تقرير إخباري: انطلاق ثالث استفتاء دستوري فى مصر منذ ثورة 25 يناير وتفاؤل حكومي بكثافة التصويت

القاهرة 14 يناير 2014 / بدأ الناخبون المصريون فى تمام الساعة التاسعة (بالتوقيت المحلي) من صباح اليوم (الثلاثاء) التصويت على مسودة الدستور الجديد، فى استفتاء هو الثالث منذ ثورة 25 يناير 2011، وسط تفاؤل حكومي باقبال المواطنين على التصويت.

وفتحت لجان الاقتراع على مستوى كافة محافظات الجمهورية أبوابها لاستقبال الناخبين، الذين اصطفوا فى طوابير للإدلاء برأيهم في مشروع الدستور.

وأكد المستشار مدحت إدريس عضو اللجنة العليا للانتخابات أن " العمل في مختلف لجان الاقتراع بجميع المحافظات انتظم تماما منذ الساعة التاسعة صباحا".

وأوضح إدريس، فى تصريحات للصحفيين، أن "عملية الاستفتاء تسير بصورة ديمقراطية منتظمة وعلى قدم وساق"، واشار الى أن اللجنة العليا للانتخابات لم تتلق أية شكاوى حتى الآن.

ولفت الى أن اللجنة العليا تتابع عن كثب مجريات عملية الاستفتاء أولا بأول مع رؤساء اللجان العامة والفرعية، للعمل على تذليل أية عقبات أو مشكلات قد تطرأ على مدى اليوم

وبثت قناة (النيل) للاخبار صورا مباشرة للرئيس عدلى منصور أثناء الادلاء بصوته فى اللجنة الانتخابية بمدرسة مصر الجديدة الثانوية.

ودعا منصور الشعب المصري إلى المشاركة في الاستفتاء، واعتبر " أن التصويت ليس لصالح الدستور فقط لكن لصالح خارطة المستقبل كلها، حيث يجب أن يكون تحظى البلاد برئيس منتخب ومجلس تشريعي منتخب أيضا".

وتنص خارطة المستقبل التى عزل بموجبها الرئيس محمد مرسي على تعديل الدستور والاستفتاء، واجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة.

وخاطب منصور الشعب قائلا "صوتك أمانة.. ولابد أن يثبت الشعب للإرهاب الأسود أنه لا يخشى شيئا وأنه مصمم على النزول دائما".

كما أدلى رئيس الحكومة الدكتور حازم الببلاوى بصوته فى لجنة مدرسة السلحدار بمنطقة الماظة، وذلك بعد ان وقف فى طابور الناخبين الذين اصطفوا امام اللجنة.

وحرص الببلاوي على تحية الناخبين، والقضاة والموظفين القائمين على عملية الاقتراع، وشد من ازرهم.

وفى تصريح له عقب الادلاء بصوته، قال الببلاوي " إن الطبيعة اليوم تقف مع مصر من خلال سطوع الشمس التى لن تغيب عن مصر والمصريين بإذن الله"، وتوقع " ان يكتمل جمال هذا اليوم باقبال المصريين بكل قوة ليأكدوا على ان ثورتهم على الطريق الصحيح".

وخاطب رئيس الوزراء المترددين فى الذهاب للتصويت بقوله إن " هؤلاء المترددين اذا كان ترددهم خوفا فليس لديهم حق حيث إن التأمين على اعلى مستوى"، وشدد على ان " بلادنا تحتاج لكل صوت من اصوات ابنائها".

وقال إنه " متفائل بمشاركة المصريين اليوم فى الاستفتاء على مشروع الدستور، والذى يعد يوما حاسما فى بناء الوطن".

وأوضح أن " جميع المواطنين لديهم وعي كامل بأهمية المرحلة الحالية التى تمر بها مصر"، مشيرا الى ان " المشاركة الكثيفة من جميع الفئات، رجالا ونساء ومن كبار السن والشباب، مسلمين? مسيحيين فى العملية الانتخابية واجب وطني".

