صحيفة الشعب اليوميةـ الصادرة يوم 18 يناير عام 2013- الصفحة رقم:03
تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما منذ توليه مهام الرئاسة بتحقيق استراتيجية اعادة التوازن والارتقاء بالدور الدبلوماسي الامركي. وبالرغم من أن ادارة اوباما اشارت الى "العودة إلى آسيا"، ثم إلى "التوجه نحو الشرق"، ومن ثم "إعادة التوازن في آسيا" في اوائل عام 2012، لكن لم تتغير المحور الجوهري، وهو التركيز على الموارد المحدودة نسبيا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ التي تهم بالتنمية المستقبلية للولايات المتحدة، لمحافظة على هيمنتها في المنطقة والفوز بحصة اسهم النمو الاقتصادي السريع في المنطقة للرد على تصاعد مجموعة الاقتصادات الصاعدة خاصة الصين، في الخلفية التي تتغير فيها انماط القوات الدولية، وسير الولايات المتحدة الحتمي في الانكماش الاستراتيجي.
إن اهتمام الولايات المتحدة بمنطقة آسيا ليست وليدة عهد باراك اوباما بل هي اهم نقطة في استراتيجيتها في العالم. فبعد الحرب العالمي الثانية اسست الولايات المتحدة قواعد عسكرية عديدة في المنطقة وانشأت محميات كثيرة منها المحمية اليابانية الامريكية والكورية الجنوبية الامريكية، كما أن التحالف الامريكي ـ الاسترالي اصبح جوهر التحالف الثنائي. كما لم يتم تجاهل منطقة المحيط الهادئ بعد نهاية الحرب الباردة من الرئيس بوش حتى الرئيس كلينتون.ومن أهم ملامح استراتيجية اعادة التوازن:ـ
أولا،زيادة مكانة آسيا في استراتيجية الولايات المتحدة في العالم بما لم يسبق له مثيل، حتى اصبح من الاتجاهات الرئيسية.
ثانيا،اظهرت استراتيجية اعادة التوازن كيان واحد لم يسبق له مثيل في ثلاث جوانب، الدبلوماسية السياسية والاقتصاد والعسكري.
ثالثا،علمية اعادة التوازن لن تحقق للولايات المتحدة فقط مكاسب الموارد المخزونة، بل تستطيع ايضا توسيع نطاق توسعها في المنطقة.
رابعا،ممارسة الولايات المتحدة ما يسمى " القوى الذكية" في الحالات السيئة نسبيا.
يعتزم الرئيس باراك أوباما اجراء تعديلات في آسيا والمحيط الهادئ في الوقت المناسب في ولايته الثانية، مما قد تتفرع سياسية الولايات المتحدة المستقبلية في آسيا والمحيط الهادئ الى ثلاث اتجاهات اساسية:ـ
إن اعمق ما تقوم به الولايات المتحدة هو التدخل في سعي الصين وبعد الدلو المجاورة لعدم المنافسة في المياه والاراضي الاقليمية. حيث أن تدخل الولايات المتحدة في الصراع بين الصين والبلدان المحيطة بها قد يكون مهم جدا في تحقيق استراتيجية اعادة التوازن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ولكن آثاره السلبية بدأت تظهر. حيث يدرك الجانب الامريكي أن التدخل في القضايا الاقليمية والمياه الاقليمية بين الصين والبلدان المجاورة، والتحيز الواضح في المواقف قد يرسل اشارة خاطئة الى البلدان المعنية، ويعمل ايضا على زيادة مخاطر تورطها في النزاع وايذاء نفسها في نهاية المطاف. وتحقيقا لهذه الغاية، من المرجح أن تستمر ادارة اوباما التدخل في النزاع لتتفيذ استراتيجة اعادة التوازن خلال فترة ولايته الثانية، لكن سوف تبقى حذرة نسبيا في مدى التدخل، وسوف تكون المنافسة بين الصين وحلفاء وشركاء الولايات المتحدة في الصدارة. كما سوف تستفيد الولايات المتحدة من مزايا الاستراتيجية الهائلة لدعمهم.
تعتبر منطقة المحيط الهادئ الهدف الرئيسي من عودة ادارة اوباما الى آسيا والحيط الهادء خلال فترة ولايته الاولى. وإن الزيارة التاريخية التي قام بها باراك اوباما الى ميانمار خلال فترة ولايته الثانية أو الزيارة المشتركة التي قامت بها وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا الى استراليا جميعها كانت لمواقع مثيرة للاهتمام. وإن مهما كانت ميانمار او استراليا فكلاهما من البلدان المهمة في المحيطين الهندي والهادي. ومن منظور اعادة اوباما فإن زاوية التخطيط في منطقة آسيا والمحيط الهادئ هي الاوسع في التخطيط الاستراتيجي في المحيطين.
وإضافة الى التركيز العسكري والدبلوماسي، فإن هناك المزيد من التركيز ايضا على الادوات الاقتصادية. وقد كانت العودة الدبلوماسية و العسكرية في اوجها خلال فترة رئاسة اوباما الاولى، كما أن الآثار العسكرية والدبلوماسية كانت اكثر وضوحا، واصبحت المشاكل الاقتصادية لوحة قصيرة نسبيا لاستراتيجية " اعادة التوازن ". ومن المحتمل أن يبذل اوباما خلال فترة رئاسته الثانية جهودا كبيرة لتحقيق التكامل الاقتصادي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
إقرا المزيد من تعليقات خاصة لصحيفة الشعب اليومية أونلاين
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn