أمين عام حزب الله اللبناني: الاتفاق النووي الإيراني كرس تعدد الأقطاب في العالم

بيروت 3 ديسمبر 2013/ أكد الامين العام ل(حزب الله) السيد حسن نصر الله يوم الثلاثاء أن الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة دول (5+1) كرس تعدد الاقطاب في العالم.

وقال نصر الله، في مقابلة بثت على شاشة تلفزيون (أو تي في) اللبناني إن "شعوب المنطقة هم الرابح الاقوى من هذا الاتفاق من خلال استبعاد خيار الحرب".

واعتبر أن "الاتفاق كرس تعدد الاقطاب في العالم مايفتح باب المناورات وإعطاء هوامش للتحرك في كثير من المجالات."

وأوضح ان "هذه الاقطاب يوجد بينها تناقضات او مصالح ما يعني امكانية استخدام قطب بوجه قطب وهذا ينتج حلول في كثير من الاماكن".

واشار الى ان "هناك جهات إقليمية ودولية كانت تدفع باتجاه خيار الحرب مع ايران الذي يحمل تداعيات خطيرة على المنطقة لكن ايران ليست دولة ضعيفة او معزولة"، معبرا عن اعتقاده ان "اسرائيل لاتقدم من دون ضوء اخضر اميركي على قصف المنشآت النووية في ايران ."

ورأى نصر الله ان "ذهاب العالم الى قيادة متعددة الاقطاب يمنع الهيمنة والاستبداد الدولي وهذا يعطي فسحة لدول العالم الثالث."

ولاحظ ان "هناك تحولات كبيرة في السياسة الاميركية في المنطقة والعالم"، لافتا الى ان "الحرب الاميركية على العراق فشلت ،وفي افغانستان وصلت امريكا الى حائط مسدود ، وفي لبنان وغزة فشل مشروع الشرق الاوسط الجديد ،وحتى الآن فشلوا في سورية اي ان الامريكي فشل في كل المنطقة".

واعتبر ان "الاتفاق النووي مرحلي"، مؤكدا ان "ايران صمدت بوجه العقوبات ولم يستطع الامريكي اسقاط النظام فيها، واليوم هناك واقع اوروبي وأمريكي جديد ، والولايات المتحدة تعبت من الحروب".

واوضح نصر الله ان "الايرانيين اصروا على ان يكون التفاهم على الملف النووي فقط ، وهم من طلب حصر النقاش بالموضوع النووي وتأجيل البحث في الملفات الأخرى."

وقال "بحسب معلوماتي فإن الأمريكيين كانوا جاهزين لفتح ملفات أخرى في المفاوضات مع إيران"، معتبرا انه "من المبكر جدا ذهاب إيران نحو تطبيع العلاقات مع امريكا لان هناك الكثير من الملفات العالقة."

وشدد نصر الله على ان "جوهر الموقف الإيراني يقوم على طمأنة دول الخليج بأن التفاهم مع واشنطن ليس على حسابها."

وذكر ان "ايران لم تقطع يوما العلاقات مع جيرانها ولكن المشكلة عند الفريق الآخر"، لافتا الى ان "ايران تسعى منذ سنوات لفتح الابواب مع السعودية وللتحاور ولكن كل المحاولات لفتح الابواب فشلت."

واشار الى ان "السعودية هي التي تقفل كل الابواب وحصلت مبادرة وساطة باكستانية بقبول ايراني لكن السعوديون رفضوها."

وقال إن "حرب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين على ايران كانت بدفع من السعودية وتمويل منها"، مشيرا الى "هذه الحرب فشلت لكن من دفع ثمنها الشعب العراقي والايراني وايضا الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، واول من دفع الثمن بعد الحرب هي دول الخليج بهجوم صدام على الكويت".

ورأى ان "مشكلة السعودية هو أنها تعاطت منذ البداية مع إيران على أنها عدو، في حين أن السعودية لا تمتلك جرأة الذهاب إلى حرب لكنها تخوض بالمال حروبا بالواسطة في سوريا وايران والعراق ولبنان."

