أعلنت الخارجية السعودية يوم 18 أكتوبر الحالي اعتذار المملكة عن قبول عضويتها في مجلس الأمن غداة انتخابها لشغل مقعد غير دائم في الهيئة الدولية. وتعتبر هذه الخطوة غير عادية وغير منطقية أيضا. كما أن رفض المملكة للمقعد يعكس غضبا متزايدا حيال موقف حليفتها الولايات المتحدة اتجاه سلسلة من قضايا الشرق الأوسط التي لا تتناسب مع المملكة.
إن استياء المملكة العربية السعودية من حليفتها الولايات المتحدة له علاقة كبيرة بتغيير الأخيرة لسياستها في الشرق الأوسط. وبالرغم من أن أمريكا تنصب نفسها " زعيم العالم"، وتعتبر استخدام القوة جوهر " القيادة"، إلا أنها باتت تعرف أن هناك حدود مفروضة على القوة، خاصة بعد سنتين من استنزاف قواها في أفغانستان والعراق. وباعتبار السعودية نفسها اقوي دولة إقليميا، قادت حملة قمعية ضد الاحتجاجات في البحرين بعد تغيير الوضع في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى أن ما قامت به السعودية لا يشبه الحرب الحقيقية التي تشنها الولايات المتحدة، إلا أنها ناقوس القوة، حيث يعتقد دائما أن الأسلحة الأمريكية المتطورة يمكن أن تحل المشكلة. لذلك، تعتقد السعودية أن بقاء بشار الأسد على سدة الحكم حتى الآن سببه عدم سماع اوباما فعلا لاقتراحاتهم، ورفضها لتقديم أسلحة ثقيلة للمعارضة السورية في الشتاء الماضي. وعلى ما يبدو لم تفكر في أن إذا كانت المشكلة حقا بهذه البساطة، لماذا الولايات المتحدة لم تحرك ساكنا؟
السعودية تخطئ في التفكير بان القوة الخارقة هي من تسقط النظام السوري وحل القضية الإيرانية. لذلك تأمل في أن يطيح بنظام بشار الأسد بالقوة، واقترحت على الولايات المتحدة " قطع رؤوس الأفاعي"، وشن ضربات جوية على المنشآت النووية الإيرانية، وتتطلع إلى أن تهاجم إسرائيل إيران، حتى يتم إلغاء وجود إيران المنافس الإقليمي. ولكن يبدو أن السعودية تجهل هذه النقطة: بأن نهوض إيران لم يعتمد في المقام الأول على قدراتها النووية، في حين أنها تعتمد على رفع شعار " الثورة الإسلامية " عاليا ، والمسافة التي تركتها بينها وبين حلفاء أمريكا من العرب في المنطقة. لذلك، فإن تطوير القدرة النووية الإيرانية أصبح جزء لا يتجزأ من مطالب " الثورة الإسلامية" من ناحية، و أصبح وصول الأنظمة الإسلامية بعد تغيير الوضع في الشرق الأوسط من نتائج " الثورة الإسلامية" من ناحية أخرى. وسوف تدعي إيران في حال نجاح مفاوضات الملف النووي الإيراني الحالي،بما في ذلك اعتراف الغرب في المجتمع الدول بأنها من نتائج " الثورة الإسلامية"، في حين في حال فشل المفاوضات سوف تدعي بأن السبب هي الأحكام المسبقة الراسخة عند الغرب حول الحضارة الإسلامية .
إن رفع إيران شعار " الإسلام" عاليا يمكن أن يفتح طريقا جديدا أمام السعودية. ويمكن النظر في التغيرات التي اجتاحت الدول العربية في منطقة الشرق الأوسط من الناحية الثقافية، وكيفية إحياء الحضارة الإسلامية أروع من أي وقت مضى. كما أن اتخاذ مفهوم " الديمقراطية " و" الحرية" شعار الربيع العربي ووصول عدد كبير من الأحزاب الإسلامية إلى السلطة، اظهر بوضوح جدا حيوية الثقافة الإسلامية في الشرق الأوسط. بالإضافة إلى ذلك فإن مزايا السعودية في إحياء الثقافة الإسلامية اكبر مقارنتها مع إيران. حيث تعتبر السعودية بلد مسلم سني، ويشكل السنة 85% من مسلمين العالم، في حين أن إيران بلد الأقلية الشيعية. كما أن للسعودية مؤسسات الأبحاث الإسلامية العالمية، ومكة المكرمة مدينة مقدسة لدى المسلمين موجودة في السعودية. بالإضافة إلى ذلك تتمتع السعودية بعلاقات ودية مع مجموعة من الدول غير الغربية ،وهي دولة كبيرة منتجة للنفط وعضو رئيسي في مجلس التعاون الخليجي، ويمكنها استبدال الأمين العام لجامعة الدول العربية، وهذا طبعا غير متوفر لدى إيران.
وبالتالي، فإن مميزات السعودية لإحياء الحضارة الإسلامية أكثر مقارنة مع إيران، و لكن يفضل أن يعمل البلدان معا لخلق حضارة إسلامية جديدة، تقديم مساهمة تاريخية لعالم متعدد الأقطاب. لذلك اذا أرادت السعودية النجاح في قضيتها الوطنية، ينبغي أن تغض النظر عن المكاسب والخسائر المؤقتة.
1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ arabic@peopledaily.com.cn آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn