تقرير إخباري: الأمم المتحدة ترصد انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان في جنوب السودان

الأمم المتحدة 21 فبراير 2014/ أشارت بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان (يونميس) في تقرير صدر يوم الجمعة إلى انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان في البلد الوليد، قائلة إن "عددا كبيرا من المدنيين تم استهدافهم عمدا وقتلهم لأسباب طائفية".

وذكرت البعثة في تقريرها المبدئي الذي قدمته إلى مجلس الأمن الدولي، أن الأرقام الواردة في التقرير جاءت على أساس أكثر من 500 مقابلة مع ضحايا وشهود عيان ومصادر أخرى.

ويقدم التقرير "رصدا مبدئيا لانتهاكات حقوق الإنسان والاعتداءات التي وقعت بالبلد الأحدث في العالم، وتحديدا في عاصمته جوبا، في الفترة بين 15 ديسمبر 2013 ونهاية يناير 2014، كما وثقت يونميس".

وجوبا عاصمة دولة جنوب السودان التي أعلنت رسميا استقلالها عن السودان في يوليو 2011.

ووفقا لبيان صحفي، فإن التقرير المؤقت ركز على انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة والتي وقعت في 4 ولايات بجنوب السودان، والتي شهدت القتال الأعنف حتى الآن، وهي الاستوائية الوسطى وجونقلي والوحدة وأعالي النيل".

كما لفت البيان إلى أن "عددا من الشهود تحدثوا عن استهداف عمدي لمدنيين مواطنين وأجانب في أعمال قتل خارج إطار القضاء وغير مشروعة، بما فيها قتل جماعي، واختفاء قسري، وعنف قائم على الجنس مثل الاغتصاب الفردي والجماعي، وحوادث سوء معاملة وتعذيب من جانب قوات جانبي الصراع".

ومن المقرر صدور تقرير عام وشامل حول انتهاكات حقوق الإنسان والأزمة الجارية في جنوب السودان في ابريل المقبل، وفقا للبيان الصحفي.

تصاعدت وتيرة الاشتباكات الدامية في جنوب السودان منذ 15 ديسمبر 2013، بعدما أعلنت حكومة الرئيس سيلفا كير عن محاولة انقلاب نفذتها قوات موالية لنائبه السابق رياك مشار الذي أقيل من منصبه في يوليو 2013.

وظهرت انقسامات شديدة بين جانبي الحزب الحاكم في جنوب السودان منذ أن أطاح كير بنائبه مشار.

وأشار التقرير إلى مثال لحادثة قام فيها "جنود من جيش التحرير الشعبي السوداني، وفقا لتقارير، بالمشاركة في قتل سكان من قبيلة النوير في جوبا خلال الساعات الـ72 الأولى من بداية الأزمة في منتصف ديسمبر الماضي".

وأضاف التقرير "في المقابل، قتل مدنيون من قبيلة الدنكا في مدينة مالاكال بولاية أعالي النيل على أيدي شباب من قبيلة النوير ومنشقين من جهاز الشرطة الوطنية بجنوب السودان".

وينتمي كير غلى قبيلة الدنكا فيما ينحدر أنصار مشار من قبيلة النوير.

وتحقق بعثة (أونميس) أيضا في تقارير بشأن مقابر جماعية في جوبا وينتيو وروبكونا.

وقالت البعثة في التقرير " انه من الواضح أن المدنيين تحملوا الوطأة العظمي للنزاع وارتكاب الانتهاكات الفادحة لحقوق الإنسان".

وأشار التقرير الى الاستقطاب الإثني المتزايد منذ اندلاع الأزمة في جنوب السودان والتباين الواسع في المفاهيم المتعلقة بنطاق وحجم انتهاكات واعتداءات حقوق الإنسان ، ما يجعل من الصعب تبين الحقيقة.

وقال التقرير إن محاسبة مرتكبي الانتهاكات ضروري ليس فقط لضمان احترام حقوق الإنسان لكن أيضا لمعالجة الأسباب الكامنة وراء الأزمة الراهنة في جنوب السودان.

واشارت البعثة بأسف بالغ الى أن عمليات استهداف وقتل المدنيين في النزاع ما زالت مستمرة رغم توقيع الجانبين على اتفاق وقف إطلاق النار في أواخر يناير.

وطفت الأدلة الجديدة على مواصلة انتهاكات حقوق الإنسان على السطح اثناء المعارك الأخيرة التى اندلعت بين الجانبين للسيطرة على عاصمة ولاية النيل الأعلى.

وشاهدت عناصر حفظ السلام في مالكال إعدام طفلين خارج نظام العدالة في محيط مجمع البعثة يوم الخميس على أيدى شباب مسلحين يعتقد انهم متحالفين مع قوات المعارضة، على ما ذكر بيان صحفي.

وأدانت (أونميس) الارتكاب المتواصل لمثل هذه الانتهاكات من حقوق الانسان بأقوى العبارات الممكنة داعية كافة الأطراف في الأزمة الراهنة الى الكف عن ارتكاب فظائع إضافية.

وأعرب الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون عن قلقه البالغ إزاء التقارير الأخيرة عن تجدد الاشتباكات الكثيفة في مالكال التي " نهبت وخلت عموما من المدنيين" بحسب وصف عناصر بعثة (أونميس).

وحث كافة الأطراف على الالتزام بوقف غطلاق النار لاحترام القانون الإنساني الدولي وضمان حماية المدنيين.

/مصدر: شينخوا/