تعليق: هل بلغت الحرب في سوريا "نقطة تحول" ؟

أشار بشار الأسد وبوضوح أمام عدد من الطلبة في دمشق مؤخرا أن الأزمة السورية قد بلغت "نقطة تحول" وأن الجيش النظامي بصدد كسب "الحرب ضد الإرهاب"، وقال زعيم حزب الله حسن نصر الله أن الستار انزل على مشهد الدعوة لتنحي الرئيس بشار الأسد ، وعلقت بي بي سي مؤخرا على أن بشار الأسد وقيادته سوف يستمرون في الوجود، والأمر واضح، ليس بالحاجة إلى أن يعلن عليه حسن نصر الله. كما يتوافق هذا مع آراء معظم المحللين والدبلوماسيين الغربيين الذين كانوا يسعون إلى تنحى نظام بشار الأسد، وأعضاء المعارضة الداخلية الذين يحتفظون اليقظة.

وتأتي تعليقات بشار الأسد بعدما أعادت قوات الحكومة السورية السيطرة على بلدة معلولة قرب الحدود مع لبنان من أيدي المعارضة. ويمثل استعادة السيطرة على معلولة انتصار كامل للقوات الحكومة السورية في معركة خط الوسط. ويبدو أن هذا العمل العسكري يأتي ضمن إطار إستراتيجية ناجحة تنفذها الحكومة السورية.

يرى مراقبون ساحة المعركة في سوريا منذ الربيع الماضي، أن قوات الحكومة السورية تنفذ إستراتيجية "الانسحاب من الشمال والجنوب وفرض سيطرته على الوسط". وإن الهدف الرئيسي وراء الهجمات المتزايدة التي تشنها القوات الحكومية السورية على مدينة حلب ومناطق الريف الشمالي ومدن حدودية تركية، ومناطق الحدود الأردنية السورية ليس من اجل السيطرة. كما أن القوات الحكومية السورية غير مبالية تماما بمدينة دير الزور الواقعة في شمال سوريا، والمناطق الكردية الحدودية الشمالية الشرقية المُحاذية لتركيا، والسماح للقوى الثلاث السيطرة على الوضع.

لقد كان الشعور بالإحباط وراء مثل هذا الترتيب أصلا. فبالرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها القوات الحكومية السورية إلا أنه لا تزال بعيدا على منع النشطاء من الجيش الحر المسيطر على قرية حدودية مع تركيا، وما يسمى بالمتمردين المعتدلين على المنطقة الحدودية مع الأردن الدخول إلى سوريا. ومع ذلك فإن الجهود المتواضعة في المنطقتين لصالح القوات الحكومية السورية خارج التوقع. أولا، تحول المناطق الشمالية التي تسيطر عليها المعارضة السورية إلى ملاذ آمن للإرهابيين اثر سلبا على المعارضة وأدى إلى الاقتتال الداخلي. بالإضافة إلى ذلك، يثير تزايد مشاكل الانفصاليين الأكراد في تركيا. ثانيا، يمكن للقوات الحكومية السورية السيطرة على خط الوسط.

فرصة " ضرب الشمال والجنوب" لم تحن بعد

بداية الضرب من الحدود السورية مع لبنان هو الخيار الأفضل للقوات الحكومية. أولا، عدم وجود أي قاعدة عسكرية أمريكية هناك، حيث انسحبت قوات أمريكا بعد الانفجار الذي نفذته القوات الشيعية اللبنانية المسلحة طالت الثكنات الأمريكية المتمركزة في لبنان عام 1980. ثانيا، تعتبر منطقة تمركز العلويين. ثالثا، تأثير حزب الله الشيعي في المنطقة كبير جدا. علاوة على ذلك، فإن تنسيق القوات الحكومية السورية مع حزب الله صاحب الخبرات في محاربة إسرائيل بديل جزئي. لذلك، فإن صعوبة سيطرة المعارضة السورية على المنطقة الحدودية مع لبنان ،سوف يمكن الحكومة السورية على سيطرة على الحاجز من دمشق إلى طرطوس اللاذقية والمدن الساحلية الأخرى دون عائق، وتحقيق إمكانية وصول المساعدات العسكرية الاقتصادية التي تقدمها روسيا إلى هناك. ومن المتوقع أن تعتمد القوات الحكومية السورية على هذه المنطقة في حملتها في الشمال والجنوب مستقبلا.

ترى القوات الحكومية السورية أن القوة غير كافية وحتى الوقت المناسب لم يأتِ بعد لشن الهجوم الآن. وإن المعارضة المسلحة في الشمال قوية لكنها تقاتل بعضها البعض، ويسمح لها الاقتتال الداخلي. وسيطرة القوات الحكومية السورية على منطقة إستراتيجية قرب من ديره قد يؤدي إلى التدخل الأمريكي، لأن لديها قوات متمركزة في الحدود الأردنية السورية، ومهمتها الرئيسية منع انتشار الحرب إلى الأردن. ومن ناحية أخرى، هناك أصوات مختلفة في الأردن تؤيد المعارضة السورية، إلا أن المعارضة المسلحة السورية بطيئة في شن الهجوم في المنطقة الجنوبية. وبالتالي فإن بشار الأسد يرغب الانتظار ومراقبة المعارضة في الجنوب.

ومن المتوقع أن يكون تأثير الانتخابات الرئاسية في شهر يونيو مباشرا على نقطة التحول في الأزمة السورية. وقد أشار بيرجي باروبيك رئيس الحزب الاجتماعي الديمقراطي التشيكي إلى أن بشار الأسد يحظى بدعم غالبية الشعب السوري. وبغض النظر عن الانتخابات أو استمرار القتال فإن الموازين تميل نحو اتجاه فوزه.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/