تقرير إخباري: اتصال هاتفي تاريخي بين الرئيسين الأمريكي والإيراني بشأن اتفاق نووي محتمل

واشنطن 27 سبتمبر 2013 /مد الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الإيراني حسن روحاني غصن الزيتون لكل منهما الآخر يوم الجمعة عبر اتصال هاتفي يعد الأول بين رئيسي البلدين منذ ما يزيد على 30 عاما وتطرقا خلاله إلى الجهود الجارية حاليا للتوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووي الإيراني .

مصافحة لم تتم ومكالمة تاريخية

وأكد أوباما، في بيان متلفز في البيت الأبيض ، أنه أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس الإيراني روحاني الذي وصل إلى نيويورك للمشاركة في المناقشات السنوية رفيعة المستوى للجمعية العام للأمم المتحدة.

وقال أوباما "في الواقع يعد هذا أول اتصال بين رئيسين أمريكي وإيراني منذ عام 1979، إذ يشير إلى آفاق التحرك فيما وراء هذا التاريخ الصعب".

بيد أن الرئيسين لم يعقدا اجتماعا تاريخيا على هامش الدورة الـ68 للجمعية العامة للأمم المتحدة ولم يتصافحا في مناسبة ما بنيويورك. وعوضا عن هذا، أصدر الرئيسان توجيهات لفريقيهما الدبلوماسي بالإنخراط في المفاوضات المتوقفة بشأن البرنامج النووي الإيراني

وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد التقى يوم الخميس نظرائه من بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة بشأن الملف النووي للبلاد. وعقد ظريف ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري فيما بعد اجتماعا مغلقا، وهو أول اتصال مباشر بين وزيري خارجية البلدين منذ سنوات. وتشجع الدبلوماسيون بالمواقف الإيجابية لطهران.

وصرح كيري للصحفيين عقب المحادثات بأن الاجتماع كان "بناء" وبأنه اعجب بالعرض الذي قدمه ظريف فقد كان "مختلفا في النبرة ومختلفا في الرؤية" بشأن الاحتمالات المستقبلية.

وفي كلمته بالبيت الأبيض، قال أوباما عقب المحادثة الهاتفية مع روحاني، إنه يعتقد أن "بامكاننا التوصل إلى حل شامل" بشأن البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل.

وذكر أوباما أن "المرشد الأعلى الإيراني أصدر فتوى تحرم تطوير الأسلحة النووية. وأشار الرئيس روحاني إلى أن إيران لن تطور أبدا أسلحة نووية".

وخلال محادثتهما التاريخية، أصدر الرئيسان أيضا توجيهات لفريقيهما بمواصلة "العمل على وجه السرعة" وبالتعاون مع مجموعة 5+1 سعيا للتوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وأكد مكتب الرئيس الإيراني أيضا المحادثة الهاتفية عبر تغريدة حسابه على موقع ((تويتر)) للتواصل الاجتماعي . وتقول التغريدة إن الرئيسين أعربا عن "رغبتهما السياسية المشتركة في حل القضية النووية سريعا".

دفء دبلوماسي وطريق وعر

ألمح أوباما إلى أن حل القضية النووية الإيرانية يمكن اعتباره بوضوح "خطوة كبرى للأمام" في علاقات جديدة بين البلدين ويساعد في تسهيل وجود علاقات أفضل بين إيران والمجتمع الدولي.

وكانت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قد انقطعت في عام 1980 عقب حدوث أزمة الرهائن في إيران عام 1979 والتي استولت خلالها مجموعة من الطلبة الإيرانيين على السفارة الأمريكية في العاصمة الإيرانية طهران واحتجزت عشرات الدبلوماسيين لأكثر من عام.

وترزح إيران تحت وطأة ضغوط العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والمجتمع الغربي بسبب إصرارها على مواصلة البرنامج النووي المثير للجدل الذي يقال إن إيران تعمل فيه سرا على تطوير أسلحة نووية رغم أن طهران تنفي هذا الإدعاء.

وخلال حملته الرئاسية، تعهد روحاني بحل القضية النووية الإيرانية لتخفيف العقوبات التي يعانى منها الاقتصاد الإيراني.

وقبل ووسط زيارته لحضور الاجتماعات الأممية، تحدث الرئيس الإيراني المنتخب حديثا وحكومته بنبرة تصالحيه على نحو مفاجئ، ما دل على رغبتهما في التعاون مع الولايات المتحدة والغرب. وتبادل روحاني الرسائل الخطية مع أوباما وكتب مقالة في صحيفة ((واشنطن بوست)) وأجريت معه عدة مقابلات. وفي مقابلة مع شبكة ((سي أن أن)) الإخبارية أعرب عن اعتقاده بأن الجليد "بدأ ينكسر" بالفعل بين بلاده والغرب.

وفي كلمته أمام الجمعية العامة للمرة الأولي منذ توليه مقاليد الرئاسة، ذكر روحاني أن حكومته تسعى لتحقيق "مشاركة بناءة" مع البلدان الأخرى، متعهدا بعدم تطوير أسلحة نووية فيما أكد على ضرورة حل القضية النووية الإيرانية عبر الطريق الدبلوماسي.

وردت إدارة أوباما على تحرك إيران بنبرة ترحيب وتفاؤل مشوب بالحذر. وأقرت بأنها فرصة هامة منذ عقود ستواجه أيضا الكثير من التحديات، وبأن كل جانب الآن يحتاج من الآخر ترجمة الأقوال إلى أفعال.

/مصدر: شينخوا/