انطلاق حملة الإنتخابات الرئاسية في الجزائر وبوتفليقة يتعهد بتسليم الحكم للشباب في حال فوزه

الجزائر 23 مارس 2014 / انطلقت حملة الإنتخابات الرئاسية في الجزائر رسميا اليوم (الأحد) في غياب الرئيس المرشح عبد العزيز بوتفليقة بسبب المرض والذي تعهد بتسليم الحكم للشباب في حال فوزه وسط استمرار المعارضة في الدعوة إلى مقاطعتها بزعم أنها محسومة سلفا لصالح مرشح السلطة بوتفليقة.

وتعد هذه هي المرة الأولى التي يغيب فيها بوتفليقة عن الترويج لبرنامجه الإنتخابي منذ وصوله إلى السلطة في 1999 إلا أنه كلف مقربيه بالقيام بذلك وسط استهجان من الأحزاب المعارضة التي تساءلت كيف لرئيس مقعد لا يمكنه الإعتناء بنفسه يقود بلدا بحجم الجزائر.

واعترف بوتفليقة بأن وضعه الصحي صعب لكنه لن يكون حائلا دون ترشحه لولاية رابعة.

وقال في رسالة وجهها إلى الجزائريين ليل أمس السبت إن "الصعوبات الناجمة عن حالتي الصحية البدنية الراهنة لم تثنكم على ما يبدو عن الإصرار على تطويقي بثقتكم، وأراكم أبيتم إعفائي من أعباء تلك المسؤوليات الجلية التي قوضت ما قوضت من قدراتي... وأمعنتم في إلحاحكم على أن أبذل بقية ما تبقى لدي من قوة في استكمال إنجاز البرنامج الذي انتخبتموني من أجله المرة تلو الأخرى".

وشدد بوتفليقة بأنه "لن يخيب" رجاء كل من دعوه للترشح من جديد.

وتعهد بوتفليقة في حال فوزه بالإنتخابات المقررة في 17 إبريل المقبل بـ "إيجاد الظروف السياسية والمؤسساتية التي تتيح بناء نموذج من الحكامة يتجاوب وتطلعات شعبنا وآماله" وذلك عبر "مراجعة للدستور نشرع في إجرائها في غضون السنة الجارية".

كما وعد بتسليم الحكم للشباب قائلا "إن هذا المسعى سيستجيب لتطلعات الشباب إلى استلام المشعل في محيط يسوده الاستقرار والعدالة الاجتماعية والإنصاف والاحترام".

وأكد أنه سيعمل خلال فترته الرئاسية المقبلة "لحماية بلادنا من التحرشات الداخلية والخارجية الداهمة ومن تلك المحتملة بكافة أشكالها".

ويواجه بوتفليقة في الإنتخابات المقبلة حليفه السابق ومعارضه اللدود حاليا المرشح القوي علي بن فليس رئيس الحكومة الأسبق (2000 - 2004) بالإضافة إلى أربعة مرشحين آخرين بينهم رئيسة حزب العمال اليساري لويزة حنون.

وأعلن 20 حزبا سياسيا معارضا وقوفهم إلى جانب بن فليس الذي وعد بإحداث تغييرات جذرية على منظومة الحكم وجعل من إرساء الحريات واستقلال القضاء ودعم التعددية السياسية من بين أهدافه الرئيسة.

من ناحية أخرى، كثف المقاطعون للإنتخابات من تحركاتهم لإلغاء الإقتراع المقبل الذي اعتبروه محسوم لصالح بوتفليقة وحجتهم في ذلك رفض الحكومة مطلب إنشاء لجنة مستقلة تعنى بتنظيم الإنتخابات بدل الحكومة نفسها المتهمة بالإنحياز لبوتفليقة.

ويتألف المقاطعون من تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة التي تضم لأول مرة الإسلاميين والعلمانيين والديمقراطيين معا، والمرشح المنسحب أحمد بن بيتور رئيس الحكومة الأسبق، بالإضافة إلى حركة بركات (يعني كفاية) وجبهة الرفض فضلا عن حركات محلية أعلنت رفضها لاستمرار بوتفليقة في الحكم.

وانضم إلى جبهة الرافضين لبوتفليقة الرئيس الجزائري السابق اللواء اليامين زروال (1994 - 1998) الذي دعا في رسالة إلى الجزائريين إلى إقامة نظام سياسي جديد يكون فيه التداول الحقيقي للسلطة منتقدا قيام بوتفليقة بتعديل الدستور العام 2008 والذي سمح له بالترشح لولايات رئاسية أخرى لم تكن تسمح بها الدساتير السابقة.

وحذر زروال من "الإستخفاف بالوضع الراهن والإعتقاد بأن الوفرة المالية يمكن لوحدها أن تتغلب على أزمة ثقة"، معتبرا أن "العهدة الرئاسية القادمة تعتبر الفرصة الأخيرة التي ينبغي اغتنامها لوضع الجزائر على درب التحول الحقيقي".

وأيد رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش رسالة زروال بشأن "التوجه نحو صيغة بناء مؤسساتي جديد".

ودعا حمروش في حوار لصحيفة (الخبر) الجزائرية سيصدر غدا الاثنين إلى "إبعاد عملية اختيار واجهة النظام (رئيس البلاد) من الدائرة الضيقة" أي صناع القرار.

واعتبر حمروش أن "الشرعية الوحيدة المعترف بها في الجزائر هي شرعية الجيش".

/مصدر: شينخوا/