بكين   مشمس 14/0 

صور ساخنة

التصويت  |  الأخبار الساخنة

ما هو السبب الرئيسي في رأيك وراء الضباب الدخاني الكثيف في الصين مؤخرا؟

  • كثرة انبعاث السيارات
  • نوعية الوقود الرديئة
  • رداءة الطقس
  • احراق الفحم للتدفئة في الشتاء
  • المصانع الكثيرة في الصين
  • سبب آخر
    1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻

    تعليق: الإرتباك الإيديولوجي يهدد العالم العربي

    2013:10:09.15:41    حجم الخط:    اطبع

    تعد المشاكل الإيديولوجية على صلة مباشرة بالإستقرار طويل المدى للدولة. وفي هذا السياق سبق أن قال ماركس: "إن النظرية إذا تحكمت في الناس، يمكن أن تتحول إلى قوة مادية." لذا فإن الثقة الحضارية في النفس ترتبط بصفة مباشرة بنهوض أو سقوط الدولة: وفقط عندما تكون الدولة قوية وإقتصادها مزدهر، يكون بإستطاعة الجماهير تعزيز ثقتها في طريق التنمية والأفكار السياسية للدولة، في المقابل فإنه فقط عندما تكون الدولة تتحلى بثقة إيديولوجية في النفس، يكون بإستطاعتها التعلم من إنجازات الثقافات الأخرى، وعدم إضاعة نفسها.

    وتعد مسيرة البحث عن الذات في العالم العربي مثالا جيدا في هذا السياق. فقد تمكنت الحضارة العربية الإسلامية من تحقيق إنجازات كبيرة عبر التاريخ، لكنها شهدت إنحدارا كبيرا خلال التاريخ الحديث، ما أجبرها على البحث عن طريق جديدة للخلاص. ويمكن القول أن العالم العرب الإسلامي لكي يحقق "المنعرج الحضاري الإبتكاري"، فإنه على الأقل لايمكن الإنفصال عن شيئين إثنين. أولا الخصوصية الثقافية، وهي الإنتماء العربي والإسلامي، وثانيا التعلم من الإنجازات الثقافات الأخرى. ولأن العالم العربي لم يعبر بطريقة نظامية مطهرة التيار الكبير للتصنيع، لذا فإن الحضارة الإسلامية الغارقة في النمط الإجتماعي والإنتاجي التقليدي من الصعب أن تقدم دعما إيديولوجيا كافيا لعملية التحديث الإقتصادي، وهذا يستدعي الحاجة إلى الإقتباس من الثقافات الأخرى لتحقيق عملية الإنعاش.

    جرب العالم العربي خلال قرابة المئة عام الأخيرة مختلف الإيديولوجيات، لكن نظرا لأنه كان دائما منسلخا عن المعياريْن سالفيْ الذكر، فإن هذه الدول لم تتمسك فعليا بخصوصيتها ولم تتعلم جيدا من إنجازات الثقافات الأخرى، وظلت تغرق تدريجيا في الإرتباك الإيديولوجي. فقد جربت الإمبراطورية العثمانية في أواخر عهدها العديد من الطرق على غرار العثمنة، والأسلمة والتتريك وغيرها من أشكال الهوية، لكن ذلك لم يمنع إنهيار الإمبراطورية في النهاية. أما الدول العربية التي خرجت عن الإمبراطورية العثمانية فواصلت تلمس مختلف الطرق، حيث حاولت أو جربت الإصلاح الإسلامي، القومية \الإشتراكية العربية، الرأسمالية الليبرالية وغيرها من وصفات العلاج، واعتمدت الأنظمة الشمولية، الديمقراطية البرلمانية، والجمع بين الدين والسياسة، والأنظمة الملكية التقليدية وغيرها، لكن جميع هذه الدول لم تعالج إلى الآن مشكلة "رفع أي راية، وسلك أي طريق".

    الجدير بالإنتباه أن تعاظم القوة العسكرية والإقتصادية الغربية، جعل الثقافة الغربية أكثر إشعاعا وتأثيرا في العالم، زد على ذلك عزم الدول الغربية على تصدير الإيديولوجية، وهو ما ساهم في تخمر جزء من النخبة العربية بالنظريات والطرق الغربية، والنظر إلى التجربة الغربية على كونها "قيم كونية"، وفقدان الذات تدريجيا. وفي الوجه المقابل لهذا التوجه، يوجد تشكيك كلي أو حتى إنكار كلي للطرق والأنظمة والثقافة المحلية، وهو ما عمق الإستقطاب داخل الدول العربية، وأضعف قدرة الحكومة في السيطرة على الوضع، وضاعف الضغوط على الحاكم، بل فقد جزء من الحكام السلطة على قيادة الإصلاح، الأمر الذي عجل بإنيهار السلطة.

    وقد كانت التغيرات الكبيرة التي شهدها العالم العربي في 2011 على صلة بالإرتباك الإيديولوجي الذي كانت تعانيه الدول العربية منذ وقت طويل.

    وحتى إبان التغيرات الكبرى في منطقة الشرق الأوسط، قبلت الدول ذات الصلة مقولة "الربيع العربي" دون تفكير، وهذا أيضا بسبب إرتباك النظريات وإرتباك الطرق، ومواصلة النقل عن النظريات والتجارب الغربية والنظر لـ"الديمقراطية" ببساطة على كونها طريق الخروج من الأزمة. وقد عكست الأوضاع التي مرت بها مصر خلال شهري يوليو وأغسطس عمق أزمة النظريات والطرق التي تعانيها هذه الدول، حيث فقد الإستقطاب الثنائي الحد الأدني من الصبر تجاه أي تجربة سياسية، واستمر في الإنتقال من مأزق لآخر. ونتيجة ذلك في النهاية هو الوضع الأسوأ، وهذا يجعل عملية التغيير والتحكم في الشرق الأوسط أسهل على الدول الغربية.

    /صحيفة الشعب اليومية أونلاين/

    الأخبار ذات الصلة

    تعليقات

    d.ahmad 2013-10-20
    شكرا دكتور تيان على هذا التشخيص للاوضاع في العالم العربي وبالعل نحن نعاني من الهوس بالغرب وعاداتهم ويقود هذا الهوس نخبة ممن يعدون من المثقفين والذين يدفعون بالمجتمع العربي للغرق

    • إسم

    ملاحظات

    1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
    2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
    3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
    4. تفضلوا بابلاغ [email protected] آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.