مقابلة: سفير: زيارة شي هدفها تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الصين وألمانيا

برلين 27 مارس 2014/ قال السفير الصيني لدى ألمانيا شي مينغ ده إن زيارة الرئيس شي جين بينغ المقبلة إلى ألمانيا سترسم الاتجاه الاستراتيجي لتطوير العلاقات الصينية-الألمانية خلال السنوات الخمس أو العشر المقبلة.

وسيلتقي شي خلال الزيارة التي ستبدأ يوم غد بقادة ألمانيا ومن المتوقع أن يوقع الجانبان اتفاقيات تعاون في مختلف المجالات.

وقال شي خلال مقابلة اجرتها معه مؤخرا وكالة انباء (شينخوا) إن السمة الأكثر وضوحا للعلاقات الثنائية الحالية هي الاتصالات رفيعة المستوى المتكررة بين قادة البلدين. واشار الى أن الصين وألمانيا ستشهدان عددا أكبر من تبادلات الزيارات رفيعة المستوى خلال 2014 حيث ان المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ونائبها ووزير الاقتصاد سيجمار جابريل ووزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير يعتزمون زيارة الصين.

وعلى صعيد متصل، سيشارك قادة حكومة البلدين في رئاسة الجولة الثالثة من المشاورات الحكومية الصينية-الألمانية.

وقال السفير "العلاقات بين الصين وألمانيا تتمتع بقاعدة سياسية صلبة للغاية، الى جانب ثقة سياسية متبادلة كشرط مسبق للتعاون الثنائي. "

واوضح أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين وألمانيا والتي اصبحت اوثق، تأتى فى صدارة العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الدول الأوروبية من حيث العمق والنطاق.

وأضاف أن ألمانيا هي أكبر شريك تجاري في أوروبا ومصدرا هاما للاستثمار والتكنولوجيا بالنسبة للصين. ووصلت التجارة الثنائية إلى 161.6 مليار دولار العام الماضي، بزيادة 580 مرة عن 1972 عندما اقام البلدان علاقاتهما الدبلوماسية.

وتمثل التجارة الصينية-الألمانية قرابة ثلث التجارة بين الصين وأوروبا، وتعادل حجم التجارة الصينية مع بريطانيا وفرنسا وايطاليا مجتمعة.

واستطرد السفير الصيني إن بلاده وألمانيا دخلتا مرحلة جديدة من التنمية حيث تتخذ الصين سلسلة من الاجراءات لتعميق الاصلاحات في حين وافقت حكومة الاتئلاف في ألمانيا على برنامج حكم جديد.

وأشار السفير الى انه فى ظل الأوضاع الراهنة، هناك أرضية مشتركة كبيرة للتعاون الثنائي بين الجانبين.

واشار السفير، خلال حديثه عن "التحديثات الأربعة الجديدة" كمثال والتي تمثل التركيز الاستراتيجى للتنمية المستقبلية في الصين وتشمل التصنيع والمعلوماتية والحضرنة والتحديث الزراعي، إلى ان التعاون في تلك المجالات سيتيح فرصا جديدة.

واضاف "ألمانيا تمتلك تكنولوجيا متقدمة ومفهوم راسخ للادارة وخبرة. وسيكون التعاون الثنائى في تلك المجالات له الاولوية في التنمية الطويلة المدى للشراكة الصينية-الألمانية."

واستطرد "نأمل ان يكون هناك مضمون اكثر ثباتا للشراكة الاستراتيجية بين البلدين حتى تكون قادرة على خدمة تنمية البلدين بشكل افضل."

وقال إن الصين وألمانيا عملا معا لمواجهة التحديات منذ اندلاع الأزمة المالية العالمية ولعبا دورا هاما للغاية.

وعلاوة على ذلك، فإن البلدين بينهما تشابه او تطابق فى وجهات نظر بشأن القضايا الاقليمية والدولية الهامة وحافظتا على التشاور والتنسيق الوثيق في المنظمات الدولية، وفقا للسفير.

ومضى قائلا "الاستجابة المشتركة للجانبين للتحديدات العالمية لا يعزز فقط تعميق وتوسيع العلاقات الثنائية ولكنه ينتج ايضا اسهامات حيوية في السلام والاستقرار الدوليين وكذا تعافي الاقتصاد العالمي وتنميته."

وأوضح أن التبادلات الشعبية والثقافية بين الصين وألمانيا وثيقة للغاية وعززت الصداقة بين الشعبين.

واضاف المسؤول الصيني إن اكثر من 30 ألف طالب صيني يدرسون في ألمانيا، وهى اكبر جالية للطلاب الصينية في البلاد. وتم اقامة أكثر من 500 شراكة بين الجامعات والمعاهد البحثية في البلدين. بالاضافة إلى ذلك فإن هناك اكثر من 70 زوجا من المدن الشقيقة التى تربطها علاقات وثيقة بين الصين وألمانيا.

وقال السفير إن زيارة شي هي الأولى لزعيم صيني منذ ثماني سنوات إلى ألمانيا، مضيفا أنها "ستساعد في تعزيز التنمية الاستراتيجية وطويلة المدى للعلاقات الثنائية."

/مصدر: شينخوا/