تقرير إخباري : تحقيق حول ادعاءات أثيرت مؤخرا حول أن النفط الليبي يشحن بكل غير مشروع

بنغازي (ليبيا) 17 أغسطس 2013/ أعلن مجلس وزراء الحكومة الليبية المؤقتة أنه "كلف فريقا من الفنيين المختصين في مجال النفط لإجراء تحقيق حول ادعاءات التي أثيرت مؤخرا حول أن النفط الليبي يشحن في البواخر بدون قياس".

وأكد المجلس أن "هذا الأمر غير صحيح" مشيرا إلى أن "هناك آلية للقياس في الخزانات على الأرض وعلى ظهر البواخر الناقلة للنفط الخام وبذلك تتم عملية القياس مرتين". وأمس الاول الخميس هدد رئيس الحكومة الليبية المؤقتة علي زيدان خلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة طرابلس بأن " أية باخرة تقترب من المواني الليبية وهي ليست متعاقدة مع المؤسسة الوطنية للنفط ستتعرض للقصف جوا أو بحرا وسوف لن تنذر من قبل سلطات البلاد". وقال زيدان إن "هذا الإجراء تم اتخاذه بعد التشاور مع السيد رئيس المؤتمر الوطني العام وأعضاء لجنة الطاقة ووزير النفط والغاز ورئيس المؤسسة الوطنية للنفط

وفي السياق ذاته أعلنت وكالة الأنباء الرسمية الليبية (وال) (السبت) إن مجموعة ليبية مسلحة تقوم حاليا بالاتصال بتجار في السوق الدولية للنفط لغرض بيع شحنات نفط ليبية بطريقة غير مشروعة. ونقلت الوكالة عن الإدارة العامة للتسويق الدولي بالمؤسسة الوطنية الليبية للنفط قولها إن "معلومات وردت إليها من مصادر موثوقة في سوق النفط الدولية تفيد بأن هناك مجموعة مسلحة تقوم حاليا بالاتصال بهم بغرض بيعهم شحنات من خام ميناء السدرة في منطقة رأس لانوف (600 كلم شرق العاصمة طرابلس) بطريقة غير مشروعة".

وذكرت الوكالة أن "بعض العناصر التابعة لحرس المنشآت النفطية بمنطقة الهلال النفطي الليبي (وسط ليبيا) قامت بتصدير شحنة نفط عبر سوق السوداء لإحدى الشركات غير المتعاقدة مع المؤسسة الوطنية للنفط ". وأوضحت أن " الشحنة تبلغ 700 ألف برميل موجودة في أحد الموانئ النفطية وسيتم تسليمها للشركة المشار إليها في عملية بيع غير مشروعة وفي ظل تراخي الحكومة الانتقالية للسيطرة على الأمر " .

من جهته، قال وزير الدفاع الليبي عبدالله الثني إنه "لن يسمح لأي شخص أو فئة المساس بأمن ومستقبل ليبيا، ولابد من عودة الاستقرار للبلاد مهما كان الثمن ولن يسمح بالتعدي والعبث بقوت الشعب الليبي وسيتم التعامل بكل قوة وفقا الأوامر الصادرة من رئاسة الوزراء والمؤتمر الوطني العام لحماية مقدرات الشعب الليبي ".

وأضاف خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس الوزراء أن وزارته "ستستخدم الزوارق البحرية وكل ما لديها من قوة برية وجوية بالتعاون مع الثوار الحقيقيين لإنهاء هذا الوضع الذي لا يليق بالشعب الليبي جراء قيام مجموعة من الخارجين عن القانون بتهديد أمن الوطن والمواطن ولن تسمح بجر البلاد إلى فوضى عارمة".

وتابع أنه "سيتم استخدام القوة الجوية في قصف أي باخرة تدخل المواني الليبية بدون إذن من المؤسسة الوطنية للنفط باعتبارها القناة الوحيدة والشرعية التي لها الحق في منح الإذن بالدخول".

ويقوم مجموعة من المحتجين المطالبين برفع أجورهم وخلق فرص عمل لبعضهم باعتصام في منطقة وسط ليبيا الغنية بالنفط وذلك من خلال إيقاف تصديره من موانئ الزويتينة، ورأس لانوف، والسدرة، والبريقة.لكن التهديدات التي أطلقتها الحكومة لحقت المحتجين بالقول إنها "سوف تتعامل بمنتهى الجدية والحزم إن لم يتم فض الاعتصام" لعودة تصدير النفط مصدر الدخل الوحيد لليبيا.

وانخفض انتاج النفط الليبي الخام إلى قرابة الثلث بسبب الإضرابات العمالية على مدى الأسبوعين الماضيين.

وبلغ الإنتاج إلى 600 ألف برميل نهاية الأسبوع الماضي ليقارب ثلث طاقة البلاد الإنتاجية البالغة 1.6 مليون برميل يوميا.

ويعد تأثير هبوط إنتاج النفط الليبي على الطلب العالمي البالغ نحو تسعين مليون برميل يوميا عاملا رئيسيا يدعم العقود الآجلة لخام برنت الذي اقترب من 110 دولارات للبرميل واضطرت بعض حقول النفط إلى تقليص الإنتاج بشدة بسبب افتقارها للطاقة التخزينية بسبب الاعتصامات المانعة للتصدير.

وتخرج معظم الصادرات الليبية من النفط من ميناء زويتينة في أقصى الغرب الليبي الذي كان هو الآخر متوقف عن العمل بسبب اضطرابات شهدتها المنطقة، لكن هذا الميناء سيستأنف نشاطه خلال هذا الأسبوع بعد تراكم كميات كافية من النفط تأتي إليه من الحقول التي كانت متوقفة عن العمل.

ومطلع الشهر الجاري اتهمت وزارة النفط الليبية في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه آمر المنطقة الوسطى بجهاز حرس المنشآت النفطية إبراهيم الجضران ب " وقف عمليات شحن وتصدير النفط الخام وطرد العاملين من المرافيء".

/مصدر: شينخوا/