تعليق: ضرورة التزام الهدوء والرصانة وسط سخونة أزمة الأسلحة الكيميائية في سوريا

بكين 27 أغسطس 2013 / إن الأزمة السورية تقترب على ما يبدو من نقطة وميض حيث بدأت الولايات المتحدة وحلفائها في قرع الطبول استعدادا لتدخل عسكري محتمل.

وكان ما ضغط على الزناد ليفجر هذا التحول السريع في الأحداث هو الهجوم المزعوم بالأسلحة الكيميائية الذي وقع يوم الأربعاء الماضي وأسفر عن مقتل ما يزيد على 1300 شخص في ريف دمشق.

فقد اتهمت المعارضة السورية الحكومة بارتكاب هذا العمل الوحشي المزعوم، فيما نفت الأخيرة هذا الاتهام. وكان الجانبان قد تبادلا الاتهامات باستخدام أسلحة كيميائية في الماضي.

وفعلا، دخل فريق من مفتشي الأمم المتحدة، كان قد تم تشكيله بطلب من الحكومة السورية للتحقيق في مزاعم سابقة بشأن هجمات كيميائية، دخل موقع هجوم الأربعاء المزعوم لمباشرة التحقيق.

ورغم أن التحقيق الأممي مازال جاريا، توصلت واشنطن وبعض الدول الغربية الأخرى على ما يبدو إلى استنتاجها الخاص، إذ تدعى أنها تمتلك أدلة دامغة على أن الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيميائية.

ومن ناحية أخرى، وصفت تلك الدول الضوء الأخضر الذي أعطته دمشق لإجراء تحقيق أممي في تلك المزاعم، والذي صدر يوم الأحد، بأنه جاء متأخرا للغاية، قائلة إن استمرار القصف دمر الأدلة.

إن مثل هذا اللغط وكذا المشاورات المحمومة الأخيرة بين واشنطن وحلفائها يشير إلى أنهم وضعوا السهم على الوتر وسيطلقونه حتى دون تفويض من الأمم المتحدة.

وسيكون ذلك عملا خطيرا وغير مسؤول. فمن خلال هذه البدايات، يذكرنا السيناريو الحالي بالأحداث التي أفضت إلى حرب العراق التي شنتها الولايات المتحدة تحت إدعاءات بوجود أسلحة دمار شامل تبين فيما بعد أنها كاذبة.

وأهم شئ الآن هو ضرورة اضطلاع الأمم المتحدة بدورها الرائد في قيادة استجابة دولية للأزمة السورية. فالأمم المتحدة هى أفضل المحافل لإجراء أكثر التحليلات موضوعية واتخاذ أكثر الإجراءات ملاءمة .

فتجاوز الأمم المتحدة لا يتعارض مع الأعراف الدولية فحسب، وإنما يخلق أيضا اضطرابا مزمنا حيث يؤدى أي تحرك أحادي الجانب عادة إلى ترك المشكلة معلقة دون حل دائم.

ولهذا، فإنه وسط سخونة الأزمة، يتعين على جميع الأطراف المعنية التزام الهدوء والرصانة، ولا سيما من ضاق صدرهم ويريدون إتخاذ إجراءات عسكرية دون تفويض من الأمم المتحدة.

ويتحتم على الولايات المتحدة والبلدان المماثلة لها في العقلية الاحجام عن أي تدخل مسلح متسرع وإفساح المجال أمام الأمم المتحدة لتضطلع بدورها الواجب في تحديد كيفية التصرف.

/مصدر: شينخوا/