رام الله/غزة 13 أغسطس 2013/ احتفى الفلسطينيون حتى ساعات فجر اليوم (الأربعاء) بإفراج إسرائيل عن 26 معتقلا فلسطينيا كبادرة حسن نية تجاه استئناف مفاوضات السلام بين الجانبين برعاية أمريكية.
وتم استقبال المعتقلين المفرج عنهم بترحيب بالغ على وقع الأغاني الوطنية من مكبرات الصوت، بينما حمل الأقارب الفرحون بعض الأسرى على الأكتاف، وزغردت النساء، وكبر الرجال.
ونقل 11 معتقلا عبر معبر (بيتونيا) إلى مقر الرئاسة في مدينة رام الله في الضفة الغربية، حيث استقبلهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس وكبار المسئولين إلى جانب عائلاتهم ومئات الفلسطينيين.
وفور دخولهم إلى مقر الرئاسة، وضع المعتقلون المفرج عنهم أكاليل من الزهور على ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
وقال عباس في كلمة له خلال حفل الاستقبال بعد أن عانق المحررين "نهنئ أنفسنا ونهنئ أهلنا وأخوتنا الذين خرجوا من أقبية السجون إلى شمس الحرية، ونقول إن البقية تأتي وستأتي".
وأكد عباس أنه "لن يهدأ لنا بال حتى يكون جميع أسرى الحرية بيننا جميعا إن شاء الله "، مكررا عبارات الترحيب بالمعتقلين المفرج عنهم والتعهد بالإفراج عن الآخرين.
ومن شأن النجاح بالإفراج عن المعتقلين القدامى تعزيز موقف عباس خصوصا أن قضيتهم تعد الأكثر حساسية وأهمية بالنسبة للفلسطينيين.
وعقب الاحتفاء بهم في مقر الرئاسة، نقل المعتقلون السابقون إلى مدنهم التي سيحظون فيها باستقبال شعبي لدى عودتهم إلى منازلهم.
وعلى معبر بيت حانون/إيرز في شمال قطاع غزة، الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالقوة منذ منتصف يونيو عام 2007، احتشد مئات الفلسطينيين لاستقبال 15 معتقلا وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية ورايات حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وفصائل أخرى.
وتقدمت لجنة رسمية شكلتها الحكومة المقالة، التي تديرها حركة حماس في قطاع غزة، مستقبلي المعتقلين المفرج عنهم إلى قطاع غزة قبل أن ينقلوا إلى منازلهم التي غصت باحتفاء حاشد.
وغلبت مشاعر الفرحة الممزوجة بالتأثر الشديد ملامح الشاب صالح وهو يعانق للمرة الأولى والده فرج الرماحي الذي أمضى 21 عاما داخل السجون الإسرائيلية.
وقال صالح لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن شعوره لا يمكن أن يوصف لشدة فرحته بحرية والده ووجوده بينهم أخيرا بعد أن أمضى حياته لا يراه سوى من خلف قضبان حديدية وفي فترات زمنية متباعدة.
وكانت السلطة الفلسطينية انتقدت ما وصفته "إخلال" إسرائيل بمعايير الإفراج عن الدفعة الأولى من المعتقلين.
وقال وكيل وزارة شئون الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية زياد أبو عين لـ((شينخوا))، إن إسرائيل لم تلتزم بمعيار الأرضية الزمنية للدفعة الأولى من المعتقلين.
وأضاف أبو عين أن الدفعة الأولى "خلت من أسرى فلسطينيين من القدس ومواطنين عرب في إسرائيل، ما يعتبر تمييزا جغرافيا ويشير إلى انتهاك إسرائيلي للمعايير المتفق عليها مع الجانب الفلسطيني".
ومن بين المفرج عنهم 8 معتقلين كان سيتم الإفراج عنهم خلال السنوات الثلاث المقبلة، وبين هؤلاء اثنين كان مقررا الإفراج عنهما خلال ستة أشهر، فيما أن أسيرا واحد اعتقل عام 2001 وبالتالي لا يعتبر من المعتقلين القدامى.
ومن المفرج عنهم 17 معتقلا كان صدر بحقهم أحكاما بالسجن المؤبد، فيما الباقي وعددهم 9 كانوا يقضون أحكاما تتراوح ما بين 20-25 عاما.
وأمضى 19 معتقلا من هؤلاء 20 عاما وما يزيد، فيما أمضى 6 منهم ما بين 19 -20 عاما قيد الاعتقال، وأسير واحد مضى على اعتقاله 12 عاما.
ورفضت المحكمة الإسرائيلية العليا الثلاثاء التماسا قدمته منظمة ((ألماغور لمنكوبي الإرهاب)) وعدد من العائلات ضد قرار الحكومة الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين.
وصادقت الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو في 28 يوليو الماضي على استئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين والإفراج عن 104 أسرى على أربع دفعات متفرقة.
وهذه هي المرة الأولى التي تفرج فيها إسرائيل عن معتقلين قبل انتهاء الأحكام الصادرة بحقهم منذ أن أطلقت سراح زهاء ألف معتقل في أكتوبر وديسمبر 2011 مقابل استعادة الجندي جلعاد شاليط الذي أسرته حركة حماس على حدود قطاع غزة في يونيو عام 2006.
وكان الفلسطينيون يضعون بالإفراج عن قدامى الأسرى وكبار السن والمرضى منهم ضمن مطالبهم لاستئناف مفاوضات السلام علما بأن إسرائيل تعتقل زهاء 4 آلاف و700 فلسطينيا في سجونها.
ويتبقى من بين هؤلاء حاليا 79 فلسطينيا معتقلين منذ ما قبل العام 1993 الذي وقعت فيه منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل اتفاق أوسلو للسلام المرحلي.
ويأتي الإفراج عن الدفعة الأولى من المعتقلين قبل عقد الجولة الثانية من المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين بحضور أمريكي في القدس اليوم.
وعقد وفدان فلسطيني وإسرائيلي الاثنين والثلاثاء الماضيين، في واشنطن اجتماعين برعاية أمريكية، إيذانا بانطلاق العودة إلى مفاوضات السلام بينهما بعد توقف منذ أكتوبر عام 2010 بسبب الخلاف على البناء الاستيطاني الإسرائيلي .
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn