تونس 20 إبريل 2014 / تتالت خلال الأيام الثلاثة الماضية محاولات الإنتحار حرقا في تونس بشكل لافت، وذلك للإحتجاج على تردي الأوضاع الإجتماعية، ولكن دون أن تثير الرأي العام والأوساط السياسية التي بدت مشغولة بأمور أخرى مرتبطة بالإستحقاق الإنتخابي المرتقب.
ووصف مراقبون عدم الإكتراث هذا بـ"المحير"، خاصة وأنه تم تسجيل ثلاث محاولات للإنتحار حرقا في غضون ثلاثة أيام دون أن يحرك ذلك ساكنا، فيما تسببت محاولة الإنتحار حرقا التي نفذها محمد البوعزيزي في 17 ديسمبر2010 في إندلاع موجهة إحتجاجات شعبية إنتهت بسقوط نظام بن علي في 14 يناير2011.
وكان مواطن تونسي قد أقدم مساء أمس السبت على إضرام النار في جسده أمام مقر حرس المرور بمدينة القيروان (وسط تونس)، إحتجاجا على حجز بضاعة على ملكه كان يعتزم بيعها.
وفي يوم الجمعة الماضي، أقدم سائق تاكسي من مدينة بنزرت في أقصى شمال تونس، على إضرام النار في جسده، إحتجاجا على حجز أعوان الأمن رخصة قيادته ما يعني توقفه عن العمل.
وفي صباح نفس اليوم، أقدم شاب تونسي على إضرام النار في جسده إحتجاجا على تردي وضعيته الإجتماعية، وذلك في خطوة أعادت إلى الأذهان حادثة محمد البوعزيزي الذي فجر "الثورة التونسية" في أعقاب محاولة إنتحاره حرقا.
وأقدم هذا الشاب (32 عاما) على فعلته وسط الشارع الرئيس لمدينة "منزل تميم" من محافظة نابل الواقعة على بعد نحو 60 كيلو مترا شمال شرق تونس العاصمة.
وتحولت محاولات الإنتحار حرقا في تونس إلى ما يشبه الظاهرة، حيث تزايد عددها بشكل لافت بعد سقوط نظام بن علي في 14 يناير 2011 في اعقاب حراك إجتماعي ساهم في إندلاعه محمد البوعزيزي عندما حاول الإنتحار حرقا في 17 ديسمبر 2010.
وكانت بيانات إحصائية رسمية قد أظهرت في وقت سابق أن معدل الانتحار حرقا في تونس يصل إلى 5 حالات كل شهر، حيث سجلت أعلى نسبة انتحار حرقا بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 40 عاما.
وأمام تزايد عدد المنتحرين حرقا في البلاد خلال الفترة الماضية بدأت بعض الجمعيات الأهلية في دق ناقوس الخطر، فيما تجاهلت الأحزاب السياسية هذه الظاهرة التي كانت في وقت سابق توظفها لتوجيه الإنتقادات لنظام الحكم في البلاد.
ودعت الجمعيات الأهلية إلى ضرورة معالجة هذه الظاهرة والكشف عن الدوافع التي تجعل شابا أو كهلا ينتحر بتلك الطريقة ، والعمل على إيجاد حلول جذرية للتصدي لمثل هذه الظاهرة المثيرة للدهشة والحيرة لأنها تعمقت بعد ثلاث سنوات من "ثورة رفعت شعار الحرية والكرامة".
وبحسب حسان القصار أستاذ علم الإجتماع بالجامعة التونسية، فإن الإنتحار حرقا هو بمثابة صرخة فرد في وجه المجتمع، بإعتبار أن هذا الفرد يئس من الوعود الزائفة التي رفعت إبان "الثورة" أو أثناء الحملة الانتخابية.
وأضاف في تصريحات إذاعية أن إصطدام الشباب بالواقع العام وبواقعهم الشخصي يدفع البعض منهم إلى وضع حد لحياتهم الميؤوس منها من خلال حرق ذواتهم كتعبير عن أعلى حالات الغضب من المجتمع ومن نخبته التي وعدتهم كذبا.
ولفت القصار إلى أن أغلب حالات الإنتحار حرقا في تونس كانت بسبب تفاقم الأوضاع والمشاكل الاجتماعية وانشغال المسئولين ورجال السياسة بتجاذباتهم السياسية والحزبية.
يذكر أن الإنتحار حرقا تحول في تونس إلى ظاهرة جدية باتت تؤرق الأطراف الإجتماعية الفاعلة في البلاد التي لا تتردد في التحذير من تداعياتها على تماسك الأسرة والمجتمع، لاسيما بعد تزايد الإحباط والإحتقان في البلاد.
/مصدر: شينخوا/
1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ arabic@peopledaily.com.cn آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn