القدس 27 أبريل 2014 / بعدما أعلنت حركة فتح التي يتزعمها رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس أنها ستشكل حكومة وحدة وطنية مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ردت إسرائيل بتعليق محادثات السلام.
وبرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القرار بالقول إن عباس كان عليه ان يختار بين صنع السلام مع إسرائيل أو صنع السلام مع حماس التي تقول إسرائيل إنها منظمة إرهابية.
ومع ذلك قال خبراء في السياسة الخارجية الإسرائيلية بالمعهد الإسرائيلي للسياسة الخارجية الإقليمية بالجامعة العبرية في القدس إن حكومة وحدة فلسطينية لديها القدرة على أن تكون تطورا إيجابيا لإسرائيل وعملية السلام.
وقال رئيس المعهد الدكتور نمرود جورين لوكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم الأحد "بشكل عام مفهوم المصالحة بين حركتي فتح و حماس ووجود قيادة فلسطينية موحدة شرط مسبق ضروري لأي احتمال لتنفيذ حل الدولتين. "
وأضاف جورين أنه حتى أثناء عملية أنابوليس للسلام من 2008 إلى 2009 بعد سيطرة حماس على قطاع غزة كان الفلسطينيون و الإسرائيليون يتحدثون فقط عن اتفاق رمزي أوضح أنه من دون قيادة موحدة لم يكن هناك مجال لإسرائيل لأن تتخلى عن كل ما عليها أن تتخلى عنه.
وقال البروفيسور موشيه ماعوز من الجامعة العبرية في القدس إن اتفاق حكومة الوحدة فرصة للتوصل إلى اتفاق مع الشعب الفلسطيني بأكمله إذا كانوا سيعترفون بإسرائيل ويدينون الإرهاب. "
وأضاف ماعوز "هذا هو ما تعلن إسرائيل أنها تريده. كانت منظمة التحرير الفلسطينية ذات يوم أيضا منظمة إرهابية . بالنسبة لحماس وهي منظمة دينية سيكون التحول أكثر صعوبة لكن حماس حاليا في موقف ضعيف."
رد الفعل الإسرائيلي
وانتقد ماعوز رد فعل الحكومة الإسرائيلية وقال إن إسرائيل لا ينبغي أن تدين اتفاق المصالحة. وأضاف "ما البديل الآخر لدينا؟ القتال لمدة 50 عاما أخرى؟ نحن دولة قوية يمكن أن تكون أكثر مرونة بشأن هذه المسألة وينبغي إعطاء هذه المناسبة فرصة."
من جانبه قال جورين إنه بالإشارة إلى أن الحكومة الإسرائيلية تعارض ذلك كثيرا وهذه ليست المرة الأولى فإنها تستخدم نفس المصطلحات حول احتمال الوحدة الذي استمعنا إليه في محاولات سابقة من فتح وحماس للتوصل إلى اتفاق حتى عندما لم ينفذ الاتفاق.
وأضاف جورين أنه إذا كنت تريد حقا التوصل إلى اتفاق سلام فعلى السياسة الإسرائيلية أن تتخذ قرارات صعبة.
حماس اليوم ليست حماس الأمس
كانت العداوة بين فتح وحماس مريرة منذ تولي حماس السيطرة على قطاع غزة في عام 2007 بعد اقتتال لفترة وجيزة انتهى بسحب فتح لقواتها الأمنية من المنطقة الساحلية. وكانت هناك محاولات عدة في الماضي للتوسط بين الجانبين وكان هناك اتفاق لإجراء انتخابات وبمجرد انتقال الاتفاق من الورق إلى التغيير على أرضي الواقع انهار الاتفاق.
لكن هذه المرة قد تكون مختلفة إذ شهدت حماس عددا من التغييرات في غزة والمنطقة. وبعد تولي المنظمة السيطرة على قطاع غزة في عام 2007 بدأت في بناء دولة الأمر الواقع.
وبينما لم تتخل حماس عن مبدئها لتدمير إسرائيل بسبب أعمال العنف انخرط الاثنان في حربين منذ عام 2007 وادركت أن محاربة إسرائيل كمنظمة إرهابية ومحاربة إسرائيل كدولة شيئان مختلفان. لا سيما حقيقة أنها تحتاج الآن إلى الاعتناء بكل سكان غزة وليس أعضائها فقط.
كما تأثرت مكانة حماس بعدد من التطورات الإقليمية. وقد اضطرت المنظمة إلى ترك مقرها في سوريا بعد أن اختلفت مع النظام السوري وإيران بسبب الحرب الأهلية في سوريا.
وحماس منظمة إسلامية سنية بينما معظم قوات المعارضة التي تقاتل الرئيس السوري بشار الأسد من العلويين. وبالإضافة إلى فقدان التوازن في سوريا فقدت حماس دعمها من مصر بعد ان اطاح الجيش المصري بحكم الإخوان المسلمين في عام 2013 .
وتنبثق حركة حماس من جماعة الإخوان المسلمين والحكومة الحالية في مصر تعتبر المنظمتين أعداء للدولة.
لذلك ليس هناك أي شك في أن حماس أضعف الآن وإذا استطاع عباس أن يحقق وعده بأن تعترف حماس بحق إسرائيل في الوجود فيمكن لحكومة وحدة بالفعل أن تتخذ خطوة إلى الأمام نحو السلام. لكن بدلا من ذلك استخدمت الحكومة الإسرائيلية ذلك ذريعة لتعليق المفاوضات.
ومع ذلك قال جورين إن توقيت طلب عباس للمصالحة مؤسف لأن المفاوضين كانوا يحاولون إيجاد صيغة لتمديد المحادثات التي توقع الجميع أن يحدث.
/مصدر: شينخوا/
1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ arabic@peopledaily.com.cn آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn