يعد "الخيار صفر"، الذي أعلنه الرئيس الأمريكي باراك أوباما ويعني في الحقيقة عدم ترك أية قوات أمريكية في أفغانستان بعد عام 2014، وسيلة للضغط على حكومة الرئيس الأفغاني حامد قرضاي للموافقة على الاتفاق الأمني المثير للجدل مع الولايات المتحدة والذي سيحكم العلاقات الأمنية الأفغانية-الأمريكية بعد انسحاب القوات الأجنبية من البلاد في عام 2014.
وقد صرح فايز الله جلال الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي بكابول لوكالة أنباء ((شينخوا)) "نظرا لأنه لم يعد يخفى على أحد أن طالبان والقاعدة وغيرهما من الجماعات المسلحة مازالت نشطة وأن انسحاب القوات الأمريكية في هذه المرحلة يمهد الطريق لعودة طالبان إلى السلطة وهو أمر لا يقبله الأفغان، فمن الواضح أن واشنطن تمارس من هذا المنطلق ضغطا على كابول".
وقال جلال إنه مع تزايد حركة التمرد التي تقودها طالبان في أفغانستان، يبزر أيضا خلاف بين واشنطن وكابول حول كيفية التعامل مع الوضع الأمني حيث ترى واشنطن أن الرئيس قرضاي أخفق في كبح الفساد ومكافحة الاتجار في المخدرات وإقامة حوكمة جيدة في البلاد.
وكانت أفغانستان والولايات المتحدة قد وقعتا اتفاقية شراكة إستراتيجية في مايو 2012، ما سيمهد الطريق لتوقيع اتفاق أمني بين البلدين.
وتجرى واشنطن وكابول محادثات منذ أواخر العام المنصرم لتجاوز العقبات وتوقيع الاتفاق الأمني المثير للجدل، الذي يعرف باسم الاتفاق الأمني الثنائي، لإضفاء الشرعية على وجود قوات أمريكية محدودة في أفغانستان فيما بعد عام 2014 عندما ستغادر البلاد قوة المساعدة الأمنية الدولية بقيادة الناتو (إيساف) وقوامها حوالي 100 ألف جندي.
بيد أن الرئيس قرضاي قام بتعليق المحادثات في أعقاب فتح مكتب طالبان في قطر في يونيو، متهما الولايات المتحدة بمحاولة تهميش الحكومة الأفغانية في عملية السلام الوطنية. وأصر قرضاي على أن أية مفاوضات سلام مع طالبان لابد أن تكون "مفاوضات يقودها الأفغان ويملكونها". وقال جلال "ليس من الصعب تصور أنه مع انسحاب القوات الأمريكية وقوات الناتو من أفغانستان، ستنزلق البلاد في حرب أهلية دامية".
وذكر جلال إنه بدون الدعم الأمريكي، ستصبح قوات الأمن الأفغانية الوليدة معرضة لخطر التفكك، مضيفا أن الحكومة التي تواجه عسرة مالية قد لا تستطيع حتى دفع رواتب الجنود.
وأضاف أن انسحاب القوات الأمريكية كاملة من أفغانستان سيعنى أيضا انسحاب الدعم الذي يقدمه المجتمع الدولي لإعادة أعمار البلاد.
وفي معرض إعرابه عن وجهة نظر مماثلة، يرى المحلل المحلي نزاري برياني مدير تحرير صحيفة ((ماندجار)) أن انسحاب القوات الأمريكية سيمهد الطريق لعودة طالبان إلى السلطة وقد يقود في نهاية المطاف إلى عودة الاقتتال الطائفي في البلاد . وقال برياني "بالرغم من أن الخيار صفر الذي طرحه الرئيس أوباما يعد تحذيرا للرئيس قرضاي بأن يوقع على الاتفاق الأمني الثنائي وإلا ستغادر القوات الأمريكية البلاد وتتركها وحدها، إلا أنه لا ينبغي على قرضاي أيضا أن يسيء التقدير بأن الولايات المتحدة بحاجة إلى اتفاق أمني مع أفغانستان، وإلا سيتكرر الوضع العراقي في أفغانستان"، مشيرا إلى إخفاق الولايات المتحدة والعراق في إبرام اتفاق أمني.
ومن ناحية أخرى، أعرب حزب الحق والعدالة عن قلقه إزاء عواقب انسحاب القوات الأمريكية كاملة من أفغانستان. ووصف بيان صدر عن الحزب "الخيار صفر" بأنه ضد مصلحة كل من أفغانستان والولايات المتحدة ودعا واشنطن وكابول إلى إذابة خلافاتهما وتوقيع الاتفاق الأمني الثنائي.
وبالرغم من هذه الدعوة، إلا أن الحكومة الأفغانية ذكرت بشكل قاطع أنها غير متعجلة في توقيع الاتفاق الأمني المقترح.
فقد قال المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية إيمال فايزي يوم الثلاثاء في رد فعله على ما يسمى "الخيار صفر" الذي طرحه الرئيس أوباما إن "الحكومة الأفغانية ليست متعجلة في توقيع الاتفاق الأمني، إذ لا بد من ضمان أن هذا الاتفاق سيعود بالفائدة على البلدين".
وذكر فايزي أن أفغانستان ستوقع الاتفاق الأمني الثنائي مع الولايات المتحدة"شريطة أن يضمن أفغانستان موحدة ذات نظام وحدوى قوي وقوة أمنية بارعة. ولابد أن يضمن أيضا إحلال السلام والأمن وتدعيم الاقتصاد في أفغانستان".
/مصدر: شينخوا/
1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ arabic@peopledaily.com.cn آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn