تحليل إخباري: محللون: خريطة المستقبل التي أعلنها وزير الدفاع المصري خطوة تصحيحية لمسار ثورة 25 يناير

القاهرة 4 يوليو 2013 / اعتبر عدد من المحللين السياسيين أن خريطة الطريق التي أعلنت في مصر أمس الأربعاء، في اعقاب سلسلة من المظاهرات المليونية الحاشدة، تمثل خطوة تصحيحية لمسار ثورة 25 يناير 2011.

وأكدوا أن الشعب المصري خرج في 30 يونيو وما تلاه من ايام، احتجاجا على عدم تنفيذ الأجندة التي اعتمدها في ثورة 25 يناير والزم بها الادارات المختلفة، والتي تقوم على عيش، حرية، عدالة الاجتماعية، كرامة انسانية، استقلال وطني.

وأعلن وزير الدفاع المصري الفريق اول عبد الفتاح السيسى امس "خريطة طريق" لحل الأزمة السياسية في البلاد تتضمن " تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت، وإجراء إنتخابات رئاسية مبكرة على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد خلال المرحلة الإنتقالية لحين إنتخاب رئيس جديد".

وأوضح السيسي، فى كلمة متلفزة وجهها للشعب، أن خارطة الطريق تنص على ان " لرئيس المحكمة الدستورية العليا سلطة إصدار إعلانات دستورية خلال المرحلة الإنتقالية" و" تشكيل حكومة كفاءات وطنية قوية وقادرة تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الحالية".

كما تضم " تشكيل لجنة تضم كافة الأطياف والخبرات لمراجعة التعديلات الدستورية المقترحة على الدستور الذى تم تعطيله مؤقتا" و "مناشدة المحكمة الدستورية العليا لسرعة إقرار مشروع قانون إنتخابات مجلس النواب والبدء فى إجراءات الإعداد للإنتخابات البرلمانية".

وتنص كذلك على " وضع ميثاق شرف إعلامى يكفل حرية الإعلام ويحقق القواعد المهنية والمصداقية والحيدة وإعلاء المصلحة العليا للوطن" فضلا عن " اتخاذ الإجراءات التنفيذية لتمكين ودمج الشباب فى مؤسسات الدولة ليكون شريكا فى القرار كمساعدين للوزراء والمحافظين ومواقع السلطة التنفيذية المختلفة".

وأشار السيسي إلى أن خارطة الطريق تضم "تشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية من شخصيات تتمتع بمصداقية وقبول لدى جميع النخب الوطنية وتمثل مختلف التوجهات".

وأكد الدكتور فخري الطهطاوي استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن 30 يونيو وما لحقها من اصدار "خريطة طريق" للمستقبل تمثل حركة تصحيح كان لابد منها لمسار شعب اعلن فيها مطالب واضحة، تمثل أجندة لفترات طويلة لأي ادارة قادمة تتمثل في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية والاستقلال الوطني.

واضاف الطهطاوي لوكالة أنباء (شينخوا) أن خريطة الطريق التي اعلنها السيسي صححت اتجاه البوصلة الوطنية، والبوصلة التشريعية، التي انحرفت من مسارها، وكان لابد من تصحيحها، لافتا الى نجاة مصر من براثن المعادلة والحسابات لتنظيم الاخوان المسلمين.

وأرجع احداث 30 يونيو وخروج الشعب احتجاجا على حكم الاخوان إلى عدم تمتع جماعة الاخوان بالذكاء الكافي لاقامة الحكم الرشيد، ليكون جاذب للشعوب بدلا من تصور مفهوم وموهوم، وتمكنوا في وقت قليل على تجميع المصريين بمختلف انتماءاتهم ضدهم وتوحدهم ضدهم، ومعاداتهم لكل مؤسسات الدولة.

وأوضح الطهطاوي أن المؤسسة العسكرية حرصت على الابتعاد عن كل ماينسب لها بأنها عملية "انقلاب عسكري"، من خلال مشاركة كل اطياف الشعب المصري ورموزه الدينية والوطنية والشبابية، بالاضافة إلى الابتعاد عن اي شكل من اشكال التواجد في الادارة خلال الفترة الانتقالية.

من جانبه، أكد الدكتور جمال شقرة رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بجامعة عين شمس، أن تظاهرات 30 يونيو وخريطة الطريق لادارة المرحلة الانتقالية في مصر، انقذت مصر من الانزلاق للانقسام الطائفي والسياسي، والدخول في دائرة العنف.

واضاف أبو شقرة في تصريحات لوكالة انباء (شينخوا)، ان ثورة 25 يناير صححت نفسها بنفسها، واعاد الشعب المصري الثورة الى مسارها الصحيح، معربا عن أمله في ان تحقق خريطة الطريق أهداف الثورة والتي فشل النظام السابق في وضع مصر على الطريق الصحيح لتحقيقها.

ولفت الى أن القادم اصعب في امرين الأول هو أن تعمل القيادة في خطاب احتوائي وليس اقصائي لاحتواء الاخوان المسلمين والاسلاميين، ووضع برامج محترفة للمشاكل المستعصية العاجلة ،اهمها الازمة الاقتصادية وهو ما سيتضح من تشكيل حكومة التكنوقراط.

وتابع أن الأمر الثاني، وهو عنصر الزمن في خريطة الطريق وهو عنصر لا شك ضاغط، وهو أمر وضح من خلال التأكيد على ترميم الدستور وليس اعادته صياغته من جديد، بالاضافة إلى المصالحة الوطنية والتي ستكون محكا مهما لاحتواء مختلف فئات المجتمع دون اقصاء.

ولفت إلى أن مصر تمر بمرحلة حرجة نظرا لما تواجهه من مشكلات عنيفة منها المشكلة الاقتصادية ومشكلة مياه النيل، وترتيب البيت المصري من الداخل.

واطاح الجيش المصرى أمس بالدكتور محمد مرسي، وعزله من منصبه، وكلف رئيس المحكمة الدستورية عدلي منصور بادارة شئون البلاد بشكل مؤقت، في ضوء خارطة المستقبل التي أعلنها الفريق الاول عبدالفتاح السيسي.

وشهدت مصر خلال الايام الماضية مظاهرات مليونية حاشدة في الذكرى الاولى لتولي مرسي رئاسة الجمهورية، تأييدا ومعارضة، انتهت بالاطاحة به.

/مصدر: شينخوا/