بكين   مشمس -2/-10 

صور ساخنة

أخبار متعلقة

  1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻

تعليق:العالم في حاجة إلى تعاون إستراتيجي صيني روسي

2012:12:25.15:15    حجم الخط:    اطبع

صحيفة الشعب اليومية ـ الصادرة يوم 25 ديسمبر عام 2012- الصفحة رقم: 03

لاتكمن أهمية التعاون الإستراتيجي الصيني الروسي في التنسيق و التوافق الثنائي على مستوى معالجة بعض الشؤون الدولية فحسب، بل أهميته أكبر في صد إندفاع بعض الدول إلى تغيير قواعد اللعبة كماتشاء.

عند التأمل في الأحداث الدولية المعقدة التي جرت في عام 2012 الذي شارف على نهايته، نرى بوضوح أن التعديل الذي طرأ على العلاقات بين الدول الكبرى قد أحدث تأثيرا عميقا على البنية الدولية. وإجمالا يمكن القول، أن هذه العلاقة تميزت أساسا بتزامن التعاون والتبعية المتبادلة وكذلك الكبح والتنافس.

لا أحد يرغب في تحدي الكلمة المفتاح في نظريات العلاقات الدولية --"المصلحة الأزلية"--. لكن إذا كان الجميع في وقت وحدث يلجؤون إلى الحكم والإختيار من هو الصديق ومن هو المنافس، فإن الأبعاد الإستراتيجية الواضحة بين الدول الكبرى ستفقد فاعليتها الحقيقية.

لقد إنتبه الرأي العام الدولي إلى الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني شي جين بيغ عندما إلتقى الضيف الروسي في 19 ديسمبر الحالي قد أشار بوضوح إلى أن الصين ترى في روسيا أهم شريك إستراتيجي، وترغب في أن تعمل مع روسيا سويا من أجل حماية وتطوير مختلف مجالات التعاون الإستراتيجي وعلاقات الشراكة بين البلدين. وفي 20 ديسمبر، وعلى هامش أول مؤتمر صحفي رئاسي له بعد توليه رئاسة روسيا من جديد، أكد بوتين خلال المؤتمر الصحفي على أن العلاقات الروسية الصينية توجد في أعلى مستوى لها في الوقت الحالي، كما هناك توافق فعال بين البلدين على صعيد الشؤون الدولية، وقال بأن على البلدين مواصلة تعزيز التعاون بينهما في مختلف المجالات.

ماهو مصدر إستقرار العلاقات الصينية الروسية؟ وماهي الطاقة التي سيضيفها التعاون الإستراتيجي الصيني الروسي للعالم؟

إن الحجر الأساس للإستقرار هو الثقة الإستراتيجية المتبادلة، والشعور بالثقة في حاجة إلى دعم التعاون الفعلي، وفي حاجة إيضا إلى تطوير التفاهم والتوافق الإستراتيجي. والمهمة الأهم بالنسبة للبلدين هي مواصلة تطوير القدرات الذاتية للدولة، وتحقيق هدف الدولة القوية والشعب الثري. لكن هدف الدولة القوية والشعب الثري ليس من أجل التغني بالقوة وممارسة الهيمنة، بل من أجل البقاء والتطور داخل نظام دولي أكثر عدلا وإنصافا. أما إذا لم يكن هناك مستوى كافيا من الثقة في إستراتيجية نمو الطرف المقابل، فسيستحيل على الصين أوروسيا أن تريا في نمو كل منهما فرصة للآخر، ومن غير الممكن مواصلة رفع مستوى التعاون البراغماتي، أو التنسيق والتعاون الإستراتيجي داخل البيئة الدولية المعقدة.

لاتكمن أهمية التعاون الإستراتيجي الصيني الروسي في التنسيق و التوافق الثنائي على مستوى معالجة بعض الشؤون الدولية فحسب، بل أهميته أكبر في صد إندفاع بعض الدول إلى تغيير قواعد اللعبة كماتشاء.

وعلى الصعيد الدولي، وما إن خمدت نار الحرب في ليبيا حتى إشتعلت في سوريا، ما أحدث حالة إستنفار قصوى لدى الناس جميعا. وقد أثبتت الحرب التي لاتزال رحاها تدور إلى الآن، أن عدم إستقرار البنية الدولية هو الذي دفع بالوضع إلى الإنزلاق إلى المستوى من السوء. ولولا الدور الفعال الذي لعبته الصين وروسيا معا، لأصبح تغيير أنظمة دول مستقلة ذات سيادة عبر التدخل الخارجي قواعد جديدة للعبة. عالم كهذا لاشك بأنه خطير، ولاشك بأن الدول الخارجة على إطار "محددي اللعبة" لن تشعر بالأمان. وربما يحتاج الكثير من الناس إلى سنوات أخرى للتعرف بوضوح على أهمية التنسيق والتعاون الإستراتيجي الصيني الروسي في العام 2012. لأن التعاون الإستراتيجي الصيني الروسي يحمي القواعد الأخلاقية للعلاقات الدولية، ويمثل قوة حقيقية للسلم والنماء.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/

تعليقات