تقرير إخباري: مرسي يدعو لاستمرار" الثورة السلمية" خلال محاكمته في قضية "اقتحام السجون"

القاهرة 22 فبراير 2014/ دعا الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، اليوم (السبت) الشعب إلى الاستمرار في ما سماه "ثورة سلمية"، متوعدا من وصفه بـ" قائد الإنقلاب (العسكري)" بمحاكمة دون رأفة، وذلك خلال جلسة محاكمته قضية "اقتحام السجون".

فيما حذر التحالف الوطني لدعم الشرعية، المناصر لمرسي، من " الآثار السلبية لاستمرار الحل الأمني" في البلاد.

ونقل الموقع الإلكتروني لجماعة (الإخوان المسلمين) عن مرسي ، خلال جلسة محاكمته اليوم " أقول للشعب استمروا فى ثورتكم السلمية".

وأضاف الرئيس المعزول " سيحاكم قائد الانقلاب دون رأفة"، في إشارة إلى وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسي، الذى أعلن فى الثالث من يوليو الماضي، بعد التوافق مع قوى سياسية وشبابية ودينية بارزة، خريطة طريق تم بموجبها عزل مرسي.

وتابع أن " ثورات الربيع العربي ستنتصر"، وخاطب هيئة المحكمة بقوله ان " اجراءات محاكمتي غير دستورية ، ولن يستمر انقلاب تدعمه اسرائيل".

كما خاطب مرسي المتهمين معه فى قضية " اقتحام السجون"، قائلا " اثبت اثبت يا بطل.. سجنك بيحرر وطن"، فى حين رد المتهمون " الشعب يحيى صمود الرئيس"، فى اشارة الى الاول.

ويحاكم مع مرسي فى هذه القضية، 130 من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وعناصر بحركة المقاومة الاسلامية (حماس) الفلسطينية، وحزب الله اللبناني.

ومن أبرز المتهمين فى القضية محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين، ونائباه رشاد بيومي ومحمود عزت، ومحمد سعد الكتاتني رئيس حزب (الحرية والعدالة) المنبثق عن الجماعة.

وتضم قائمة المتهمين الداعية الاسلامي يوسف القرضاوي المقيم بدولة قطر، والقيادي بتنظيم القاعدة رمزي موافي الطبيب الخاص بأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة السابق، وأيمن نوفل القيادي بكتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحماس، والقياديين بحزب الله محمد يوسف منصور وإيهاب السيد مرسي، واخرين.

ويوجد 22 متهما محبوسا على ذمة التحقيق فى هذه القضية، بينما يحاكم بقية المتهمين بصورة غيابية باعتبار انهم هاربون.

وردد المتهمون فى القضية هتافات مناهضة للمحكمة، والسلطة القضائية، والقوات المسلحة، منها هتاف" يسقط يسقط حكم العسكر".

وشهدت جلسة اليوم "سجالا مطولا" بين محامي المتهمين، وهيئة المحكمة اعتراضا على مثول المتهمين داخل قفص زجاجي، وكذلك " اشتباك لفظي" بين المحامين وممثل النيابة العامة المستشار تامر فرجاني الذى اعتبر حديث هيئة الدفاع ،الذى استمر قرابة ساعة ونصف الساعة، " سياسيا بمعزل تام عن القانون وموضوع الدعوى".

وفى نهاية الجلسة، قررت محكمة جنايات القاهرة تأجيل محاكمة مرسي في هذه القضية إلى جلسة بعد غد الاثنين، لتمكين محامي المتهمين من رد هيئة المحكمة، اعتراضا على مثول المتهمين في القفص الزجاجي.

ويواجه مرسي وبقية المتهمين فى هذه القضية سلسلة اتهامات تشمل " ارتكابهم جرائم خطف ضباط الشرطة، واحتجازهم بقطاع غزة، وحمل الأسلحة الثقيلة لمقاومة النظام المصري، وارتكاب أفعال عدائية تؤدى إلى المساس باستقلال البلاد ووحدتها وسلامة أراضيها".

وتضم قائمة الاتهامات " إضرام النيران في مبان حكومية وشرطية وتخريبها، واقتحام السجون ونهب محتوياتها، والاستيلاء على ما بمخازنها من أسلحة وذخائر وتمكين المسجونين من الهرب".