وشدد على ان "مشكلة السعودية مع ايران ليست مذهبية بل سياسية والدليل ان السعودية سابقا كانت لديها مشكلة مع مصر ومع اليمن ومع سوريا."

وأبدى نصر الله أسفه لأن "السعودية لا تقبل شريكا او صديقا بل تريد ان تكون كل دول المنطقة العربية تابعة لها"، على حد وصفه.

وحول العلاقة بين قطر و(حزب الله)، قال نصر الله "استقبلت في الأيام الماضية موفدا قطريا حيث إن قطر في الآونة الاخيرة ربما تعيد النظر بموقفها في المنطقة واستراتيجيتها."

وتابع "بحثنا مع قطر في العمل للحل السياسي في سوريا ثم تكلمنا عن ابعاد لبنان عن المشاكل"، مضيفا انه "بقي خط بيننا وبين قطر دائما رغم اننا مختلفون في السياسة."

واكد ان "الخيار العسكري في سوريا غير مجدي واسقاط الوضع القائم غير مجدي لذلك أدعو كل الدول التي لها علاقة بما يجري في سوريا للعمل لحل سياسي".

وحول العلاقة مع تركيا، اوضح نصر الله "لم تنقطع اتصالاتنا مع تركيا وكانت تحصل لقاءات مع السفير التركي في لبنان ولا شيء جديد بعلاقتنا معهم ونحن ما زلنا مع الاتراك على ما كنا عليه."

واعتبر ان "تركيا تضررت خارجيا وداخليا في الموضوع السوري"، مشيرا إلى أن "تركيا قبل الازمة السورية كانت علاقتها جيدة مع كل دول المنطقة وكانت كل مصالحها تسير في كل المجالات بشكل ممتاز."

وأشار إلى ان "هناك محاولة واضحة من الاتراك بعد التطورات في سوريا لاعادة ترتيب العلاقات".

وحول علاقة ايران مع (حزب الله)، أكد نصر الله أن "موقف ايران من المقاومة وفلسطين لن يتغير وكذلك موقفها من إسرائيل لانه موقف عقائدي غير قابل للتعديل."

وأشار إلى أن "ايران دولة اقليمية كبرى وهي الاشد تأثيرا بالمنطقة اليوم، وهي تتشاور معنا وهناك امور قد تتبنى فيها رأينا بالكامل"، مضيفا ان "ايران اخذت ما تريد بالاتفاق حول الملف النووي وهو لن ينعكس سلبا على سوريا ولا على لبنان".

وقال نصر الله "نحن في الملفات الداخلية لا نسأل إيران ولا نستأذنها، وان ايران تريد ان يتفاهم الناس في لبنان مع بعضهم وان لا ينجروا لحرب."

وحول علاقة (حزب الله) بالازمة السورية، لفت إلى أن "موقف الحزب من الملف السوري تدرج منذ بداية الأزمة حيث تريثنا ريثما تنجلي حقيقة الصورة وما يجري هناك."

وذكر انه "عندما بدأت الاحداث كنا نحاول توظيف صداقاتنا لتجنيب سوريا وكل القوى في المنطقة الذهاب في المسار الذي حصل"، لافتا انه "بطريقة غير مباشرة تواصل (حزب الله) مع الدول التي تدعم بعض المجموعات المسلحة في سورية في محاولة لتجنيب سورية كل ما يحصل فيها".

واضاف "تواصلنا في الوقت نفسه مع القيادة السورية ولقينا تجاوبا كبيرا من الرئيس بشار الاسد في ما يتعلق بالاصلاحات، لكن برغم كل ذلك قامت اطراف في المعارضة في سوريا وبعض قيادات الاخوان وبعض الجهات المتطرفة بتهديدنا."

وتابع "في بداية الاحداث بسوريا اصدرنا موقفا بالدعوة للحل السياسي وتجنب الخيار العسكري."

