تقرير إخباري: الولايات المتحدة تراقب أوكرانيا عن كثب عشية استفتاء القرم

واشنطن 15 مارس 2014/ تتابع الولايات المتحدة عن كثب الأزمة في أوكرانيا عشية استفتاء تاريخي قد يشهد انفصال منطقة القرم الذاتية الحكم في البلاد وانضمامها إلى روسيا.

فقد دب خلاف بين الولايات المتحدة وروسيا خلال الأسبوعين الماضيين بشأن قيام موسكو بنشر قوات في منطقة القرم فيما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه مسعى لحماية ما يزيد على مليون من الروس العرقيين في المنطقة.

ونتيجة لهذا، تصعد واشنطن من ضغوطها على موسكو حيث ترى الأولى أن التصويت الذي سيجرى الأحد ينتهك سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها.

وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، أشار البيت الأبيض إلى أن موسكو ستُطرد من مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبري بسبب الجدل حول هذه المسألة، ويجرى العمل على وضع مشروع قانون من خلال الكونغرس الأمريكي لسن عقوبات مالية على موسكو.

وذكر الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الجمعة أنه يأمل في "أن يتم إيجاد حل دبلوماسي"، ولكن "الموقف الأمريكي والأوروبي موحد، ليس فقط في رسالتها بشأن السيادة الأوكرانية وإنما أيضا بشأن العواقب التي ستحدث إذا ما استمرت عملية انتهاك السيادة".

ومن جانبه، رفض بوتين الأسبوع الماضي افتراضات تقول بأن موسكو تدرس ضم القرم لروسيا، مضيفا أن أهالى القرم هم أنفسهم من يقررون مستقبلهم.

وشاطره الرأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم الجمعة بعدما عقد محادثات دامت لساعات في لندن مع وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، قائلا إن روسيا ليس لديها أي خطط لغزو القرم.

ومع ذلك هددت الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة بتوقيع عقوبات على روسيا رغم أنه لم يُعرف ما إذا كانت ستؤدى إلى انسحاب روسي من المنطقة.

فربع احتياجات أوروبا من النفط والغاز الطبيعي تأتى حاليا من روسيا التي تمد أيضا ألمانيا بـ40 في المائة من احتياجاتها من الغاز. فروسيا تربطها علاقات تجارية عميقة مع دول منطقة اليورو التي قال بعض الخبراء إنها قد تكون وراء تردد أوروبا في فرض عقوبات.

وترسل روسيا صادرات تقدر قيمتها بحوالى 300 مليار دولار إلى دول الاتحاد الأوروبي، لتمثل تقريبا نصف إجمالي الصادرات الروسية فيما تأتى روسيا في المرتبة العشرين كأكبر شريك تجاري للولايات المتحدة.

وذكر بعض الخبراء أن التصويت "بنعم" في استفتاء القرم يوم الأحد للانفصال عن أوكرانيا قد يؤدى إلى تفكك العلاقات الأمريكية - الروسية.

فقد صرح ديفيد كلارك رئيس (مؤسسة روسيا) لوكالة أنباء ((شينخوا)) قائلا "أهم شيء (سنراقبه) هو رد فعل روسيا على حدث التصويت بنعم. فإذا ما قررت (روسيا) الاستجابة بضم القرم رسميا، فستكون قد عبر خط سيضعها على مسار صدام مع الولايات المتحدة والغرب عموما.

وفي الوقت ذاته، هاجم نقاد أمريكيون أوباما بشأن ما وصفوه بأنه وضع السياسة الأمريكية تجاه روسيا في الموقد الخلفي وبأنه جعل موسكو تنظر إلى واشنطن على أنها في موقف ضعف.

/مصدر: شينخوا/