تعليق: فريق الأمم المتحدة بحاجة الى بيئة عمل آمنة في سوريا

الأمم المتحدة 26 أغسطس 2013/ أطلق قناصة مجهولون يوم الاثنين النار على مفتشي الأمم المتحدة اثناء توجههم غلى شرق دمشق، للتحقيق في مزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية.

ويؤكد الهجوم مدى أهمية ضمان بيئة آمنة لخبراء الأمم المتحدة للقيام بمهمتهم في البلد العربي الممزق بسبب الحرب.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نسيركي إن "السيارة الأولى في موكب الأمم المتحدة تعرضت لاطلاق نار متعمد عدة مرات من جانب قناصة مجهولين في المنطقة".

وأجبر الهجوم، الذي جاء في اليوم الأول للتحقيق الأممي، فريق تقصي الحقائق إلى العودة وتعطيله عن التحقيق في مزاعم استخدام السلاح الكيماوي قرب دمشق.

حقا، عاد مفتشو الأمم المتحدة في وقت لاحق إلى الموقع الأصلي لاجراء التحقيق بعد استبدال سيارتهم، التي قال نيسيركي انها لم تعد صالحة للخدمة بعد حادث اطلاق النار.

ورغم أن اطلاق النار لم يسفر عن إصابات وأن بعثة تقصي الحقائق، التي شكلها الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مارس بناء على طلب من الحكومة السورية، نجحت في المضي قدما في التحقيق رغم هذه الظروف الخطيرة، إلا ان الخطر الذي يهدد خبراء الأمم المتحدة اثناء إجراء تحقيقهم يبدو جليا هناك.

ويهدف التحقيق إلى معرفة ما إذا كانت أسلحة كيماوية استخدمت أم لا، وليس تحديد الطرف المسؤول عن ذلك. وقد وافقت دمشق يوم الأحد على السماح للمفتشين الدوليين لزيارة الموقع.

وكانت تقارير قد ذكرت أن هجوما بالسلاح الكيماوي وقع في 21 أغسطس قرب دمشق وأسفر عن مقتل مئات من الأشخاص على الأقل.

وتبادلت الحكومة السورية والمعارضة الاتهامات ، ونفى الجانبان استخدام أي منها للسلاح الكيماوي في النزاع السوري، الذي نتج عن أزمة سياسية ضربت الدولة في مارس 2011.

وفي حال تم التأكد من وقوع الهجوم المزعوم سيكون الأسوأ من نوعه خلال السنوات الـ25 الماضية.

ويقف المجتمع الدولي ضد أي استخدام للسلاح الكيماوي تحت أي ظروف وأوضحت الأمم المتحدة بلا لبس ضرورة محاسبة أي طرف مسؤول عن استخدام هذا النوع من الهجمات.

وفي الوقت الحاضر، تتجه كافة الانظار الى فريق الامم المتحدة في سوريا ويأمل المجتمع الدولي أن يجرى الفريق تحقيقا شاملا وموضوعيا وسريعا. لكن تنفيذ هذه المهمة الصعبة يتطلب بلا شك بيئة آمنة.

وقال الامين العام بان كي مون بعد مكالمة مع ممثلة الأمم المتحدة العليا لنزع الأسلحة انجيلا كين المتواجدة في دمشق للاشراف على التحقيق انه " طلب من كين تسجيل شكوي قوية الي الحكومة السورية وقوات المعارضة حتى لا يحدث ذلك مجددا ويتم ضمان أمن وسلامة فريق التحقيق من الغد".

وقد رحبت دمشق بالفعل بوصول فريق الأمم المتحدة وسمحت لهم بالوصول الى الموقع.

وفي الوقت الراهن، أنهى الفريق يومه الأول من العمل، ومن أجل ضمان نجاح التحقيق الأممي، يتحتم على كافة الأطراف المعنية التعاون مع الفريق لضمان سلامته وأمنه ومواصله مهمته في التحقيق في مزاعم استخدام الكيماوي في سوريا.

/مصدر: شينخوا/