سوريا تعلن حمص القديمة " آمنة "وخالية من المسلحين والجيش يعثر على مقابر جماعية بداخل أحيائها

دمشق 9 مايو 2014 / أعلن محافظ حمص طلال البرازي يوم الجمعة أن مدينة حمص القديمة أصبحت " آمنة " وخالية من السلاح والمسلحين، داعيا الاهالي الى الرجوع الى منازلهم ، في حين عثر الجيش السوري خلال تمشيطه للأحياء التي كانت تسيطر عليها المعارضة المسلحة في حمص القديمة، على مقابر جماعية ومشافي ميدانية ومعامل للعبوات الناسفة، وبذلك تكون حمص القديمة بدأت تتنفس الصعداء، بعد أن تكون معقلا مهما للمسلحين، و" عاصمة للثورة السورية " كما يطلقون عليها .

ونقلت وكالة الانباء السورية (سانا) عن البرازي قوله في تصريح له إنه " بعد عمليات التفتيش وإزالة الألغام والعبوات الناسفة تم السماح لأهالي أحياء الحميدية والورشة وبستان الديوان وباب هود في المدينة القديمة بالدخول إليها وتفقد ممتلكاتهم ومحلاتهم التجارية ".

وبين أن وحدات الهندسة في الجيش السوري تستكمل عمليات التفتيش في حيي جورة الشياح والقصور اللذين كانت تسيطر عليهما المعارضة المسلحة، على أن يتم السماح لأهالي هذين الحيين بالدخول إليهما عند الانتهاء من هذه العمليات.

وأشار محافظ حمص الى أنه تم توجيه دعوة إلى جميع الفعاليات التجارية ومواطني حمص القديمة لمراجعة قسم شرطة حي الحميدية من أجل تسهيل عملية دخولهم إلى المدينة القديمة، لافتا إلى أن عمال المؤسسات الخدمية في المدينة القديمة نفذوا يوم عمل طوعي يوم الجمعة للإسراع بإعادة هذه المؤسسات إلى وضعها الطبيعي.

ويرى مراقبون أن ما جرى في حمص القديمة "إنجازا مهما" ، وذلك من أجل إتمام اتفاق المصالحة بجهود مئات الشخصيات ، مشيرين إلى أن هذا يمهد الطريق أمام إجراء الانتخابات الرئاسية بشكل ميسر وسهل.

ووصل المئات من المسلحين إلى الدار الكبيرة، بعد أن نقلتهم 24 حافلة على 5 دفعات. وقد تزامن هذا الخروج مع الإفراج عن 3 دفعات من المختطفين لدى مسلحي المعارضة.

وأشار ناشط سوري لوكالة ( شينخوا ) بدمشق أن العلم السوري رفع في ساحة الساعة بحمص القديمة، بدأت وحدات الهندسة التابعة للجيش السوري بدخول الأحياء التي كان يتمركز فيها المسلحون، لتمشيطها وتفكيك العبوات الناسفة والمتفجرات في المنطقة، مبينا أن المرحلة التالية بعد ذلك، ستكون العمل على إعادة تأهيل البنى التحتية، التي تحتاج إلى مزيد من الجهد وخاصة بعد الدمار الهائل الذي لحق بأحيائها.

ومن جانبه أعلن مصدر عسكري أن وحدات من الجيش والقوات المسلحة عثرت على عدد من المقابر الجماعية وبعض الجثث المحروقة وعدد من المستشفيات الميدانية ومعامل لتصنيع العبوات الناسفة وأنفاق في أحياء باب هود والقرابيص وجورة الشياح والخالدية بمدينة حمص القديمة.

وأضاف المصدر إن وحدات الجيش عثرت على شبكة كبيرة من الأنفاق تمتد تحت الشارع الرئيسي لحي القرابيص وتحت المنازل السكنية باتجاه منطقة البساتين وفككت عددا من العبوات الناسفة.

كما عرض التلفزيون الرسمي السوري صورا لمئات من المواطنين في حمص وهم يسيرون في أحياء حمص القديمة، ويتفقدون منازلهم التي تحولت إلى ركام ، وبات المدينة وكأنها "مدينة أشباح " تنعدم فيها كل مقومات الحياة.

وكانت آخر دفعة من المقاتلين المعارضين، خرجت الخميس، من أحياء حمص القديمة، باتجاه الريف الشمالي بحمص، تزامنا مع وصول مساعدات إنسانية إلى نبل والزهراء المحاصرتين من قبل مقاتلين معارضين بريف حلب الشمالي، وذلك ضمن اتفاق الهدنة القاضي بخروج مقاتلي المعارضة من أحياء المدينة.

وشهدت أحياء محاصرة بحمص القديمة في الفترة الأخيرة تصاعدا في الاشتباكات بين مقاتلي المعارضة والجيش ترافقت بقصف جوي ومدفعي، فيما وقعت تفجيرات بسيارات مفخخة في أحياء قريبة منها، ما أوقع عشرات القتلى والجرحى، وتبنت "جبهة النصرة" عددا منها.

/مصدر: شينخوا/