موسكو 19 ديسمبر 2013 /جلب هذا العام لسياسات الكرملين تقديرا واسعا، سواء على المستوى الدولي أو المحلي، ما جعل الرئيس فلاديمير بوتين يتحدث بثقة خلال المؤتمر الصحفي السنوي الذى استغرق أربع ساعات.
وقال الخبراء ان منهج موسكو المعتدل - الذى جذب اوكرانيا بشكل أكبر إلى روسيا وتوسط لإيجاد حلول سياسية للأزمة السورية والإيرانية وحافظ على استقرار الاقتصاد المحلي نسبيا - ساعد فى تقدمها على الطريق الصحيح.
قال بوتين ان الكرملين يدعم كييف بسبب "علاقاتهما الخاصة" ونفى ان تكون موسكو حاولت "خنق" اوكرانيا.
وقال فلاديمير يفسيف، مدير مركز الدراسات السياسية والإجتماعية فى الأكاديمية الروسية للعلوم، انه فى حين ان روسيا والاتحاد الأوروبي يتبادلان "جذب البطانية الأوكرانية" من بعضهما البعض، تصرفت موسكو بشكل أكثر مصداقية وعطاء.
ذكر يفسيف لوكالة أنباء ((شينخوا)) ان روسيا والاتحاد الأوروبي قاما بالضغط على كييف، ولكن موسكو أوضحت على الأقل مميزات وعيوب خيارات كييف، بينما خدع الاتحاد الأوربي فقط الأوكرانيين.
ونفى بوتين بشدة ما قيل بان موسكو "سرقت الحلم الأوروبي" للأوكرانيين، مشيرا إلى ان روسيا عرضت فقط على اوكرانيا بنودا أكثر تفضيلا مقارنة بالاتحاد الأوروبي.
واتفقت مع هذا الرأي فيرونيكا كراشينينيكوفا، مديرة معهد الدراسات السياسة الخارجية والمبادرات، قائلة ان روسيا أخذت بالفعل المصالح الأوكرانية فى الحسبان.
وقالت لِشينخوا "لقد قرأت المعاهدة المكونة من 906 صفحات التى كان من المقرر ان توقعها كييف مع الاتحاد الأوروبي"، مضيفة "طبقا للوثيقة، فإن الاتحاد الأوروبي يعطي الأولوية للجيش الأوكراني والتكامل الخارجي، بينما يأتي التعاون الاقتصادي مغمورا فى مكان ما فى البنود الأخيرة."
وقال بوتين للصحفيين خلال مؤتمره السنوي التاسع "ربما نكون فخورين بمنهجنا تجاه القضايا الدولية الذى يعتمد على المبادىء الأساسية للقانون الدولي"، مشيرا إلى التقدم الحاصل فى حل الأزمتين السورية والإيرانية.
واعترف بوتين بان نجاح روسيا لم يكن ليتحقق بدون مشاركة أطراف أخرى. وأشار إلى الولايات المتحدة والصين من بين تلك الأطراف.
وقال يفسيف "كان دور روسيا فى القضية السورية والقضية الإيرانية محوريا وكان دور الولايات المتحدة هاما ودور الصين داعما."
وأوضح انه عملت كل من روسيا والولايات المتحدة والصين على مسارات مختلفة، ولكنها جميعا فى الاتجاه نفسه نحو نتيجة مثمرة. وبالعكس، فعل الاتحاد الأوربي كل شيء لمنع التقدم، وفقا لما قال.
وطبقا لكراشينينيكوفا، فإن موسكو استغلت بنجاح الضعف الأمريكي والأوربي فى معالجة المشكلتين.
وقالت "أجبرت موسكو الولايات المتحدة على التعاون فى الشرق الأوسط، وسيكون من غير المبرر عدم قبول واشنطن يد روسيا الممتدة."
وأعرب بوتين أيضا عن رضاه عن الأحوال الاقتصادية والأوضاع السياسية فى البلاد، قائلا ان عمل الحكومة هذا العام حقق واجباتها رغم التباطؤ الاقتصادي.
وقالت كراشينينيكوفا "بالرغم من التباطؤ الاقتصادي الواضح، فإن روسيا ظلت صامدة وسط العواصف الاقتصادية العالمية. والفضل يعود إلى سياسة الكرملين المعتدلة، سواء تم تسميتها بالمحافظة أم لا."
وقال يفسيف ان "النموذج المحافظ" لبوتين فى التنمية الاقتصادية لم يتسبب فى الركود، بالرغم من وجود القليل للتفاخر به فى الوضع الاقتصادي الراهن.
وأوضحت كراشينينيكوفا انه فى الوقت الذى لا يزال النمو الاقتصادي لروسيا غير مرضي، لا يمكن لأحد ان ينكر ان الاقتصاد الروسي كان مستقرا إلى حد ما، على العكس الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي.
وبالإضافة إلى الاستقرار الاقتصادي، أكد الرئيس على ان سياسته الاجتماعية تهدف إلى الحفاظ على القيم التقليدية فى المجتمع الروسي.
وقالت كراشينينيكوفا "تعني سياسة المحافظة الخاصة ببوتين منع المجتمع من الانزلاق نحو الوراء والبقاء عليه متحركا نحو الأمام"، مؤكدة ان النموذج الروسي ركز على التنمية بدلا من الهبوط.
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn