تقرير إخباري: الاستيطان الإسرائيلي يثير غضب الفلسطينيين ويعتبرونه "نسف" لعملية السلام

رام الله 13 نوفمبر 2013 / أثار إعلان إسرائيل عن خطط جديدة لبناء 20 ألف وحدة استيطانية جديدة قبل أن تتراجع عن ذلك غضب القيادة الفلسطينية التي اعتبرت أن المفاوضات مع إسرائيل وصلت إلى طريق مسدودة.

وفور الإعلان الإسرائيلي، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لوكالة أنباء (شينخوا)، إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أصدر توجيهاته بإجراء اتصالات مكثفة مع واشنطن، وروسيا، والصين، والاتحاد الاوروبي لمطالبتهم بتدخل عاجل، وتأكيد أن اسرائيل تصر على الاستيطان والإملاءات وبالتالي فإنها تدمر عملية السلام وتتحمل المسئولية الكاملة عن ذلك".

واعتبر أن قرارات إسرائيل الاستيطانية "نسف للمفاوضات التي يعني أنها وصلت إلى طريق مسدودة".

وأوضح عريقات أن الخيارات الفلسطينية "مفتوحة ولا يمكن لنا أن نقبل بأن تكون المفاوضات غطاء للاستيطان، وتدمير حل الدولتين، وستكون هناك مشاورات فلسطينية وعربية عاجلة في مواجهة الممارسات الاسرائيلية".

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية التي ترعى المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية التي استؤنفت في نهاية يوليو الماضي بعد توقف دام ثلاثة أعوام بسبب الخلاف على البناء الاستيطاني، أعربت عن قلقها إزاء الخطط الإسرائيلية الجديدة.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن مصادر في البيت الأبيض قولها، إن موقف الولايات المتحدة حيال الاستيطان واضح تماما ويقضي بعدم شرعية استمرار النشاط الاستيطاني.

وأضافت المصادر، أن واشنطن تعتقد أنه حتى الشروع في المراحل الأولى من التخطيط لبناء المستوطنات لا يساعد في خلق الاجواء الملائمة لاستمرار مفاوضات السلام.

بدورها، اعتبرت حركة (السلام الآن)، أن حجم أعمال البناء المخطط لها في المناطق يفرغ المفاوضات الجارية حاليا بين إسرائيل والفلسطينيين من أي معنى.

وفي أعقاب تلك التطورات، طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزير البناء والإسكان الإسرائيلي اوري اريئيل بإعادة النظر في جميع اجراءات التخطيط لبناء الالاف من الوحدات السكنية الجديدة.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن نتنياهو قوله، إن هذه الخطوات التي اتخذت بدون تنسيق مسبق لا تساعد الاستيطان بل بالعكس .

وأضاف نتنياهو، أن هذه الخطوة لا تنطوي على مغزى قانوني أو عملي، وتثير تحفظات في المجتمع الدولي في الوقت الذي نحاول فيه إقناعه بالتوصل إلى اتفاق أفضل مع إيران.

واعتبرت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية أن طلب نتنياهو من وزير الإسكان تجميد العطاءات الاستيطانية "لا يعدو كونه ذرا للرمال في العيون، لأن الخبرة الفلسطينية في مثل هذه الحالات، والمعطيات على الأرض تكذب ذلك، حيث حدث وأن نفت أوساط إسرائيلية مثل هذه النشاطات الاستيطانية، بينما استمر البناء الاستيطاني على الأرض".

وطالبت وزارة الخارجية في بيان تلقت (شينخوا) نسخة منه، الدول كافة خاصة الرباعية الدولية والولايات المتحدة الأمريكية، بتحمل مسئولياتها وفقا للقانون الدولي في توفير الحماية للشعب الفلسطيني، وأرض دولة فلسطين المحتلة.

ودعت الوزارة، إلى عدم الاكتفاء بالإدانات "التي أصبحت تتعايش معها الحكومة الإسرائيلية، واتخاذ الإجراءات السياسية والقانونية والدبلوماسية اللازمة لوقف العمليات الاستيطانية، حماية للمفاوضات، ولمبدأ حل الدولتين، وحفاظا على الأمن والاستقرار في الإقليم برمته".

وكان الرئيس عباس أجل زيارة كانت مقررة إلى المملكة العربية السعودية اليوم (الأربعاء) بسبب هذه التطورات بحسب ما أفاد مصدر فلسطيني مطلع ل(شينخوا).

وأوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن القيادة الفلسطينية ستعقد اجتماعا لها برئاسة عباس من المحتمل أن يكون اليوم أو يوم غد الخميس ستحدد خلاله وجهتها المقبلة.

وأشار المصدر، إلى أن جلسات المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي التي تعقد بشكل شبه يومي متوقفة منذ الأسبوع الماضي بسبب رفض رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض عريقات وعضو الوفد محمد اشتية حضورها بسبب القرارات الاستيطانية الإسرائيلية والممارسات في الضفة الغربية والقدس.

وفي هذا الصدد، قال اشتية ل(شينخوا)، إنه وعريقات قدما استقالتهما من الوفد التفاوضي الفلسطيني للرئيس عباس منذ 10 أيام احتجاجا على ما وصفه "بالتعنت الإسرائيلي في قضايا المفاوضات ومواصلة الأنشطة الاستيطانية بشكل يدمر علية السلام ".

وأشار اشتية، إلى أن عباس لم يبت حتى الآن في أمر الاستقالة.

في سياق قريب، اجتمع عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، رئيس لجنة التواصل الفلسطينية مع المجتمع الإسرائيلي، محمد المدني، مع وفد من نشطاء سلام إسرائيليين.

وأكد المدني في بيان صحفي عقب اللقاء الذي عقد في مدينة رام الله في الضفة الغربية، أن التواصل والحوار مع مختلف فئات المجتمع الإسرائيلي يجب أن يرتكز على مبدأ حل الدولتين ومبادرة السلام العربية التي أعلنت في العام 2002.

وشدد المدني، على ضرورة أن تصل الرسالة الفلسطينية للمجتمع الإسرائيلي بضرورة دعم السلام بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي باعتباره مصلحة إسرائيلية مثلما هو مصلحة فلسطينية.

وحسب البيان بحث الاجتماع وجهة النظر الفلسطينية حول أهمية إقامة الدولة الفلسطينية وتعميم ثقافة السلام وسط المجتمع الإسرائيلي.

/مصدر: شينخوا/