تقرير اخباري: جمهورية كوريا تدين زيارة آبي إلى ضريح ياسوكوني

سول 30 ديسمبر 2013 / اثارت زيارة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى ضريح ياسوكوني المثير للجدل ادانة واسعة في جمهورية كوريا التي عانت من الحكم الاستعماري الياباني في مطلع القرن العشرين.

وافادت وكالة انباء ((يونهاب)) الرسمية أن رئيسة جمهورية كوريا بارك جيون-هي ابدت اليوم الاثنين انتقادها لليابان "لأنها تنكأ جروح الماضي".

ونقلت الوكالة الاخبارية عن بارك قولها "في العام الجديد، اتمنى الا يحدث اي تصرف يسمح بتدمير الثقة بين الدول ويضر بالمشاعر الشعبية بنكأ جروح الماضي"، مضيفة أن تصريحاتها كانت موجهة بشكل واضح لليابان برغم أنها لم تذكرها بالاسم. وجاءت تصريحاتها عقب زيارة اجراها آبي إلى الضريح الحربي الشهير في 26 ديسمبر للمرة الاولى خلال حوالي سبع سنوات باعتباره رئيس الوزراء الحالى.

ويعد الضريح رمزا لحرب العدوان والحكم الاستعماري الياباني لأنه يكرم مجرمي الحرب، بما فيهم هيدكي توجو الذي اقحم وسط اسيا في حرب مدمرة وكونياكي كويسو الذي كان الحاكم العام خلال فترة الحكم الاستعماري وسلب البلاد من خلال التجنيد الالزامي والعمل القهري والابتزاز.

وقال تشون كاليم، الاستاذ بجامعة هوسيو بجمهورية كوريا لوكالة انباء الصين ((شينخوا)) "الرئيسة بارك اوضحت في عدة مناسبات انها لن تعقد قمة مع آبي إذا لم تواجه اليابان التاريخ وتظهر حسن النية في بناء الثقة مع جارتها. بيد أن زيارة آبي في 26 ديسمبر جعلت من الواضح أن ادعاءاته السابقة لاعادة بناء الثقة غير صحيحة".

كما حذر وزير الخارجية الكوري الجنوبي يون بيونغ-سي اليوم الاثنين من أن سول ستتعامل بحزم مع التحركات القومية اليابانية، قائلا إن التاثيرات للعلاقات المتوترة بالفعل بين سول وطوكيو امر لا مفر منه.

وقال يون خلال اجتماع للجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية إن سول ستسعى للتعاون مع المجتمع الدولي من اجل التعامل مع وجهات النظر التاريخية غير العادلة للقادة اليابانيين.

وانتقدت سول يوم الجمعة الزيارة بنبرة قوية غير عادية من خلال بيان حكومي بدلا من المتحدث باسم الخارجية اعربت فيه عن استيائها من هذا التصرف الخاطئ.

وافاد البيان ان "الحكومة لا يسعها الا ان تشعر بالغضب والاسف بسبب زيارة 26 ديسمبر التي اجراها رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى ضريح ياسكوني، الذي يمجد الحكم الاستعماري وحرب العدوان الياباني ويكرم مجرميها، في تحد لمخاوف وتحذيرات الدول المجاورة والمجتمع الدولي".

واضاف البيان أن زيارة آبي تظهر بشكل واضح فهمه الخاطئ للتاريخ، مستطردا أنه لن يتمكن من تقديم اسهامات لتعزيز السلام في المنطقة بمثل هذا المفهوم الخاطئ للتاريخ، وحث طوكيو على التعبير عن ندمها واسفها عن اخطاء الماضي التي ارتكبتها.

وعلى صعيد متصل، نفت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية احتمالية تعزيز العلاقات العسكرية مع اليابان.

وردا على سؤال حول ما اذا كان هناك اي تبادل مقرر للافراد العسكريين بين سول وطوكيو العام المقبل، قال نائب المتحدث باسم وزارة الدفاع وي يونغ سيوب خلال مؤتمر صحفي بأنه ليس لديه خيار اخر الا انه سيتساءل اذا ما كان هناك احتمال لاي تبادل عسكري في ظل سلوك اليابان غير الجدير بالثقة كما يظهر فى زيارة آبي إلى ضريح ياسوكوني.

كما اتفق مشروعو الحزب الحاكم والمعارضة في البلاد على تبني قرار يدين الزيارة.

وانتقد تشوي كيونج هوان، زعيم حزب ساينوري الحاكم، الموقف المتعجرف لآبي ومشيرا الى ان طموحه لانعاش العقلية العسكرية "اقرب للخسارة منه للمكسب".

كما ادان نظيره في الحزب الديمقراطي المعارض، جون بيونغ هون، الزيارة لانها دمرت النظام السلمي لشمال شرق اسيا.

يشار الى ان حوالي 100 مواطن كوري جنوبي تجمعوا امام السفارة اليابانية في وسط مدينة سول يوم الجمعة للاحتجاج على زيارة آبي إلى الضريح الحربي المثير للجدل.

وقال تشون كاليم "تحرك ابي الاستفزازي اظهر تزايد الجناح اليميني في اليابان. ومن غير المرجح أن يذوب الجليد في العلاقات الباردة بين سول وطوكيو العام المقبل في حالة استمرار آبي في انشطته غير المسؤولة والخاطئة".

وافاد تليفزيون ((اريلانج تي في)) أن العلاقات بين سول وطوكيو "وصلت إلى اسوأ مستوى لها في حقبة ما بعد الحرب"، عقب زيارة آبي التي اثارت جدلا واسعا.

واضاف أنه مع الوضع فى الاعتبار العديد من الاحداث السلبية، بما في ذلك النزاع على الجزر ونتائج مراجعة كتب التاريخ المدرسية اليابانية، ودفع اليابان المستمر للدفاع الذاتي الجماعى وقضايا اخرى ، فإن العام المقبل سيشهد مزيدا من التوترات.

/مصدر: شينخوا/