ولي العهد السعودي يطالب بصياغة سياسات ومواقف مشتركة للتعامل مع التطورات الجديدة بالمنطقة

الرياض 14 مايو 2014 / قال ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز اليوم (الأربعاء) إن التطورات الأمنية الجديدة في منطقتنا تتطلب صياغة سياسات ومواقف مشتركة تستجيب للتحديات الأمنية في مختلف أنواعها.

وأضاف الأمير سلمان، في كلمة افتتح بها الاجتماع التشاوري الأول المشترك بحضور وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل في جدة، "يأتي في مقدمة ذلك الرقي بمستوى التنسيق والتعاون بين قطاعات الدفاع بدول المجلس وفي الدول الصديقة التي يهمها أمن الخليج واستقراره".

وأكد أن الولايات المتحدة الأمريكية في مقدمة هذه الدول المعنية بالأمن في المنطقة، معربا عن الامل بأن تأخذ في حساب معادلاتها الأمنية والسياسية التهديدات المتنامية لأمن الخليج ودوله بما في ذلك مساعي بعض دول المنطقة لتغيير توازن القوى الإقليمي لصالحها وعلى حساب دول المنطقة.

وأشار الأمير سلمان إلى أنه برزت في السنوات الأخيرة بالمنطقة العربية تحديات أمنية عديدة وخطيرة يأتي في مقدمتها الأزمات السياسية التي تعصف في بعض الدول العربية والسعي لامتلاك أسلحة الدمار الشامل وتدخل بعض الدول في شئون دول المجلس، وتنامي ظاهرة الإرهاب.

واعتبر هذه التحديات الامنية تشكل مصدر خطر لدول وشعوب المنطقة مما يفرض عليها مضاعفة الجهود وتنسيق المواقف لتحقيق متطلبات أمن دول المجلس واستقرار المنطقة، محذرا في الوقت نفسه من أن التحديات الأمنية سواء كان مصدرها أزمات داخلية أو تطلعات غير مشروعة لبعض دول المنطقة لها تداعيات ليس على دول المجلس فحسب وإنما على الأمن والسلام الإقليمي والعالمي.

وشدد الأمير سلمان على أن هذه المخاطر الامنية تجعل مسئولية أمن الخليج ودوله مسئولية مشتركة بين دول المجلس والمجتمع الدولي وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية نظرا للترابط الاقتصادي والأمني بينها وبين دول مجلس التعاون، والتزام الولايات المتحدة الأمريكية الدائم بتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأوضح ولي العهد السعودي أن الاجتماع المشترك يهدف لبحث وجهات النظر حول أطر التعاون فيما بين الجانبين بما يخدم المصالح المشتركة ويحقق تطلعات قادة دول المجلس وشعوبها ويساهم في تعزيز الأمن الإقليمي والسلام العالمي.

وأكد أهمية الاجتماع الذي يعقد في ظروف بالغة الأهمية وتهديدات متنامية لأمن واستقرار المنطقة تحتم التواصل وتبادل وجهات النظر مع الأصدقاء وذلك بغية تنسيق المواقف والسياسات والخطط الدفاعية لدول المنطقة تجاه كل مستجد أو طارئ وفق المنظور الخليجي المشترك.

وأعرب عن سعادته بمشاركة وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل الذي تربط دول الخليج بحكومة بلاده علاقات تاريخية وإستراتيجية ساهمت في تعزيز أمن الخليج واستقرار المنطقة.

ورأى الأمير سلمان أن ما يحدث في المنطقة من معاناة قاسية للشعوب وهدم لمؤسسات الدول وتدمير لكياناتها سيكون له تداعيات على المنطقة والمجتمع الدولي وأبرزها ظاهرة الإرهاب، معتبرا التردد والحذر في التعامل مع الأزمات الإقليمية من شأنه أن يزيد من معاناة الشعوب ومن تدمير الدول وإن المواقف الشجاعة هي دائما التي تحدد مسار التاريخ وتنقذ الأمم.

وكان وزير الأمريكي تشاك هيجل قد وصل أمس الثلاثاء إلى مدينة جدة بالتزامن مع وصول وزراء الدفاع بدول مجلس التعاون الخليجي لعقد هذا الاجتماع التشاوري المشترك الذي يعد الأول من نوعه بين الجانبين وسط توقعات بانه يهدف إلى طمأنة دول الخليج بان الولايات المتحدة الامريكية ملتزمة بتعهداتها تجاه أمن واستقرار دول المنطقة.

/مصدر: شينخوا/