تقرير إخباري: مرسي يمثل للمحاكمة بعد اشهر من عزله ويغادرها الى السجن

/مصدر: شينخوا/  11:04, November 05, 2013

القاهرة 4 نوفمبر 2013 / بدأت اليوم (الاثنين) محاكمة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، بتهمة التحريض على قتل متظاهرين، فيما يعرف بـ"أحداث قصر الاتحادية" الرئاسي التي وقعت في الخامس من ديسمبر الماضي، وذلك بعد اربعة اشهر من عزله واحتجازه في مكان غير معلوم.

وأعلن التلفزيون الرسمي قبل ظهر اليوم عن " بدء وقائع أولى جلسات محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي بتهمة التحريض على قتل المتظاهرين في أحداث قصر الاتحادية "، أمام محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار أحمد صبري يوسف.

وفي ظل أجواء مشحونة داخل قاعة المحكمة اضطرت القاضي الى رفع الجلسة مرتين، قال مرسي ردا على رئيس المحكمة لاثبات حضوره " أنا الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية ، وأنا محبوس بسبب الإنقلاب، ورئيس جمهورية مصر موجود فى هذا المكان قسرا وبالقوة ".

وتابع، حسب ما أوردت وكالة انباء ((الشرق الاوسط)) الرسمية، " هذا يمثل جريمة، الإنقلاب جريمة، والمحكمة تتحمل المسؤولية عن ذلك، كما أن النيابة ذاتها باطلة ".

وأضاف " أقول للجميع أن ما يحدث الآن هو غطاء للإنقلاب العسكري، وأحذر الجميع من تبعاته وأربأ بالقضاء المصري العظيم أن يكون يوما غطاء للإنقلاب العسكري الهدام الخائن المجرم قانونا ".

وعقب القاضي، قائلا إنه ستتاح الفرصة لجميع المتهمين لإبداء طلباتهم في حينه، غير انهم قاطعوه بترديد هتافات "يسقط حكم العسكر، احنا (نحن) في دولة مش في معسكر ".

وقررت المحكمة التي تعقد في مقر أكاديمية الشرطة في القاهرة، حيث يحاكم الرئيس الاسبق حسني مبارك بتهم قتل المتظاهرين خلال ثورة الخامس والعشرين من يناير والفساد المالي، تأجيل محاكمة مرسي الى الثامن من يناير المقبل .

وفور انتهاء جلسة المحاكمة المشحونة تم نقل مرسي الى سجن برج العرب بمدينة الاسكندرية الساحلية شمال مصر.

وكان القاضي قد رفع جلسة المحاكمة بعد قليل من بدئها بسبب هتافات المتهمين بـ"بطلان المحاكمة" ورفض الرئيس المعزول ونائب رئيس ديوانه أسعد الشيخة ارتداء ملابس الحبس الاحتياطي البيضاء، ثم استؤنفت لكن سرعان ما رفعها مرة ثانية للأمر ذاته.

ويحاكم في هذه القضية أيضا 14 من قيادات وكوادر جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي اليها مرسي، ومقربين منها، بعضهم "لازال فارا".

ولم يوكل مرسي الذي يقضي فترة حبس احتياطي على ذمة القضية منذ 17 أغسطس الماضي حينما تم التحقيق معه للمرة الأولى محامين للدفاع عنه.

وفي فيديو مسرب بثته صحيفة ((الوطن)) المصرية المستقلة على موقعها الالكتروني الأحد عشية محاكمة مرسي، قال الرئيس المصري المعزول " إذا ذهبت للمحاكمة سوف أترافع بنفسي أمام أي محكمة.. أنا لم أتورط في قتل المتظاهرين..سأقول ذلك للقضاة ".

وكان الرئيس المصري المعزول قد وصل صباح اليوم على متن طائرة الى مقر أكاديمية الشرطة في ضاحية التجمع الخامس بالقاهرة لبدء محاكمته فيها بعد أن كان مقررا أن تعقد في معهد أمناء الشرطة في منطقة طرة جنوب القاهرة.

ويعد خضوع مرسي للمحاكمة اليوم الظهور العلني الأول له منذ أن عزله الجيش في الثالث من يوليو الماضي بعد احتجاجات شعبية عارمة ضده، حيث كان يحتجز في مكان غير معلوم.

وفي حين انتظر المصريون رؤية رئيسهم المعزول داخل قفص الاتهام في مشهد يعيد الى الاذهان ما حدث مع سلفه حسني مبارك قبل عامين، لم تبث السلطات محاكمة مرسي مباشرة وحظرت دخول كاميرات الفيديو الى قاعة المحكمة.

