بدء أعمال المؤتمر السنوي الـ16 لمسئولي مكافحة الإرهاب العرب بتونس

تونس 21 أغسطس 2013 / بدأت اليوم (الأربعاء) أعمال المؤتمر السنوي الـ16 لمسئولي مكافحة الإرهاب في الدول العربية، بمقر الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب بتونس العاصمة.

ويشارك في هذا المؤتمر الذي ستتواصل أعماله على مدى يومين، مسئولون أمنيون من 13 دولة عربية، بالإضافة إلى مندوبين عن منظمة الشرطة الجنائية الدولية "أنتربول"، ومكتب الأمم المتحدة المعني بمكافحة المخدرات والجريمة، وجامعة الدول العربية، وأكاديمية نايف للعلوم الأمنية.

وإفتتح أعمال المؤتمر محمد بن علي كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، بكلمة قدم فيها صورة قاتمة للأوضاع الأمنية في المنطقة العربية، حيث قال إن هذا المؤتمر ينعقد " في ظل تفاقم ملحوظ للأعمال الإرهابية في العالم عامة وفي المنطقة العربية بصورة خاصة، بفعل ما تشهده منذ أكثر من عامين من إنفلاتات أمنية تشكل بامتياز التربة الخصبة لترعرع الشر والإجرام والوصفة المثلى لاستشراء العنف والإرهاب".

وأرجع أسباب هذا التفاقم إلى نشاط "جماعات تتنكر أحيانا لقواعد اللعبة السياسية لتستعمل العنف والإرهاب والإرجاف، وصراعات طائفية ومذهبية تقصي الآخر وتستبيح عرضه وماله ودمه، وخطابات متطرفة تتستر بالدين، وتستغل حرية التعبير، وتستثمر إزدهار شبكات التواصل الإجتماعي، وتلعب على وتر الفقر والشعور بالحرمان"، على حد قوله.

وأضاف أن هذا كله يأتي "في وقت إزدهر فيه تهريب السلاح والأشخاص بفعل الاختلال في ضبط الحدود في بعض الدول، ناهيك عما تعرفه شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة من تجاوز في حرية التعبير".

وإعتبر محمد بن علي كومان في كلمته أن مجلس وزراء الداخلية العرب "واع بهذه الأوضاع، ومدرك تماما لأخطارها المحدقة، وحريص على مواجهتها بكل ما أوتي من قوة".

وقال إن الجهود التي يبذلها مجلس وزراء الداخلية العرب " ستؤتي أكلها على صعيد الحد من الأعمال الإرهابية، لكنها لن تقضي عليها بصورة نهائية، فسيظل هناك إرهاب ما دامت الشروط الموضوعية لوجوده قائمة، وما دامت الصورة القاتمة التي رسمناها قبل قليل للأوضاع في المنطقة العربية على القدر نفسه من القتامة والسواد".

من جهته، قال رئيس المؤتمر اللواء السعودي سعيد بن سعد القحطاني خلال الجلسة الإفتتاحية لهذا المؤتمر إن حالة عدم الإستقرار والإرتباك الأمني في المنطقة العربية ساهمت في توفير بيئة خصبة ومحاضن آمنة للإرهاب فكرا وممارسة.

وأضاف إن هذه الحالة هيأت "للإنتهازيين من أرباب الفكر الضال ودعاته فرصة لخدمة اجندات الإرهاب ومآربه الآثمة"، محذرا في نفس الوقت من أن الإرهاب كان وسيظل من أكثر الاخطار التي شكلت تهديدا حقيقيا لأمن وسلامة واستقرار الدول العربية والانسانية جمعاء".

وشدد على أن العمل على إستقرار الامن وتوطيد دعائمه في الدول العربية هي "أولوية وإلتزام لا مناص من النهوض به، فهو المقدمة العملية لكل نهضة أو برنامج تنموي".

يذكر أن جدول أعمال هذا المؤتمر يتضمن بحث ومناقشة جملة من المسائل منها"آليات إنفاذ القانون في مجال مكافحة الإرهاب"، و"تصور أولي لمشروع إستراتيجية عربية لمكافحة إنتشار السلاح في المنطقة العربية"، و"مشروع الإستراتيجية العربية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب في صيغته المعدلة".

/مصدر: شينخوا/