تحليل إخباري: كيري يغادر باكستان دون حل قضية الطائرات بدون طيار

إسلام أباد 4 اغسطس 2013 /اختتم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في الآونة الأخيرة زيارته إلى باكستان التي استغرقت ثلاثة ايام والتي منحته فرصة لبحث العلاقة المستقبلية مع الحكومة الجديدة لكنه غادر دون حل قضية الهجمات التي تشنها طائرات أمريكية بدون طيار.

وذكرت وزارة الخارجية أن زيارة كيري -الأولى التي يجريها دبلوماسي أمريكي كبير عقب الانتخابات العامة التي اجريت في 11 مايو الماضي- "اسهمت في عودة العلاقات إلى مسارها الصحيح."

واعربت باكستان عن تفاؤلها ازاء التفهم الذي تم التوصل إليه خلال المحادثات، لاسيما بشأن استئناف "الحوار الاستراتيجي" الثنائي عقب تعليقه منذ قرابة عامين. وتوقف الحوار في اواخر 2011 بعدما قصفت طائرات مقاتلة تابعة لحلف الناتو نقطة حدودية باكستانية ما اسفر عن مقتل 24 جنديا باكستانيا.

وبرغم من رضا باكستان عن نتيجة زيارة كيري التي اجريت من 31 يوليو حتى 2 اغسطس، لم يتمكن البلدان من التوصل إلى اي اتفاق بشأن انهاء الحملة التي اثارت جدلا واسعا للطائرات الأمريكية بدون طيار في المناطق القبلية التي ينشط فيها المسلحون بباكستان.

ورفضت الولايات المتحدة دعوات من باكستان لوقف هجمات الطائرات بدون طيار التي تسيطر عليها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي آيه) واصفة اياها بانها اداة فعالة للقضاء على بقايا تنظيم القاعدة ومقاتلي طالبان.

وأوضحت وزارة الخارجية تصريحات كيري بشأن هجمات تلك الطائرة خلال مقابلة مع احدى القنوات الباكستانية. وقال السيد كيري خلال مقابلة مع قناة ((جيو)) الباكستانية الخاصة يوم الخميس الماضي إن الهجمات التي تشنها الطائرات بدون طيار في البلاد ستنتهي قريبا.

واوضح كيري لبرنامج ((حديث العاصمة)) وهو البرنامج الاشهر الذي يتناول الشؤون الجارية في القناة "اعتقد أن الخطة ستنتهي لاننا تمكنا من القضاء على معظم تلك التهديدات وسنستمر في القضاء عليها."

وافادت صحيفة ((داون)) الباكستانية أمس أن وزارة الخارجية ذكرت في توضيحها لبيان كيري "بأي شكل من الاشكال لن نحرم انفسنا من استخدام اي اداة ستساعدنا في القضاء على اي تهديدات اذا ظهرت."

ويعكس هذا التفسير الموقف الأمريكي بأنها ليس لديها اي خطط لوقف حملة هجمات الطائرات بدون طيار في باكستان الآن على الاقل. وهذا يعني أن القادة الباكستانيين والسيد كيري قد فشلوا في ايجاد حل لتلك القضية المعقدة وستستمر لتكون مصدرا لاحراج الحكومة الجديدة.

وسيتعين على باكستان ان تشهد مزيدا من هجمات تلك الطائرات ضد طالبان والتي لن تودي فقط بحياة المسلحين ولكن المدنيين الابرياء ايضا بما في ذلك النساء والاطفال.

وذكر المتحدث باسم الخارجية عزيز أحمد تشاودهري أن حوارا استراتيجيا على مستوى الوزراء سيعقد في غضون ستة اشهر على اساس اتفاقيات توصلت لها مجموعات عمل مختلفة.

وستجتمع خمس مجموعات عمل، من بينها مجموعات عمل معنية بالتعاون الاقتصادي في مجال الطاقة ومكافحة الإرهاب في غضون الشهرين المقبلين وستجرى مباحثات مكثفة لتعزيز التعاون في المجالات المختلفة.

وقد فسر كيري خلال محادثاته مع القادة المدنيين والعسكريين البارزين وكذا شخصيات سياسة بارزة القضايا الثنائية والاقليمية بما في ذلك دور الدولتين في دفع السلام الشامل في أفغانستان المجاورة.

وأكد المستشار الأمني الباكستاني سارتاج عزيز أن الولايات المتحدة وباكستان ستسهلان انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان لأنها ستكون اقصر الطرق واقلها تكلفة.

وتستخدم الولايات المتحدة بالفعل الطريق لانسحاب معداتها الثقيلة والعسكرية كجزء من استراتيجيتها للخروج.

وستسحب الولايات المتحدة معظم قواتها القتالية من أفغانستان قبل نهاية 2014 وهي في حاجة إلى الطرق الباكستانية.

وتحتاج واشنطن كذلك إلى الدور الفعال لإسلام أباد في جهود المصالحة الأفغانية من خلال تشجيع طالبان على الجلوس إلى طاولة المفاوضات من اجل ايجاد حل سياسي للصراع المستمر قبل الموعد النهائي في 2014.

وأكدت باكستان مجددا على دورها في المصالحة الأفغانية لان الأمريكيين يعتقدون أنها دولة رئيسية في عملية السلام.

ووصل المبعوث الأمريكي الخاص لأفغانستان وباكستان جيمس دوبينز الذي رافق كيري خلال زيارته، إلى كابول اول امس لاطلاع القادة الأفغان على المباحثات في باكستان.

وحث دوبينز خلال حديثه في مؤتمر صحفي في كابول اول امس طالبان على اعادة فتح مكتبها في قطر والذي اغلق في يونيو الماضي بعد فتحه بيوم واحد فقط.

وقد اغلقت طالبان مكتبها احتجاجا على انزال علمها وعبارة "امارة أفغانستان الإسلامية" وهو الاسم الذي كانت تستخدمه طالبان اثناء حكمها لأفغانستان من 1992 حتى 2011.

وقد اعربت الحكومة الأفغانية عن غضبها بسبب الطريقة التي فتح بها مكتب طالبان ورفضت الانضمام للمحادثات. وتسلط الاضواء الآن على باكستان وما يمكن أن تسهم به للمساعدة في انعاش عملية قطر من خلال تأثيرها على حركة طالبان الأفغانية.

واتهمت الولايات المتحدة العناصر المتشددة بالوقوف وراء الهجمات عبر الحدود على القوات الاجنبية والقوات الأفغانية في أفغانستان. وقالت واشنطن إن الباكستانيين لم ينجحوا في منع المسلحين من شن الهجمات من منطقة وزيرستان القبلية التي تقع على الحدود مع أفغانستان.

/مصدر: شينخوا/