تعليق: إطلاق سراح الإمكانات الهائلة الكامنة في القارة الإفريقية

صحيفة الشعب اليومية ـ الصادرة يوم 29 مارس عام 2013- الصفحة رقم:03

تتمتع مجموعة بريكس والدول الإفريقية بمجموعة واسعة من المصالح والطموحات المشتركة. وإن نهضة إفريقيا تمثل فرصة لدول بريكس، كما تعتبر تنمية دول بريكس فرصة لإفريقيا أيضا. ومنتدى الحوار الأول بين قادة دول بريكس والدول الإفريقية يجسد هذه الفكرة، حيث ناقش الزعماء كيفية تعزيز التعاون بين الطرفين في مجال البنية التحتية.

لقد أصبحت إفريقيا بصفتها "أرض الآمل" و"بقعة ساخنة للتنمية" واحدة من الاقتصادات الأسرع نموا في العالم. لكنها لا تزال تواجه تحديات بناء البنية التحتية نظرا لعدم وجود تمويل طويل الأجل واستثمارات أجنبية مباشرة وخاصة انعدام الاستثمارات في سوق رأس المال. ويعتقد ويلو ماشاليا خبير السياسة الخارجية الكينية، أن عدم كفاية في البنية التحتية أهم التحديات التي تواجهها التنمية في إفريقيا، حيث أن نقص في الطرق السريعة، والسكك الحديدية والمطارات يحد من إمكانات التنمية الاقتصادية الإقليمية.

تعتمد التنمية المستقبلية لإفريقيا على قدرة البلدان الإفريقية على إنشاء آليات العمل المشترك لتعزيز التكامل الاقتصادي الإفريقي. وإن القدرة على الذهاب بخطوات اكبر بكثير في طريق الوحدة الإفريقية، وإحياء الحلم الإفريقي والبر الرئيسي، سوف يلعب دور هام في بناء البنية التحتية. كما يساعد تنفيذ برنامج الطرق السريعة للنقل بين الحدود والاتصالات وغيرها من المجالات الأخرى على نطاق واسع في توسيع السوق الإفريقية، وتسريع عملية التكامل الإفريقي.

إن حكومة وشعب الصين يؤيدان بحزم، اتخاذ إفريقيا نهج أكثر جرأة في طريق الوحدة الوطنية، من اجل الاستمرار في تعزيز السلام والتنمية في إفريقيا إلى مستوى جديد.و في إطار التعاون بين جنوب جنوب، تدعم الصين التكامل الإفريقي من خلال تعزيز البنية التحتية في إفريقيا. والصين مستعدة للعمل مع البلدان الإفريقية لإنشاء شركات متعددة الجنسيات لبناء البنية التحتية، ومساعدة إفريقيا على العمل المشترك لاستكشاف الموارد، والتخطيط ودراسة الجدوى والتصميم، و أعمال تحضيرية أخرى، وتقوم الصين كل عام بتدريب حوالي 300 إداري وموظف تقني في مجال البنية التحتية. والصين تشجع الشركات الصينية والمؤسسات المالية مشاركة في إدارة عمليات بناء البنية التحتية العابرة للبلدان في افريقيا من خلال الاستثمار والتمويل والمساعدة والتعاون وغيرها من الطرق الأخرى.

لقد أصبحت الصين في السنوات الأخيرة، نقطة جذب رئيسية لنمو الاستثمارات في أفريقيا. وحتى العام الماضي، بلغ مجموع الاستثمارات الصينية المباشرة في إفريقيا أكثر من 15 مليار دولار. وتركز الاستثمارات الصينية في أفريقيا على تحسين وتنمية القدرات الإفريقية الذاتية، كما سوف تركز الاستثمارات على تطوير البنية التحتية في إفريقيا، تعزيز إمكانات التنمية الاقتصادية في إفريقيا. وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية في مقال نشرته مؤخرا، أن الاستثمارات الصينية في إفريقيا حسنت مستوى التوظيف، وعززت نموها الاقتصادي، وجلبت لإفريقيا آمالا جديدة.

وإن الصين في الوقت الذي تواصل تنمية الاقتصاد المحلي، سوف تستمر في تقديم الأفضل لدعم ومساعدة الأصدقاء الأفارقة. وفي ظل التحسين المستمر للاقتصاد الصيني والقوة الوطنية الشاملة، سوف تواصل الصين تقديم ما ينبغي لتنمية إفريقيا،دون أي شروط سياسية. والصين طالما أنها قطعت عهدا على نفسها فسوف تلتزم بتنفيذه.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/