بغداد اول يوليو 2013 /بدأت حصيلة أعمال العنف التي تضرب المدن العراقية بالارتفاع بشكل ملحوظ وخاصة في صفوف المدنيين خلال الاشهر الثلاثة الماضية، ما دق ناقوس الخطر من اعادة سيناريو الصراع الطائفي في هذا البلد الذي مزقته الحروب واعمال العنف.
ووفقا للاحصائيات، فان 229 مدنيا قتلوا في شهر مارس الماضي من اصل 456، اي ان نسبة المدنيين الذين قتلوا بلغت 50%، فيما بلغ عدد القتلى المدنيين في ابريل الذي تلاه 434 من اصل 712 ما يشكل اكثر من 60% من عدد الضحايا ليرتفع الى 782 من اصل 1045 في مايو اي ما نسبته نحو 75%.
واعلنت بعثة الامم المتحدة في العراق (يونامي) اليوم مقتل 761 عراقيا خلال يونيو الماضي من بينهم 544، اي ما نسبته نحو 73%.
وقالت يونامي في بيان ان عدد الجرحى بين المدنيين بلغ 1389 فيما بلغ عدد الجرحى في صفوف قوات الشرطة والجيش 382 جريحا.
ودفع الارتفاع الملحوظ في عدد الضحايا بين المدنيين، الامم المتحدة الى التحذير من انزلاق العراق الى مرحلة مجهولة إذا لم يتم اتخاذ اجراءات عاجلة لوقف العنف من قبل قادة البلاد.
وقال ممثل المنظمة الدولية في العراق مارتن كوبلر في بيان له "إن من مسؤولية السياسيين التحرك فورا وبدء حوار يهدف إلى إخراج الأزمة السياسية من الطريق المسدود الذي وصلت إليه، وألا يجعلوا خلافاتهم السياسية فرصة يستغلها الإرهابيون".
وأرجع المحلل السياسي صباح الشيخ اسباب ارتفاع عدد الضحايا بين صفوف المدنيين الى الاقتحام الذي نفذته قوة خاصة تابعة لوزارة الداخلية العراقية لساحة الاعتصام في بلدة الحويجة التابعة لمحافظة كركوك (250 كم) شمال بغداد، والذي اسفر عن مقتل واصابة العشرات من المعتصمين في الساحة.
وقال الشيخ لوكالة انباء ((شينخوا)) إن المراقب لاعداد ضحايا العنف في العراق يلاحظ ارتفاعها منذ نهاية ابريل الماضي، اي بعد حادثة الاقتحام لساحة الاعتصام في بلدة الحويجة، في 23 ابريل الماضي وما تلاها من هجمات.
واوضح الشيخ ان منفذي الهجمات ضد المدنيين استغلوا الازمة السياسية التي تعصف بالبلاد، منذ عدة اشهر، لاثارة النعرة الطائفية، مبينا انهم منفذو الهجمات نجحوا في زيادة التوتر الطائفي بين مكونات الشعب العراق خاصة في مايو الماضي، الذي قتل فيه اكثر من 780 مدنيا، وهو الشهر الاكثر دموية منذ منتصف عام 2008، ما اعاد الى اذهان العراقيين تلك الحقبة السوداء من العنف الطائفي.
وذكر الشيخ ان هذا الشد الطائفي وارتفاع عدد الضحايا بين المدنيين دفع ببعض القادة العراقيين الى المبادرة لاجراء، مصالحة بين رئيسي السلطتين التنفيذية، والتشريعية، بعد ان ادركوا ان الازمة السياسية تنعكس بصورة سلبية على الوضع الامني.
وكان عقد لقاء برعاية الزعيم الشيعي عمار الحكيم، الذي نجح في عقد لقاء صلح بين رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس البرلمان اسامة النجيفي.
وافاد الشيخ ان مستهدفي المدنيين لجأوا الى اسلوب اخر بعد ان خفت حدة التوترات الطائفية، من اجل ايجاد شرخ في العلاقة بين فئات الشعب العراقي وبالتالي عودة العنف الطائفي، مبينا ان الاسلوب الجديد هو استهداف ملاعب كرة القدم والاسواق والمقاهي بهدف ايقاع اكبر عدد من الضحايا في صفوف المدنيين.
واشار الشيخ إلى أن الهدف من ذلك هو افشال العملية السياسية واظهار الحكومة والبرلمان العراقيين بانهما عاجزان عن توفير الامن للمدنيين، وتوسيع الهوة بين ابناء الشعب العراقي والطبقة السياسية الحاكمة.
واضاف أن من الاسباب الاخرى ضعف الجانب الاستخباري، لدى الجهات الامنية العراقية، بحيث انها لم تتمكن من اختراق الجماعات المسلحة، لتمنع الهجمات التي تستهدف المدنيين قبل تنفيذها.
وارتفعت وتيرة الهجمات التي تستهدف ملاعب كرة القدم والمقاهي الشعبية والاسواق خاصة في مناطق العاصمة بغداد، وبعض المحافظات المجاورة، ما أدى إلى مقتل واصابة العشرات من المدنيين.
واتهم الشيخ تنظيم القاعدة بالوقوف وراء هذه الهجمات التي تستهدف الاسواق والملاعب والمقاهي، لاسباب فكرية، لان هذا التنظيم يكفر كل من يمارس الالعاب في المقاهي، ويعتبر ممارسة لعبة كرة القدم اهدارا للوقت مبينا أن التنظيم اصدر فتوى باستهداف هذه الاماكن للقضاء على "اللهو الدنيوي، وتخلي الشباب عن الجهاد".
وذكر الشيخ ان هذا التنظيم الارهابي استهدف الملاعب والمقاهي، التي تجذب الشباب للتمتع بالحياة واللعب واللهو ،وهذا يبعدهم عن اماكن التطرف والتشدد والتعصب الاعمى.
وكان اسامة النجيفي رئيس البرلمان العراقي اعتبر الاستهدافات التي طالت المقاهي والاسواق ومجالس العزاء وملاعب الرياضة والرياضيين انها دليل واضح على بشاعة الاساليب التي يتبعها اعداء العراق في محاولاتهم لاثارة الفتنة وتمزيق النسيج الاجتماعي للبلد.
وطالب النجيفي الاجهزة الامنية باتخاذ تدابير مناسبة لمواجهة هذه التهديدات وتنفيذ المهام المناطة بها في حفظ الامن وحماية المواطنين وممتلكاتهم.
ويعيش العراق ازمة سياسية خانقة منذ نهاية ديسمبر الماضي وتظاهرات واعتصامات في المحافظات السنية، احتجاجا على سياسة رئيس الوزراء نوري المالكي الامر الذي انعكس بصورة سلبية على الوضع الامني واثار مخاوف من عودة اعمال العنف الطائفي الى اذهان العراقيين التي كانت سيدة الموقف بعد عام 2006.
/مصدر: شينخوا/
1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ arabic@peopledaily.com.cn آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn