تعليق: القيم الثلاث التي اعتمد عليها قرار مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا

اعتمد إقرار مجلس الأمن الدولي مشروع التخلص من الأسلحة الكيماوية السورية على استعادة الحق في التحكيم في الشؤون الدولية، وخلقت منصة سليمة لحل القضية السورية.

وقد اصدر مجلس الأمن الدولي يوم 27 سبتمبر بالتوقيت المحلي على مشروع التخلص من الأسلحة الكيماوية السورية. و هذا القرار هو الأول الذي يصدر عن مجلس الأمن بشأن سوريا منذ اندلاع المظاهرات المناهضة للحكومة السورية في مارس 2011. واحتمالات وصول المجتمع الدولي لحل للقضية السورية باتت واردة بعد عامين من الخلاف.

اعتمد قرار مجلس الأمن على مشروع التخلص من الأسلحة الكيماوية السورية على ثلاث قيم:القيمة الأولى، القرار تم بالإجماع وهذه المرة الأولى التي تتم الموافقة فيها من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع على قرار بشأن سوريا مما سوف يساعد على تحقيق السلام. و منذ اندلاعه الاضطرابات في شمال أفريقيا والشرق الأوسط،تجنب مجلس الأمن الدولي ممارسة التدخل بالنسبة لبلدان أخرى. وعلى الرغم من أن التدخل المتعمد يجنب التدخل الحادي يشكل دائما تحالفا مؤقتا، إلا أنه لا يزال في الواقع يشكل تهديدا لآليات الأمم المتحدة. وتبين نتائج التدخل في مصر وليبيا وغيرهم من البلدان الأخرى أن قوانين التدخل غير كافية، ولم تحقق النتائج المرجوة. وأكد أن تشابك الأخلاق الدولية وتحقيق المكاسب الشخصية في السياسة الجغرافية، وترك الانقسام العرقي في هذه البقعة الساخنة يصعد من الإرهاب والمخاطر الأخرى الخفية.

القيمة الثانية، استعادة حق التحكيم في الشؤون الدولية الذي كان يفتقده حقيقيا، وخلق منصة سليمة لحل القضية السورية. وشهدت القضايا الدولية الساخنة تراكما وانتقلت في العديد من البلدان إلى الحدة اليوم، وتسليط الضوء على الدور القيادي للأمم المتحدة بصفة خاصة أمر ضروري. والأمم المتحدة بالرغم من أنها بحاجة إلى معالجة كافية من خلال الإصلاح وغيره من القضايا الأخرى، إلا أنه مقارنة مع التدخل الأحادي وجمود التدخل المشترك في السنوات الأخيرة، فإن الأمم المتحدة اتخذت دوراً بناءا وأكثر توازناً.

القيمة الثالثة، نموذج حل قضية الأسلحة الكيماوية السورية يوفر قالبا لحل قضايا الأسلحة الكيماوية الخفية الأخرى: يمكن إدخال عملية تدمير الترسانات إجباريا في حالة استخدام غير المشروع للأسلحة الكيميائية، ولو أن المستخدم غير محدد. وإن الأمر الذي يقفز على مساءلة المسؤولين، وسيشكل تهديدا للمستخدم.

لقد كانت آمال حل قضية الأسلحة الكيماوية السورية واضحة. وعلى الرغم من أن هذا لا ينهي مباشرة الحرب الأهلية في سوريا، إلا أنه سيعيد الوضع السوري من حافة الحرب إلى مسار السلام، وسيحل الأزمة في إطار الأمم المتحدة.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/