العاصمة. وختم " نحن فى اتجاه حالة خطيرة من الانهيار الامني ما لم يتدخل المسئولين عن الحركة السياسية" بتهدئة الوضع.

ومن المقرر ان تشهد القاهرة غدا مظاهرات مناهضة للرئيس المصري تطالبه باسقاط واجراء انتخابات رئاسية مبكرة ، فى مواجهة مظاهرات للتيار الاسلامي لدعمه، وسط تخوفات من اتساع نطاق اعمال العنف.

/مصدر: شينخوا/