وكشفت التحقيقات عن اتفاق المتهمين من قيادات جماعة الإخوان المسلمين مع المكتب السياسي لحماس، وقيادات التنظيم الدولي للإخوان، وحزب الله اللبنانى، على " إحداث حالة من الفوضى لإسقاط الدولة المصرية ومؤسساتها تنفيذا لمخططهم، وتدريب عناصر مسلحة من قبل الحرس الثوري الإيراني لارتكاب أعمال عدائية وعسكرية داخل البلاد".

وكان مرسي وصل إلى مقر محاكمته فى أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة بعد نقله بواسطة مروحية من محبسه بسجن برج العرب فى محافظة الاسكندرية شمال العاصمة، وسط حراسة أمنية مشددة.

وتعد جلسة اليوم هي الثانية فى قضية اقتحام السجون، التى سبق ان نظرتها المحكمة في 28 يناير الماضي ، قبل أن تقرر تأجيلها الى 22 فبراير الجاري لإطلاع هيئة الدفاع على المستندات، بحسب ما ذكره في حينه الاعلام الرسمي.

وبالتزامن مع دعوة مرسي للشعب للاستمرار فى ثورة سلمية، اصدر التحالف (الوطني لدعم الشرعية) المناصر للرئيس المعزول، بيانا اكد فيه " اعتماده للسلمية كخيار استراتيجي، تحقيقا لطموحات ثورة 25 يناير المباركة، واملا فى مستقبل افضل لمصر".

وحمل التحالف ، الذي تقوده جماعة الاخوان المسلمين، ما وصفها بـ " سلطات الانقلاب مسؤولية الاثار السلبية لاستمرار الحل الامني، والممارسة القمعية بقتل واصابة واختطاف المتظاهرين والمتظاهرات، والعصف باستقلال القضاء".

وشدد على السعي الى " انهاء الانقلاب العسكري والدولة البوليسية"، وابدى اصراره على " استرداد ثورة 25 يناير والعودة الى المسار الديمقراطي واحترام ارادة الشعب فى تقرير مصيره".

وغالبا ما يقع قتلى وجرحى خلال المظاهرات التى ينظمها التحالف، لاسيما فى أيام الجمعة للمطالبة بعودة مرسي للحكم.

وبث التلفزيون الرسمي فى اوقات سابقة لقطات مباشرة لاشخاص ملتحين خلال مظاهرات انصار مرسي يحملون سلاحا، ويحرقون سيارات.

فى غضون ذلك، نظم العشرات من عناصر جماعة الإخوان المسلمين اليوم مظاهرة فى محافظة كفرالشيخ شمال القاهرة، رفعوا خلالها صور مرسى.

وردد المشاركون هتافات مناهضة للجيش والشرطة، وطالبوا بالإفراج عن المعتقلين واطلاق الحريات لجميع المصريين فى التظاهر السلمى، حسب وكالة انباء (الشرق الاوسط).

واوضحت الوكالة الرسمية كذلك ان قوات الشرطة اوقفت ثلاثة عناصر اخوانية فى محافظة السويسِ شرق القاهرة، وخمسة آخرين فى محافظة البحيرة شمال العاصمة، وتسعة فى محافظة الفيوم جنوبا بتهم التحريض على اعمال عنف، والتعدى على افراد الشرطة.

كما جاءت دعوة مرسي للاستمرار فى الثورة بعد ساعات من حكم اصدرته اليوم محكمة جنايات الاسكندرية ببراءة ستة من ضباط وقيادات الشرطة في قضية اتهامهم بقتل المتظاهرين خلال أحداث ثورة يناير، بينهم اللواء محمد إبراهيم مدير أمن الاسكندرية الأسبق، وعادل اللقاني رئيس قطاع الأمن المركزي بالمحافظة.

وكانت النيابة العامة أسندت إلى المتهمين مدير الأمن ورئيس قطاع الأمن المركزي، تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار، بأن حرضا بعض ضباط الشرطة المكلفين بتأمين المظاهرات بإطلاق الأعيرة النارية الخرطوش والحية على المتظاهرين لردعهم وفض التظاهرات.

/مصدر: شينخوا/