السعودية تؤكد دعمها لمصر وترفض تلاعب المجتمع الدولي بمصيرها

الرياض 19 اغسطس 2013/ اكد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل أن المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعباً وقفت وستقف دائماً مع مصر وأن الدول العربية لن ترضى مهما كان بأن يتلاعب المجتمع الدولي بمصيرها أو أن يعبث بأمنها واستقرارها .

ودعا الامير سعود الفيصل - في تصريح اوردته وكالة الانباء السعودية اليوم ( الاثنين)- المجتمع الدولي أن يعي مضامين رسالة العاهل السعودي بأن المملكة جادة ولن تتهاون في مساندة الشعب المصري لتحقيق أمنه واستقراره .

وقلل الفيصل من التلويح بوقف المساعدات عن مصر مؤكدا ان الامة العربية والاسلامية غنية بابنائها وامكاناتها ولن تتأخر عن تقديم يد العون لمصر مضيفا" فمصيرنا واحد وهدفنا واحد فكما تنعمون بالأمن والهدوء والاستقرار فلا تستكثرون علينا ذلك" .

واوضح وزير الخارجية السعودي ان مباحثاته مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند في باريس امس الاحد تركزت حول الاوضاع الراهنة في مصر بغية توحيد الرؤى على ما يجري فيها من احداث مبني على حقائق وليس على فرضيات.

واعتبر ما تشهده مصر اليوم يعبر عن إرادة ثلاثين مليون مصري في ثلاثين يونيو معربين عن رغبتهم في إجراء انتخابات رئاسية مبكرة كنتيجة حتمية لتدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

وا ستشهد في هذا الصدد باجتماع كافة القيادات والقوى السياسية والاجتماعية للإعلان عن خارطة طريق جديدة تقود مصر لبر الأمان بعد أن رفضت الرئاسة السابقة الاستجابة لرغبات الملايين من الشعب المصري.

وقال الفيصل "إن انتفاضة ثلاثين مليون مصري لا يمكن بأي حال من الأحوال أن توصف بالانقلاب العسكري إذ أن الانقلابات العسكرية تجري تحت جنح الظلام ، كما أن من تولى سدة الحكم في مصر رئاسة مدنية وبما يتوافق مع الدستور المصري".

وأضاف أن" المملكة العربية السعودية تنظر بأسف شديد إلى ما تشهده مصر من أحداث وتطورات بلغت إلى حد ما نراه اليوم لحرب في الشوارع وتدمير للممتلكات العامة والخاصة وترويع لأمن المواطنين وإزهاق الأرواح البريئة وحرق محافظات مصر بأكملها" .

وحمل وزير الخارجية السعودية مسئولية ما تشهده مصر من احداث الى " تيار" لم يسمه بانه يرفض الاستجابة للإرادة الشعبية المصرية بل ورفض كافة مبادرات الصلح التي أطلقها شيخ الأزهر علاوة على النداءات العربية والدولية .

واعتبر الفيصل ما نتج عن الاعتصامات في ميادين مصر من شل لحركة الحياة في المناطق المحيطة بها و وترويع السكان وتكديس الاسلحة واستخدام النساء والاطفال كدروع بشرية يتعارض مع الادعاء بسلمية الاعتصامات ويتنافى في الوقت ذاته مع كافة القوانين الدولية في التعبير عن حرية الرأي وحقوق الإنسان التي تحرم وتجرم ترويع المواطنين والاعتداء على ممتلكاتهم بقوة السلاح وتعطيل وشل حركة الحياة.

واوضح ان الحكومة المصرية بذلت محاولات مضنية لفض الاعتصامات بشتى الطرق السلمية وعبر المفاوضات إلا انها قوبلت بالتعنت والرفض بل ومواجهتها بالعنف ضد رجال الشرطة والمواطنين على حد السواء مشيدا بقدرة الحكومة المصرية على فض الاعتصامات في فترة زمنية قياسية قصيرة وباقل عدد من الاضرار في كل من ميداني رابعة العدوية والنهضة رغم كبر حجمها .

واعرب عن الاسف من مبادرة المناوئين إلى حرق المساجد والكنائس والمنشئات العسكرية وأقسام الشرطة وترويع الآمنين ومحاولة تحويل الأزمة إلى حرب شوارع وتزامن هذا النشاط الغوغائي مع العمل الإرهابي في سيناء.

وانتقد الفيصل ما اعتبره مواقف دولية أخذت مساراً غريباً في تجاهل الحقائق الدامغة بعدم سلمية هذه الاحتجاجات وركزت على مبادئ عامة وكأنها تريد التغطية على ما يقوم به هؤلاء المناوئين من جرائم وحرق لمصر وقتل لشعبها الآمن بل ويشجع هذه الأطراف على التمادي في هذه الممارسات. واعتبر الفيصل الموقف الدولي تجاه الأحداث الجارية في مصر يتعارض مع مواقفها تجاه الأحداث في سوريا التي ادت إلى قتل أكثر من مائة ألف سوري ودمرت سوريا بأكملها دون أن "نسمع هـمسة واحدة من المجتمع الدولي الذي يتشدق بحقوق الإنسان حسب ما تقضي به مصالحه وأهوائه" .

واكد ان السعودية والعالم العربي والاسلامي لن ينسى هذه الموقف الدولية اذا ما استمرت في سلبيتها تجاه ما يجري في مصر وسيتم التعامل معها على انها مواقف عدائية ضد مصالح الامتين العربية والاسلامية واستقرارهما.

وشدد وزير الخارجية السعودي على" ان مصر لا يمكن أن ينالها سوء وتبقى المملكة والأمة العربية صامته محذرا كل الدول التي تتخذ هذه المواقف السلبية تجاه مصر بأن السعير والخراب لن يقتصر على مصر وحدها بل سينعكس على كل من ساهم او وقف مع ما ينالها من مشاكل واضطرابات تجري على ارضها اليوم.

واعرب عن استغراب السعودية للمواقف الدولية حول الوضع في مصر والتي تظهر ميلا الى جانب من يحاولون استخدام الشعب المصري كاداة من ادوات العمل السياسي وهو ما دفع السعودية الى ان تقف وقفة عز وحق مع مصر حتى لا يرتهن مصير اكبر دولة عربية الى تقديرات خاطئة.

وقال الامير سعود الفيصل "ان ما يحدث في مصر ليس إلا إرهاباً لا يراد به خيراً لها ولا بد من مواجهته والتصدي له بكل قوة وحزم وإلا فان الإرهاب سيحقق ما يخطط ضد مصر واستقرارها " مطالبا بعدم التدخل في الشئون الداخلية في مصر وان يترك هذا الأمر لشعبها وقيادتها فهم أدرى بشئون بلادهم .

ملف خاص: تطور الوضع المصري بعد عزل محمد مرسي

/مصدر: شينخوا/