أوباما يطالب بإعادة تقييم العلاقات مع روسيا

واشنطن 9 أغسطس 2013 / طالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الجمعة بإعادة تقييم العلاقات مع روسيا في ضوء الفتور الذي يعتريها حيث قام بإلغاء اجتماع قمة مع الرئيس فلاديمير بوتين.

وفي كلمة ألقاها خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، وصف أوباما طريقه تعامله مع روسيا منذ توليه مهام منصبه في يناير 2009 بأنها تمثل"نجاحا مختلطا".

وقال "ربما يكون من المناسب لنا التوقف قليلا ، وإعادة تقييم الطريق الذي تسير فيه روسيا وماهية مصالحنا الجوهرية، وضبط العلاقة حتى نقوم بما هو صالح للولايات المتحدة ونأمل أن يكون صالح لروسيا كذلك".

وذكر "أظن أن هناك بعض التوتر في العلاقات الأمريكية - الروسية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي"، مضيفا "أن هناك تعاونا في بعض المجالات وتنافسا في مجالات أخرى".

ولفت إلى أن "الكثير من التقدم" قد أحرز في "إعادة تنضيد" العلاقات مع روسيا في عهد الرئيس السابق ديمتري ميديفيدف بما في ذلك توقيع معاهدة خفض الأسلحة الإستراتيجية الجديدة والتعاون بشأن إيران وإجراء محادثات بشأن انضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية.

وقد تدهورت العلاقات بعدما عاد بوتين، الذي كان يتقلد منصب رئيس الوزراء عندما كان مديفيديف رئيسا للبلاد، إلى الرئاسة في مايو 2012.

وتحدث أوباما عن العلاقات مع روسيا في ظل عهد بوتين قائلا "أظن أننا شهدنا أن الكثير من تصريحات الجانب الروسي كانت مناهضة للولايات المتحدة وسارت على نهج بعض القوالب النمطية القديمة للتنافس إبان الحرب الباردة بين الولايات المتحدة روسيا".

وفي يوم الأربعاء، أعلن البيت الأبيض إلغاء قمة بين أوباما وبوتين كان من المقرر عقدها في مطلع سبتمبر عندما يزور أوباما روسيا لحضور قمة مجموعة العشرين، وذلك على أساس عدم إحراز "تقدم كاف مؤخرا" في الأجندة الثنائية.

واستشهد المتحدث جاي كارني بوجود خلافات بشأن الدفاع الصاروخي، وضبط التسلح، والتجارة الداخلية والخارجية، والأمن، وحقوق الإنسان، فضلا عن مصير إدوارد سنودن مسرب المعلومات الاستخباراتية الأمريكية الذي تم منحه لجوءا مؤقتا في روسيا في الأول من أغسطس الجاري.

وذكر أوباما أن "قرارنا بعدم المشاركة في القمة غير نابع من قضية سنودن، أنه له علاقة بحقيقة أن نطاقا كاملا من القضايا التي نظن أن بمقدورنا إحراز بعض التقدم فيها، لم تتحرك روسيا حيالها".

وقال "نحن بصدد تقييم المجالات التي يمكن أن تدفع فيها العلاقات المصالح الأمريكية قدما وتعزز السلام والاستقرار والرخاء حول العالم".

وأضاف "آمل في أن يدرك السيد بوتين وروسيا مع مرور الوقت أنه إذا عملت الدولتان معا، يمكنهما القيام بما هو صالح لشعبي البلدين".

وأكد أوباما مجددا أنه سيحضر قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبرج يومي 5 و 6 سبتمبر كما هو مخطط لها. وقال "إنه عمل مهم لاقتصادنا ولفرص عمل التي نسعى لتوفيرها ولجميع القضايا التي تهم الأمريكيين".

وأوضح أيضا أن واشنطن لن تقاطع الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2014 التي ستقام في سوتشي بروسيا، قائلا "لا أعتقد أنه من المناسب مقاطعة دورة الألعاب الأولمبية"، مضيفا "لدينا مجموعة الأمريكيين الذين يتدربون بجد ويبذلون كل ما في وسعهم لتحقيق النجاح".

وبالرغم من أن العلاقات الثنائية بلغت الآن مستوى منخفض جديد، إلا أن وزيري خارجية ودفاع البلدين عقدوا ما يسمى باجتماعهم 2+2في واشنطن يوم الجمعة.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين بسكاي في مقابلة أجرتها معها شبكة ((أم أس أن بي سي)) "لا يمكننى أن اعدكم بما سيتمخض عنه الاجتماع ، ولكنه إقرار بأن هذه العلاقات هامة وبأننا بحاجة إلى مواصلة العمل لإنجاحها، حتى في الأوقات التي تشكل تحديا".

/مصدر: شينخوا/