تحليل إخباري: روسيا والولايات المتحدة تتوقان إلى مغادرة سنودن الأراضي الروسية

موسكو 16 يوليو 2013 /تقدم مسرب المعلومات الاستخباراتية الأمريكي الهارب إدوارد سنودن يوم الثلاثاء بطلب اللجوء المؤقت لروسيا رسميا، ما خلق معضلة أمام البلاد : إما رفض طلبه في تعارض مع الإنسانية أو إغضاب شريكها الأمريكي بمنحه حق اللجوء.

بيد أن الخبراء المحليين قالوا إن روسيا لا تتوق الأن بشدة سوى إلى إخراج العميل السابق في الاستخبارات الأمريكية ، الذي ظل عالقا في مطار شيريميتيفو لأسابيع، من أراضيها مثلما تريد الولايات المتحدة إخراجه من هذا البلد.

--انتهاك القواعد غير مقبول

بعد مسرحية "اقبض عليّ إن كنت تقدر" التي استمرت على مدار ثلاثة أسابيع، جعل الاجتماع الذي دعا إليه سنودن يوم الجمعة الماضي في مخبأه وطلب اللجوء الذي قدمه مؤخرا جعلا الملحمة أصعب من توقع نتائجها.

وذكر مستشاره القانوني أناتولي كوتشيرينا أن سنودن لم يتخذ قراره بعد بشأن التوجه إلى أمريكا اللاتينية بعد الحصول على لجوء مؤقت في روسيا.

وقد أوضح الرئيس فلاديمير بوتين أن موسكو لن تلحق الضرر بعلاقاتها مع واشنطن، وأن سنودن يمكن مواصلة أنشطة حقوق الإنسان التي يمارسها ولكن "دون أن نتورط فيها".

وقال الخبراء المحليون إن الكرملين تبني موقفا أكثر من هادئ تجاه سنودن، محاولا عدم الإضرار بعلاقاته مع واشنطن وكذا مصالحه الخاصة.

وفي معرض وصفه سنودن بأن "راكب ترانزيت" وصل إلى روسيا بدون دعوة، ذكر بوتين إن السلطات الأمريكية بثت الخوف في نفوس جميع البلدان الأخري وحجزت مسرب المعلومات (29 عاما) على الأراضي الروسية.

وأشار الخبراء المحليون إلى أنه من غير المرجح أن يضر سنودن بالعلاقات الأمريكية - الروسية، قائلين إنه على الجهة المعاكسة، ربما وجدت الدولتان عدوا مشتركا يجعلهما دائما يتقاربان.

وصرح ألكسي مالاشينكو من مؤسسة ((كارينيجي إندومنت)) في موسكو لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأن "موسكو وواشنطن تتفهمان أن سنودن ليس شخصا بالحجم الذي يمكن أن يؤثر على العلاقات الثنائية، إذ يشعر كل من بويتن (ونظيره الأمريكي باراك) أوباما بالغضب من وجود سنودن، بالرغم من اختلاف الأسباب. لهذا يتطلعا إلى طريقة يقبلها الطرفان لإبعاده".

--ردود أفعال متناقضة من القيادة

وأوضح الخبراء المحليون إن قادة البلاد أنفسهم في حالة ارتباك جراء هذا الوضع. ففي الوقت الذي يبدى بوتين عدم اكتراث بالأمر، قال رئيسا غرفتي الهيئة التشريعية، دوما الدولة ومجلس الاتحاد، إنه ينبغي منح سنودن حق اللجوء دون شروط على أساس إنساني.

وقال مالاشينكو "لا أحد في روسيا يفهم تماما ما يحدث، والمسؤولون الكبار ليسوا استثناء".

وفي مواجهة "معضلة سنودن"، لابد أن يوازن بوتين بين المميزات المحتملة من وجود مسرب المعلومات الأمريكي في قبضته والعواقب المحتملة لمغادرته.

وأردف مالاشينكو قائلا "لهذا يسمح بوتين لكبار المسؤولين الذين يعملون تحت إمرته مباشرته في جهاز الدولة بالخوض في الأمر فيما لا يكشف هو نفسه عن رأيه".

وأوضحت إلينا ياتشينكو، رئيسة مجلس إدارة مؤسسة ((أوراسيا هيرتيج فاونديشن))، إنه من الأهمية بمكان أن يستفيد بوتين من الوضع ليؤكد مجددا على الموقف المبدئي لموسكو -- ألا وهو إذا كان هناك شخص مستاء من النظام السياسي في بلاده، فإن أى تورط خارجي لن يكون مقبولا ".

/مصدر: شينخوا/