تحليل اخباري: الكونغرس الأمريكي قد يدفع باتجاه عقوبات إضافية بعد الاتفاق مع إيران

واشنطن 25 نوفمبر 2013 / لم يسعد الكثير من الجمهوريين الأمريكيين بالاتفاق مع إيران لكبح برنامجها النووي المثير للجدل مقابل تخفيف العقوبات، وقال بعض الخبراء إن الحزب الجمهوري ربما يدفع باتجاه إجراءات أشد صرامة.

وقال الخبير الاستراتيجي الجمهوري فورد أو كونيل لوكالة ((شينخوا)) إن "الكونغرس من المحتمل أن يرسل عقوبات إضافية بشأن إيران الى الرئيس باراك اوباما"، مضيفا ان "السؤال الوحيد هو ما إذا كانت العقوبات (الإضافية المحتملة) ستحدث قبل أو بعد هذا الاتفاق المرحلي".

وبعد التوصل الى اتفاق مبدئي بشأن برنامج إيران النووي في جنيف صباح الأحد الماضي، قال خبراء أمريكيون إن الأشهر الستة القادمة ستكون حاسمة حيث سيراقب الغرب عن كثب تقدم طهران في وقف برنامجها النووي المثير للجدل.

وذكر خبراء ومسؤولون أن الاتفاق الذي يشمل القوي العالمية الست- بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة وألمانيا (مجموعة 5+1)- يشكل خطوة أولي في كبح البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات التي شلت اقتصاد الجمهورية الإسلامية.

وقال أو كونيل " إذا كنت الرئيس أوباما، فإن الاشهر الستة القادمة مع هذا الاتفاق ستكون صعبة، لانك تعرف أن الجمهوريين ليسوا وحدهم غير سعداء، وانما هناك الكثير من الديمقراطيين إيضا"، مضيفا أن بعض الديمقراطيين من المرجح أن ينضموا الى الجمهوريين لتغليظ العقوبات على إيران.

وفي الواقع، أعرب السيناتور الديمقراطي تشارلز شومر يوم الأحد عن خيبة أمله إزاء الاتفاق، قائلا أن البنود لا تبدو" نسبية".

كما أعرب إد رويس، رئيس لجنة الشئون الخارجية لمجلس النواب الأمريكي، يوم السبت عن قلقه. وقال الجمهوري في بيان" لدي مخاوف جدية من أن هذا الاتفاق لا يلبي المعايير الضرورية لحماية الولايات المتحدة وحلفائنا".

وقال إن " طهران سوف تكون قادرة على الحفاظ على العناصر الرئيسية لقدرات صنع الأسلحة النووية بدلا من التراجع عن البرنامج النووي. مع ذلك نحن الذين نقوم بالتفكيك-- نخفف من على إيران ضغوط العقوبات التي تراكمت عبر السنوات".

وأعرب السيناتور الجمهوري ماركو روبيو يوم الأحد عن رفضه أيضا للاتفاقية، قائلا انها " تظهر للدول المارقة الأخرى التي ترغب في الحصول على النووي انها يمكن أن تعتم وتخدع وتكذب لمدة عشر سنوات، وفي النهاية سوف تتعب الولايات المتحدة وتتخلي عن المطالب الرئيسية".

وأضاف أو كونيل أن أوباما من المحتمل أن يبقي العقوبات محدودة قدر الإمكان قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في عام 2014 لمنع المزيد من الهجمات من جانب الجمهوريين.

ورغم عدم سعادة الجمهوريين تماما بالاتفاق، إلا أن بعض اعضاء الحزب يدركون أن المحادثات هي الأولي منذ أكثر من ثلاثة عقود ولا يريدون عرقلة امكانية حدوث المزيد من المفاوضات والتوصل الى تسوية دائمة للملف رعم عدم ثقتهم في طهران.

وفي الاتفاقية ، وافقت ايران على وقف برنامجها النووي لمدة 6 أشهر فيما ستتواصل المحادثات باتجاه اتفاق نهائي، كما سمحت للمراقبين الدوليين بمراقبة المواقع النووية. بيد أن المسؤولين الأمريكيين حذروا من أن أية انحرافات من جانب أيران سوف يجعل الولايات المتحدة تتخلى عن الاتفاق وتفرض عقوبات أشد.

وفي المقابل ستقوم مجموعة 5+1 بتخفيف جزئي ومؤقت ومحدود للعقوبات والسماح للحكومة الإيرانية بالحصول على حصة من العائدات التي حرمت منها تصل قيمتها إلى نحو 7 مليارات دولار.

وجاء الاتفاق بعد اول محادثات جوهرية بين ايران والولايات المتحدة منذ أزمة الرهائن في عام 1979 والتي تسببت في جمود العلاقات بينهما. من المقرر ان تختبر الخطوات على المدى القريب مدى وفاء إيران بالتزاماتها.

/مصدر: شينخوا/