لكن التلفزيون الرسمي بث لقطات من المحكمة بعيد انتهاء الجلسة تظهر مرسي لحظة وصوله الى قاعة المحاكمة تحت حراسة مشددة في سيارة بيضاء (ميكروباص) أقلته من مهبط الطائرات.

وأظهرت اللقطات الرئيس المصري المعزول مرتديا بدلة كحلية اللون وقميص ابيض دون رابطة عنق حرص على اغلاق الجاكت قبل دخول قاعة المحكمة.

وفور دخوله قفص الاتهام قوبل مرسي بتصفيق حاد من باقي المتهمين وبعض الحضور بالقاعة، حسب اللقطات.

وبدا مرسي في اللقطات ثابتا يجول بناظريه في القاعة في مواجهة هيئة المحكمة والحضور، فيما ادار باقي المتهمين ظهورهم للقاعة، في تعبير على ما يبدو لرفض المحاكمة، ورفعوا ايديهم بعلامة "رابعة" التي تشير الى فض قوات الامن اعتصاما لانصار مرسي في ميدان رابعة العدوية بحي مدنية نصر شرقي القاهرة بالقوة، ما اوقع قتلى وجرحى.

وتجمع مئات من أنصار مرسي وجماعة الاخوان المسلمين اليوم أمام مقر محاكمته للتنديد بها ومؤازرته، لكنهم دخلوا في مناوشات مع معارضيه، وقاموا بالاعتداء على سيارات بث فضائي تابعة لقنوات فضائية قالوا إنها "مؤيدة للانقلاب"، واجبروها على المغادرة.

وبحسب مراسلي وكالة أنباء (شينخوا) خرجت مسيرات في عدة محافظات لرفض المحاكمة، كان أبرزها بالقاهرة أمام المحكمة الدستورية العليا بحي المعادي الراقي (جنوبا) حيث رفع انصاره صوره ورددوا هتافات تندد بقادة الجيش.

ثم انتقل هؤلاء فيما بعد الى الطريق الدائري وقاموا بقطعه قبل ان تتعامل معهم قوات الأمن باطلاق القنابل المسيلة للدموع وتتمكن من فتحه.

وأمام دار القضاء العالي وسط القاهرة (مبنى يضم عدة مقار قضائية بينها مكتب النائب العام) نظم أنصار مرسي تظاهرة رددوا فيها هتافات تندد بـ"حكم العسكر" ورفعوا صوره وعلامة رابعة، وكذلك حدث الامر نفسه بمحيط مسجد الفتح بميدان رمسيس.

وتظاهر انصار مرسي ايضا في عدة محافظات، بينها الاسكندرية (شمالا) التي القي القبض فيها على 22 شخصا على خلفية وقوع اشتباكات مع قوات الأمن والاهالي، كما وقعت اشتباكات في الشرقية والمنصورة وبني سويف وعدة محافظات أخرى.

في الوقت نفسه شهدت جميع المدن المصرية اليوم حالة من الاستنفار الأمني القصوى، تحسبا للدعوات التي اطلقها (التحالف الوطني لدعم الشرعية) المؤيد لمرسي لأنصاره بالتظاهر في انحاء البلاد تزامنا مع بدء محاكمة مرسي.

وبعد انتهاء المحاكمة دعا التحالف (الوطني لدعم الشرعية)، الذي اسسته جماعة (الاخوان المسلمين) وقوى سياسية اخرى مؤيدة للرئيس المصري المعزول أنصاره اليوم (الاثنين) إلى التظاهر غدا تحت شعار "العالم يحيي صمود الرئيس".

واعتبر التحالف في بيان محاكمة مرسي "باطلة"، مشيرا إلى أن الرئيس المعزول رفض اليوم ارتداء زي الحبس الاحتياطي.

في غضون ذلك، قتل ضابط بالجيش المصري متأثرا بجروح أصيب بها برصاص "ارهابيين" يستقلون سيارة استهدفوا حاجزا عسكريا بطريق الإسماعيلية ـ القاهرة، ثم لاذوا بالفرار.

ويواجه مرسي و14 من قيادات وكوادر جماعة الاخوان المسلمين ومقربين منها اتهامات بالتحريض على قتل متظاهرين فى أحداث قصر الاتحادية الرئاسي التي وقعت في الخامس من ديسمبر الماضي والتي سقط فيها عشرة قتلى، تقول الجماعة إن غالبيتهم من اعضائها.