ولفت الى ان "الدولة اللبنانية قصرت بحق 30 الف لبناني في قرى ريف القصير السورية فأخذ سكانها قرار الدفاع عن أنفسهم" مشيرا الى ان "الدولة اللبنانية تركت الحدود مفتوحة واغلب السلاح الذي دخل الى المسلحين في القصير كان يدخل من البقاع والشمال اللبناني."

واكد ان "الذي دعا (حزب الله) للدخول الى ريف القصير هو وجود مخطط لاجتياح هذه القرى" مؤكدا انه "لولا هذا التدخل لكانت الجماعات المسلحة اجتاحت البقاع اللبناني ولكانت السيارات المفخخة دخلت الى لبنان بالمئات."

وقال نصر الله ان "سبب دخول (حزب الله) الى دمشق هو حماية مقام السيدة زينب، الذي لو تعرض للهدم، لأدى ذلك الى فتنة مذهبية، وإن عدد شباب الحزب المكلفين حماية المقام كان 40 شابا."

وأكد أن "تواجد (حزب الله) متواضع في دمشق والقصير" نافيا "وجود مقاتلين ل(حزب الله) في الجبهات الاخرى في سوريا".

واضاف "نحن نقول، بكل شفافية، سقط لنا شهداء في سوريا وفي المقابل، هناك مائة شاب من الفريق الآخر في لبنان تم دفنهم في سوريا".

ونفى وجود اي اسير من (حزب الله) في ايدي المقاتلين المعارضين في سوريا، ولكنه قال ان "هناك اجسادا شهداء تم اسرها ونحن لا نتركها."

ورفض "الكشف عن عدد الذين سقطوا للحزب في سوريا الى اليوم"، وقال "لكن العدد اقل بكثير مما كنا نتوقع."

ونفى نفيا قاطعا ان يكون تلقى اوامر من ايران للدخول إلى سوريا كما أبدى أسفه ل"تخلي البعض عن مسئولياته في لبنان لجهة ترك الحدود مفتوحة."

وشدد نصرالله على أن "سوريا لم تستدرج الحزب للدخول إليها"، لافتا إلى أن "ذهاب (حزب الله) إلى سوريا هو عمل استباقي لمنع الجماعات المسلحة للوصول الى الحدود، والتدخل العسكري كان للدفاع عن كل لبنان."

ولفت إلى أن "السيارات المفخخة التي دخلت الى لبنان اتت من النبك ويبرود في سوريا عن طريق مرتفعات بلدة عرسال اللبنانية الحدودية."

واتهم رئيس الحكومة السابق سعد الحريري والنائب عقاب صقر بأنهما "متورطان في ارسال مقاتلين وسلاح الى سوريا."

ورأى نصرالله ان "اسقاط النظام السوري عسكريا انتهى، والعالم سيذهب الى حل سياسي، وربما بعض الدول غير مستعجلة للحل السياسي ولكن اغلب الدول الاوروبية والعربية تعيد فتح الخطوط مع النظام ، الا أن السعودية ما زالت مصرة على القتال حتى آخر قطرة دم ولا تتحمل اي حل سياسي."

ولفت الى ان "هناك قرار سعودي مع سلاح لمحاولة تغيير الوقائع على الارض بسوريا حتى موعد انعقاد مؤتمر (جنيف 2) في 22 ديسمبر المقبل".

واعرب نصرالله عن "توقعه ان يحصل في هذه الفترة مواجهات قاسية جدا في أكثر من منطقة سورية ولكن هذه المحاولات ستفشل كما حصل في الغوطة"، محذرا من أن "هناك من يعمل على تعطيل مؤتمر جنيف 2."

وأشار الى ان "هناك قاعدة شعبية كبيرة يستند اليها النظام السوري وبالتالي لا بد من حل سياسي"، معتبرا انه "لا بد من حل سياسي يصنعه السوريون انفسهم واذا كان لابد مساعدة خارجية فلتكن لمساعدة السوريين وليس لفرض حل.

/مصدر: شينخوا/