وتوجه الببلاوي بعد ذلك إلى مقر الحكومة لمتابعة الاستفتاء فى محافظات الجمهورية، واجرى محادثات عبر الفيديو كونفراس مع بعض المحافظين الذين اكدوا انتظام عملية التصويت، واقبال المواطنين على الاقتراع.

واوضح ان " المواطنين يعتبرون اليوم بمثابة عرس تاريخي فى حياة مصر".

من جهته، تفقد وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسى صباح اليوم سير عملية الاستفتاء، وتابع الإجراءات الأمنية فى لجنة مدرسة الخلفاء الإعدادية بنين بمنطقة مصر الجديدة، وسط هتافات تأييد وزغاريد من السيدات التى تتواجد باللجنة للتصويت.

وقال مصدر عسكرى إن الفريق السيسى تواجد قبل النزول إلى الشارع داخل غرفة عمليات وزارة الدفاع بحضور رئيس الأركان الفريق صدقى صبحى وعدد من كبار قادة القوات المسلحة لمتابعة سير عملية الاستفتاء والاطمئنان على انتظام العمل بها منذ الساعة التاسعة صباحا.

وأضاف إن السيسي أكد على ضرورة التعامل بمنتهى الحسم مع أى محاولات تهدف إلى إشاعة الفوضى أو إعاقة سير عملية الاستفتاء، ودعا لبذل الجهد من اجل حماية كافة أبناء الشعب.

وحلقت طائرات الجيش فى سماء القاهرة بشكل مكثف وعلى ارتفاع منخفض، فى اطار خطة تأمين الاستفتاء.

كذلك تفقد اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية صباح اليوم عددا من اللجان والمقار الانتخابية بمحافظتى القاهرة والجيزة، واطمأن على سير عملية الاستفتاء وانتظام الخدمات الأمنية وتأمين اللجان.

والتقى ابراهيم خلال جولته عددا من المواطنين أثناء انتظارهم فى طوابير اللجان للتصويت، وأكد لهم التزام رجال الشرطة بحفظ امنهم وسلامتهم ومقدرات الوطن.

ووجه القيادات الميدانية بتذليل أى عقبات أو صعوبات أمام الناخبين أثناء التصويت، ضمانا لحرية المواطن فى الادلاء بصوته فى هذا العرس الديمقراطى.

وتبارى الوزراء ومسئولو الدولة بمختلف مؤسساتها فى الذهاب الى اللجان للتصويت، وحث المواطنين على الاقتراع.

ويبلغ تعداد المواطنين المدعوين للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء 52 مليونا و742 ألفا و139 ناخبا، يتوزعون على 30 ألفا و317 لجنة انتخابية فرعية، تشرف عليها 352 لجنة انتخابية عامة على مستوى الجمهورية.

وتجرى عملية الاستفتاء وسط تأمين غير مسبوق، يبلغ قوامه 160 الف جندي من القوات المسلحة و220 الف شرطي.

وتخضع عملية الاقتراع لاشراف قضائي كامل، حيث يشرف حوالي 13 ألفا و867 قاضيا من مختلف الهيئات القضائية والنيابة العامة على لجان التصويت، فضلا عن متابعة من قبل 17 ألف مراقب من منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية، علاوة على المتابعة من قبل وسائل الإعلام المصرية والدولية.

ويعد هذا ثالث استفتاء دستوري، وسادس اقتراع عام منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011، حيث جرى الاستفتاء الاول فى 19 مارس 2011 على تعديلات دستورية، ثم اجريت انتخابات مجلس الشعب (الغرفة الاولى للبرلمان) فى يناير 2012، وانتخابات مجلس الشوري (الغرفة الثانية التى تم الغاؤها فى مسودة الدستور موضع الاستفتاء الجاري) فى فبراير من ذات العام، وانتخابات الرئاسة فى يونيو 2012، والاستفتاء فى ديسمبر قبل الفائت على الدستور الذى تم تعطيله عقب ثورة 30 يونيو.

/مصدر: شينخوا/