تحليل إخباري: توقعات بفض اعتصام أنصار رئيس مصر المعزول مرسي بالقوة بعد فشل الوساطات

القاهرة 9 أغسطس 2013/ توقع محللون سياسيون يوم الجمعة أن تلجأ الحكومة المصرية إلى فض اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي, لاسيما بعد فشل جهود الوساطات المحلية والعربية والأجنبية في التوصل إلى مخرج للأزمة السياسية في ظل إصرار جماعة الأخوان المسلمين على عودة مرسي للحكم.

ويعتصم مؤيدو مرسي منذ أكثر من شهر في ميداني رابعة العدوية بمحافظة القاهرة ونهضة مصر بالجيزة, فيما تدعو جماعة الأخوان إلى مظاهرات مليونية من حين لآخر كانت آخرها الجمعة تحت شعار "الشعب يريد إسقاط الانقلاب", وينظم أنصارها مسيرات عشوائية في شوارع العاصمة, ما يصيب حركة المرور بالشلل.

وأعلنت الرئاسة المصرية الأربعاء الماضي فشل جهود الوساطة التي قامت بها أمريكا والاتحاد الأوروبي وقطر والإمارات, وحملت الأخوان المسلمين المسئولية, في حين قال رئيس الوزراء حازم الببلاوي الخميس إن "الحكومة تريد إعطاء فرصة للمعتصمين للتصالح والإنصات لصوت العقل", موضحا أن "الأمور تكاد تقترب من اللحظات التي لا أرجو أن نصل إليها", مشيرا إلى أن فض الاعتصام قرار نهائي وأن تأجيله كان لحرمة شهر رمضان.

وقام وفد ضم وليام بيرنز نائب وزير الخارجية الأمريكي, وبرناردو ليون المبعوث الأوروبي, ووزيري خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان, وقطر خالد بن محمد العطية, بعقد لقاءات مكثفة مع كافة الأطراف في مصر, بما في ذلك قيادات من الأخوان المسلمين المحتجزين بالسجون وفي مقدمتهم خيرت الشاطر نائب المرشد العام للجماعة.

وتزامنت الجهود العربية - الأجنبية مع أخرى محلية قام بها وفد من الإسلاميين , بينهم الداعية السلفي البارز محمد حسان, الذي التقى وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور جمال سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، إن اعتصامات أنصار مرسي "تمثل نقطة ضعف للحكومة, وتزيد حالة تأزم الدولة", التي توقع أن تقوم بفضها وفقا للقانون الذي يرخص استخدام القوة لفض أي اعتصام يهدد الأمن القومي.

وأضاف سلامية لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن جماعة الأخوان المسلمين, التي ينتمي إليها الرئيس المعزول محمد مرسي, لن توافق حاليا على الدخول في أية عملية مصالحة لاسيما أنها لا تزال تعاني من صدمة كبيرة جراء الإطاحة بمرسي من سدة الحكم.

وتابع سلامة أن الاعتصامات التي تنفذها الجماعة في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر "مسلحة " ، مضيفا "أتوقع أن تقوم الشرطة بفضها".

وعن تداعيات فض الاعتصام في حال اللجوء لذلك, قال سلامة إنه سيكون هناك "تأثيرات سلبية" لعملية فض الاعتصامات لكنها أقل بكثير عند مقارنتها بالوضع الحالي.

وأردف سلامية قائلا "ستظل هذه التأثيرات لعدة شهور حتى يتفهم المجتمع أن فض الاعتصام الحل الوحيد والأمثل" للتعامل مع الوضع.

وعن احتمال نشوب حرب أهلية, أكد أنه "أمر مستبعد" لأن الجيش والمجتمع لن يسمحا بذلك لكنه توقع المزيد من أعمال العنف والتخريب في الشارع.

وشاطره الرأى هيثم الشواف، المنسق العام لاتحاد القوى الثورية، والذي استبعد أيضا دخول الأخوان المسلمين في مصالحة وطنية, كما استبعد حربا أهلية خاصة أن "الأخوان المسلمين وأنصارهم يمثلون أقلية ضئيلة للغاية".

واعتبر الشواف أن فض الاعتصام لا يتطلب الوساطات التي قال إنها تمثل "شكل من أشكال ضعف الحكومة وخوفها من (تيار) الإسلام السياسي"، مضيفا "على الدولة أن تكون حاسمة في شأنها الداخلي".

واستطرد الشواف قائلا "عندما يكون هناك معتصمون سلميون، على الدولة أن تتعامل معهم برفق, لكن حين يتجاوز الاعتصام السلمية يتم التعامل معه بحسم. وعلينا أن نتذكر ما فعلته أمريكا حين فضت اعتصام وول ستريت بواسطة الشرطة وبقوة هائلة رغم أن هذه الاعتصامات لم تكن لتقويض نظام الدولة بل لتعديل النظام الرأسمالي, عكس ما يحدث في مصر من قطع الطرق وغيره".

وواصل الشواف قائلا "هناك ميليشيات مسلحة, وأسلحة في ميدان رابعة" وهذه مبررات كافية لاستخدام القوة في فض الاعتصام, مشيرا إلى أن استخدام القوة لا يعنى سفك الدماء لاسيما أن قوات مكافحة الشغب لديها من الآليات ما يمكنها من فض الاعتصام بأقل الخسائر.

ورأى خالد عبد الخالق، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن إعلان فشل الوساطة مع الأخوان المسلمين خطوة تمهيدية لفض الاعتصام بالقوة عبر الشرطة خاصة أن عدم توصل جهود الوساطة لنتيجة تعني أن الأخوان تصر على الاستمرار في الاعتصامات والمظاهرات حتى عودة مرسي وهو ما يرفضه الجيش والحكومة.

وأضاف عبد الخالق أن النظام الجديد يريد إدخال الأخوان فى العملية السياسية والمشاركة في تنفيذ خريطة الطريق مقابل فض الاعتصام وهو أمر ترفضه الجماعة.

وأشار عبد الخالق إلى أن الأخوان المسلمين يعتبرون الاعتصامات الورقة الأخيرة للضغط على النظام الحاكم لاسيما وأنهم خسروا كل مكتسباتهم منذ ثورة 25 يناير2011 بعد أن تمت الإطاحة بمرسي وحكومته وتعطيل الدستور ومجلس الشورى.

وتوقع عبد الخالق أن تدخل الجماعة في صدام حاد مع الدولة في حال فض الاعتصام بالقوة.

في غضون ذلك, كشفت مصادر بمجلس الوزراء عن بدء وزارة الداخلية فعليا في اتخاذ الإجراءات النهائية لفض الاعتصامات بعد عيد الفطر, التي قالت إنها أصبحت تهدد حياة ومصالح المواطنين وتعطل المرور والإنتاج, بحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة ((الشروق)) اليومية المصرية المستقلة.

ونقلت الصحيفة عن شريف شوقي، المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء، تحذيره من تجاهل المعتصمين لنداءات وزارة الداخلية ومجلس الوزراء بفض الاعتصامات والانخراط في العملية السياسية.

/مصدر: شينخوا/