تقرير إخباري: بعد 12 عاما، منظمة شانغهاي للتعاون تحقق نتائج مثمرة

طشقند 28 نوفمبر 2013 / من المقرر أن يشارك رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ في اجتماع لمنظمة شانغهاي للتعاون في طشقند يوم الجمعة والذي قال المراقبون إنه سيضخ قوة دفع جديدة للاستقرار الإقليمي والتنمية الاقتصادية.

وخلال الاجتماع الـ12 لرؤساء وزراء الدول الأعضاء بالمنظمة، من المتوقع أن يوقع لي مسودة اتفاقيات تعاون لتعزيز تنفيذ التوافق حول التعاون العملي الذي تم التوصل إليه خلال قمة للمنظمة عقدت في العاصمة القرغيزية بيشكيك في وقت سابق من العام الجاري.

ومن بينها اتفاقية حول فتح طريق بري بين آسيا وأوروبا من شأنه تهيئة الظروف لإقامة ممر نقل أوروآسيوي بين ليانيونقانغ في وسط الصين وسان بطرسبرج في روسيا.

وعلى مدار السنوات الـ12 الماضية، أصبحت منظمة شانغهاي للتعاون دعامة استراتيجية للمنطقة للحفاظ على الأمن وتطوير الاقتصاد ككل، ما حقق نتائج مثمرة على مختلف الأصعدة.

-- تعاون فعال ووثيق حول الأمن

فبعد أيام من الهجوم الإرهابي الذي وقع في ميدان تيانآنمن يوم 28 أكتوبر وأسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 40 آخرين، أحاط المسؤول الصيني البارز منغ جيان تشو اللجنة التنفيذية لهيكل مكافحة الإرهاب الإقليمي التابعة للمنظمة ومقرها طشقند علما بالحادث.

وفي رده، ندد مدير اللجنة التنفيذية تشانغ شين فنغ بالهجوم قائلا إن هيكل مكافحة الإرهاب الإقليمي سيدعم بشكل تام إجراء تحقيق شامل في القضية فضلا عن التواصل بين جميع الأطراف المعنية عبر آلية التعاون في مكافحة الإرهاب التابعة للمنظمة.

وسيظل التعاون الأمني، وهو مهمة رئيسية لمنظمة شانغهاي للتعاون منذ تأسيسها في شانغهاي عام 2001، الأولوية القصوى والهدف الرئيسي للكتلة لفترة طويلة مستقبلا.

كما طرحت منظمة شانغهاي للتعاون مفهوما أمنيا جديدا يرتكز على الثقة المتبادلة، والمنفعة المتبادلة، والمساواة، والتعاون.

فقد تم تأسيس نظام قانوني كامل نسبيا لمكافحة الإرهاب بعدما وقع أعضاء المنظمة سلسلة وثائق حول مكافحة التطرف والإرهاب والانفصالية.

وكانت القمة الأولي للمنظمة قد تبنت في عام 2001 معاهدة حول مكافحة الإرهاب والانفصالية والتطرف. وثبت أنه تحرك بعيد النظر في الاستجابة لواقع وضع مكافحة الإرهاب في المنطقة حيث لا تدرك بعض الدول الغربية على ما يبدو الخطر التي تشكله "قوى الشر الثلاث" حتى أن بعضها حاول استغلال "قوى الشر الثلاث" لخدمة مصالحه السياسية الخاصة.

وتضم منظمة شانغهاي للتعاون جهازين دائمين ألا وهما الأمانة في بكين وهيكل مكافحة الإرهاب الإقليمي في طشقند.

وقد أجرى هيكل مكافحة الإرهاب الإقليمي تدريبات مشتركة على مكافحة الإرهاب سنويا، وقدم تعاون أمنيا في أحداث واسعة النطاق، وعقد اجتماعات لتبادل المعلومات واجتماعات للإدارات الحدودية وفقا للتغيرات في وضع مكافحة الإرهاب .

وضاربا مثالا على ذلك بأولمبياد بكين 2008، قال تشانغ إن هيكل مكافحة الإرهاب الإقليمي نسق الإجراءات التي إتخذتها مختلف الوكالات الأمنية لمنظمة شانغهاي للتعاون لتهيئة مناخ آمن لهذا الحدث الرياضي العالمي.

-- التعاون الاقتصادي يؤتي ثماره

وذكر وزير التجارة الصيني قاو هو تشنغ أن التعاون الاقتصادي بين أعضاء المنظمة آتى بالفعل بنتائج مثمرة، مستشهدا بتزايد حجم التجارة داخل المنظمة وتحرير التجارة والارتقاء بمستوى البنية التحتية.

وتغطى منظمة شانغهاي للتعاون، التي تضم الصين وقازاقستان وقرغيزستان وروسيا وطاجيكستان وأوزبكستان، مساحة تصل إلى 30.2 مليون كلم مربع ويصل إجمالي عدد سكانها إلى 1.53 مليار نسمة.

وأظهرت الإحصاءات أن إجمالي الناتج الاقتصادي لأعضاء المنظمة بلغ 10 تريليونات دولار أمريكي في عام 2012. وتعد الصين حاليا أكبر شريك تجاري لكل من روسيا وقازاقستان وثاني أكبر شريك تجاري لأوزبكستان وقرغيزستان.

وتلتزم المنظمة، التي تكرس نفسها للحفاظ على الأمن الإقليمي وتعزيز التنمية المشتركة، بروح شانغهاي التي تتسم بالثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والمساواة والتشاور واحترام التنوع الثقافي والسعى لتحقيق التنمية المشتركة.

وقد أحرزت المنظمة إنجازات ملحوظة في التعاون الاقتصادي الإقليمي. ومع تزايد حجم التبادل التجاري وتأسيس آلية تعاون، شهدت الدول الأعضاء أيضا تشكيل لجنة منظمي الأعمال والجمعية المصرفية فضلا عن إقامة مجموعة من مشروعات البنية التحتية في مجالات الطاقة والمرور والاتصالات .

وعلى مدار السنوات الـ12 الماضية، بذلت الدول الأعضاء بالمنظمة جهودا لتنفيذ برنامج تعاون اقتصادي وتجاري متعدد الأطراف وطويل المدي وقائمة من الإجراءات لدفع التعاون متعدد الأطراف في المشروعات بين عامي 2012 و2016 وذلك من بين وثائق تعاون أخرى.

وذكر نائب وزير الخارجية الصيني تشنغ قوه بينغ أنه قد أحرز تقدم في مجالات المال والنقل والطاقة والزراعة والجمارك والتكنولوجيا.

وقال قاو يويه شنغ سفير الصين السابق لدى أوزبكستان إن اجتماع رؤساء الوزراء المرتقب مكلف بمهمتين: أولهما تنفيذ اتفاق بيشكيك وثانيهما دفع المشروعات التي تهدف إلى تحسين الترابطية في مجالات النقل والطاقة والاتصالات .

وذكر تشن يويه رونغ الباحث الزميل في المعهد الصيني للدراسات الدولية أن منظمة شانغهاي للتعاون دخلت العقد الثاني منذ تأسيسها في عام 2001. ويمكن اعتبار العقد الأول للمنظمة بمثابة فترة إنطلاقه فيما ينبغى أن تسعى المنظمة في العقد الثاني إلى تحقيق تنمية عملية.

/مصدر: شينخوا/