مقابلة خاصة مع أحد المتورطين في أزمة رهائن إيران

رفض البيت الأبيض إصدار تأشيرة دخول للمندوب الإيراني المعين لدى الامم المتحدة حميد أبو طالبي، كما تصر الولايات المتحدة على اتهامها له بمشاركته في أزمة رهائن إيران. هل شارك حميد في هذا الحدث حقا، وما رأي العامة حول رفض الولايات المتحدة منحه التأشيرة؟ كل هذه التفاصيل نجدها في المقابلة الخاصة التي أجرتها مراسلتنا مع أحد مخططي الهجوم على السفارة الامريكية حينذاك.

كان ابراهيم أصغارزاده احد المخططين الثلاثة لعملية احتلال السفارة الأمريكية في طهران في عام 1979،وكان من الدفعة الأولى من الطلاب الذين اقتحموا السفارة واحتجزوا اثنين وخمسين مواطنا امريكيا لمدة اربعمائة واربع واربعين يوما . وحسب ما قاله ابراهيم فان حميد ابو طالبي لم يشارك بشكل مباشر في هذا الحادث بل كان مترجما لهم.

إبراهيم أصغارزاده، أحد مخططي أزمة رهائن إيران:" لم يشارك معنا في التخطيط ولا في الهجوم بل قام ببعض اعمال الترجمة بناء على طلبنا."

هذا ونفى احد مرافقي حميد أبو طالبي في ذهابه لنشر الحركة الثورية الايرانية مشاركته في هذا الحادث .

عباس عبدي، مشارك في حادث الرهائن:" كان عدد مخططي الهجوم محدودا ولم يكن أبو طالبي من بينهم ، وكان قد ذهب معي الى الجزائر بسبب اتقانه اللغة الفرنسية، وكان هدفنا من هذه الرحلة هو دعوة الثوار هناك للمجيء الى طهران ، ولكنا لم ندعو متطرفين اسلاميين كما تدعي أمريكا."

يعتبر حميد ابو طالبي دبلوماسيا محنكا ويحظى بثقة كبيرة من الرئيس الايراني روحاني. هذا وقال ابراهيم الذي يتعرف على أبو طالبي منذ اكثر من 30 سنة ان منصب مندوب لدى الامم المتحدة هو منصب مهم وحساس، وكان ابو طالبي من السياسيين المعتدلين والعمليين وكان يدعو الى تحسين العلاقات مع الغرب .

إبراهيم أصغارزاده، أحد مخططي أزمة رهائن إيران:" حميد دبلوماسي معتدل وعملي ، وهذا هو سبب اختيار الرئيس الايران له كمندوب لدى الامم المتحدة."

كان في اعتقاد الكثير من الاصلاحيين الايرانيين ان تعيين حميد أبو طالبي كمندوب لدى الأمم المتحدة هو فرصة سانحة لاصلاح العلاقة بين ايران والدول الغربية،ومنها الولايات المتحدة. لكن ردود فعل أمريكا كانت خارج توقعات الكثير من المحللين الايرانيين.ويرى عباس عبدي ان هذا المنع يعكس وجود قوى سياسية داخل الولايات المتحدة تقف كعقبة أمام طريق تحسين العلاقة الثنائية بين البلدين، كما لم تعترف أمريكا الى حد الآن بخطئها المتمثل في التدخل في شؤون ايران الداخلية على المدى الطويل .

عباس عبدي، مشارك في حادث الرهائن:" سافرت الى الولايات المتحدة في أيام سابقة،ولم أتعرض لاي عقبة هناك حينذاك . وأرى أن هناك جماعات سياسية داخل امريكا لها أهداف خفية تعمل على عدم اعتراف امريكا بخطئها الماضي ، ان هولاء يتذكرون حادث الرهائن تكرارا ، كما يصفونه بأن بلادهم ضحاياه ، لكن الايرانيين لا يرون ذلك ، وهم يقولون ان هذا الحادث كان رد فعل على تدخل أمريكا في شؤون ايران الداخلية على مدى خمسة وعشرين عاما."

كان رفض الولايات المتحدة قد شكل ضغوطا كبيرة على حكومة روحاني التي ظلت منذ تولي الحكم تسعي الى اصلاح علاقتها مع الولايات المتحدة، هذا و قدعلقت احدى الصحف الايرانية المحافظة مؤخرا على هذا الحدث قائلة انه من الواضح أن موقف أمريكا هذا بمثابة بوصف هذا الرفض بعار على سياسة روحاني اللينة.

قال ابراهيم ان الذين شاركوا في احتلال السفارة الامريكية اصبحوا معظمهم قوة اصلاحية في الساحة السياسية الايرانية، ويتبعون سياسة الاصلاح مع الولايات المتحدة، الا انه لايعني ان أمريكا يمكنها ان تفعل كما تشاء. وبخصوص رفض أمريكا منح أبو طالبي تأشيرته ، يرى أصغار زاده أنه يجب على حكومة روحاني يقاطع موقف أمريكا هذا بحزم بغية افشال محاولات القوى المتطرفة والمتشددة .

إبراهيم أصغارزاده، أحد مخططي أزمة رهائن إيران:" لو لم يقاطع روحاني موقف أمريكا المذكور، فستنجح تلك القوى الأمريكية المتشددة والمطرفة في مكيدتها ، كما سيلقى روحاني نفسه انتقادات المتشددين داخل ايران ايضا، لو تراجع روحاني عن قراره بسبب ضغط أمريكا، فسيمس ذلك بسمعة حكومته داخل البلاد وخارجها."

/مصدر: شينخوا/