صنعاء 25 يناير 2014 / اختتم في اليمن رسميا اليوم (السبت)، مؤتمر الحوار الوطني بعد عشرة أشهر على انطلاقه بموجب اتفاقية الانتقال السياسي التي توسط فيها مجلس التعاون الخليجي لانهاء الأزمة التي شهدتها البلاد في عام 2011 وأجبرت النظام السابق على ترك السلطة بعد حكم دام 33 عاما.
وأقيم حفل بهذه المناسبة في القصر الجمهوري بالعاصمة صنعاء حضره رئيس البلاد عبدربه منصور هادي ومسؤولون خليجيون ومن الامم المتحدة وجامعة الدول العربية في ظل اجراءات أمنية مشددة.
وألقى الرئيس هادي كلمة اكد فيها ان "المؤتمر حقق نجاحا منقطع النظير وتجاوز العوائق" مشيرا الى ان اعماله امتدت الى 10 اشهر بدلا عن 6 اشهر فقط كما كان محددا له.
وانطلق المؤتمر في 18 مارس 2013 تنفيذا لمبادرة خليجية تم التوقيع عليها في الرياض في 23 نوفمبر 2011 تضمنت خطوات لعملية انتقالية في اليمن بعد احتجاجات شهدتها البلاد ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
ويقود الرئيس هادي المرحلة الانتقالية التي تتضمن الدعوة لعقد حوار وطني شامل تساهم فيه كافة قطاعات المجتمع لوضع رؤية جديدة لمستقبل البلاد وصياغة الدستور والتحضير لاجراء انتخابات عامة.
واعتبر الرئيس هادي في كلمته ان اختتام المؤتمر اليوم يعد "انجازا عظيما" متعهدا بـ"المضي بجدية وصدق في تنفيذ مخرجات الحوار للوصول الى يمن مستقر ومزدهر".
وقال ان " هذا اليوم سيكون علامة فارقة في حياة هذا الشعب العظيم التواق إلى مستقبل أفضل وأكرم وأجمل يستحقه بعد أن حرم من تحقيقه عقودا بل ربما قرونا طويلة".
وأكد ان مخرجات الحوار تمثل "دليلا كاملا لمسار المرحلة القادمة".
وكان مؤتمر الحوار أقر الثلاثاء ، بالأغلبية ، وثيقته النهائية التي اعتمدت "صيغة اتحادية" لشكل الدولة اليمنية الجديدة تتكون من عدد من الأقاليم.
وتشمل الوثيقة التقارير النهائية لفرق العمل والمعنية بقضايا الجنوب ، وصعدة ، والحقوق والحريات، واستقلالية الهيئات ذات الخصوصية، والحكم الرشيد ، والدفاع والامن، بالإضافة الى قضايا التنمية المستدامة، والعدالة الانتقالية وبناء الدولة.
كما تتضمن الوثيقة عشرات الموجهات الدستورية والقانونية التي تم الاتفاق عليها بشكل نهائي من قبل اعضاء المؤتمر، والتي ستضم الى مواد الدستور الجديد الذي سيقدم للاستفتاء الشعبي عقب الانتهاء من صياغته النهائية بعد حوالي ستة اشهر.
وقال الرئيس هادي ، ان "اليمن سيمضي بقاعدة لا غالب ومغلوب .. ولا ظالم ولا مظلوم .. الكل سواسية .. لا فضل لأحد على الاخر إلا بقدر الالتزام بالنظام والقانون".
واشار الى " اقتراب اليمن من بر الامان بعد عامين من الشراكة السياسية، وإعادة هيكلة الامن والجيش" لافتا الى أنه " سيبقى الشوط المهم ، الانتقال من الجهاد الاصغر الى الجهاد الاكبر .. من الحوار الى تنفيذ المخرجات ".
وحذر من ان " اي تقاعس في تنفيذ المخرجات يعتبر تقصيرا في حق اليمن الجديد ونهضته وخيانة لدماء الشهداء التي سالت بهدف بناء غد افضل لليمن ".
من جهته ، قال الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون ، خلال كلمة متلفزة بثت في المؤتمر ، ان " هذا اليوم تاريخي أظهر للشعب اليمني صوابية قراراته وفضل التوافق بدل الانقسام ، واظهر للعالم بان الحوار هو الطريق الافضل لمستقبل البلدان".
وأشار الى أن مؤتمر الحوار اليمني " عالج القضايا الصعبة وتحديدا قضيتي الجنوب وصعدة، وفي المرحلة المقبلة سيكون مهما جدا تطبيق حزمة ما خرج به مؤتمر الحوار " ، مشددا على أن الأمم المتحدة " ستبقى ملتزمة بدعم العملية الانتقالية في اليمن ".
فيما أكد امين عام مجلس دول التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني ، استمرار وقوف قادة دول الخليج مع اليمن على طريق تحقيق امال اليمنيين وامن واستقرار بلدهم.
وقال "الان وبعد اقرار الوثيقة النهائية لمؤتمر الحوار،نأمل بان تترجم الى واقع ملموس ، وان تستكمل الخطوات المتمثلة في صياغة الدستور وإجراء الانتخابات بما يضمن لليمن مستقبلا اكثر ازدهارا".
فيما اكد صباح حمد الخالد الصباح رئيس المجلس الوزاري الخليجي النائب الأول لرئيس الوزراء الكويتي وزير الخارجية ان دول مجلس التعاون ملتزمة بالدعم لإنجاح العملية السياسية القائمة والمستندة الى المبادرة الخليجية ، لتعزيز امن واستقرار امن اليمن الذي لا يتجزأ من الخليج.
من جانبه ، قال نائب امين عام جامعة الدول العربية احمد بن حلي ان " اليمنيين استطاعوا بإرادتهم الحرة وعزمهم اعلاء مصلحة الوطن على ما سواها،من خلال تحقيق التفاهم على القضايا الوطنية الهامة والشائكة من خلال الحوار".
واضاف ان " مخرجات الحوار الوطني تعد الان مرجعية لاستكمال بناء الدولة الموحدة القوية التي يتطلع لها اليمنيون".
واعتبر جمال بن عمر مبعوث الامين العام للأمم المتحدة الى اليمن ان المؤتمر "قدم فرصة لعقد اجتماعي جديد ، ووضع اليمن في دولة يسودها القانون والديمقراطية والحكم الرشيد".
ونوه المبعوث الاممي بان " المتحاورين التزموا في حل القضية الجنوبية حلا عادلا على اسس ديمقراطية ، بعد عقدين من التهميش، وان الجنوبيين الان محصنون ضد اي تحريض على العنف .. وعليهم التجاوب حوال الوثيقة التي وقعتها جميع المكونات اليمنية".
واشار الى انه سيستعرض امام مجلس الامن الدولي في 28 من الشهر الجاري "قصة الانجاز غير المسبوق في تاريخ اليمن" وقال "سأنقل للعالم خبرا ملهما عن اليمن في ظل اضطرابات وتخبط في عدد من الدول في المنطقة ".
وجرى الاحتفال وسط اجراءات امنية مشددة ، رافقها عروض كرنفالية نفذتها طائرات هليكوبتر رفعت العلم اليمني في سماء صنعاء فيما جابت الفرق الموسيقية العسكرية شوارع العاصمة.
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn