تحليل إخباري: المعلومات المضللة من الحكومة تزيد من حالة الغضب إزاء مأساة العبارة الكورية الجنوبية

جيندو، كوريا الجنوبية 20 أبريل 2014 /عندما انقلبت عبارة قبالة السواحل الجنوبية الغربية لكوريا الجنوبية يوم الأربعاء، ذكرت وزارة الأمن والإدارة العامة أنه قد تم إنقاذ 368 شخصا. وبعدها بساعات، انخفض الرقم بواقع أكثر من النصف ليصل إلى 164 شخصا. وذكر نائب الوزير لي كيونج - أوك أن المعلومات المضللة جاءت من تقارير مربكة وردت من وكلاء مختلفين في مكان الحادث .والغى الرقم فيما بعد عدة مرات ليثبت عند 174 شخصا يوم الجمعة.

واستمرت التقارير المربكة يوم الجمعة عندما أفادت الوزارة بأن الغواصين قاموا بتأمين ممر إلى صالة طعام في الطابق الأرضى من العبارة المؤلفة من خمسة طوابق، ما زاد الآمال في أن العمليات قد تبدأ قريبا في إنقاذ ناجين محاصرين داخل بدن العبارة. ولكن خفر سواحل البحر الغربي دحضوا ذلك، قائلين أن الغواصين لم يدخلوا بدن العبارة بعد.

وردا على ذلك، أصدر رئيس الوزراء تشونج هونج - وون أمرا بتوحيد مرافق الاتصالات في مقر إدارة الطوارئ الحكومية برئاسة وزير المحيطات والمصايد، مقدما اعتذارا عن المعلومات المضللة يوم السبت. فقد مرت ثلاثة أيام دون وجود برج تحكم موحد.

وعندما قامت الرئيسة بارك جيون - هيي بزيارة "مفاجئة" يوم الخميس لصالة رياضية مغطاة في جزيرة جيندو حيث يتجمع أقارب الركاب المفقودين وهم ينتظرون بلهفة سماع أنباء حول عمليات البحث والإنقاذ، واجهت إهانات وصرخات وعويل. وصب الأقارب، وأغلبهم آباء طلبة مدرسة دانون الثانونية الذين يمثلون نحو 70 في المائة من الركاب البالغ عددهم 476 راكبا، صبوا جام غضبهم على بارك.

وبعضهم طلب المساعدة وآخرون وجهوا لها شتائم. وصرحت بارك بإنه إذا لم يستجب المسؤولون في مكان الحادث لما يطلبه الأقارب، فسيتحملون المسؤولية وستتم إقالتهم. وفقط عقب زيارة بارك، بدأ قائد خفر السواحل في إطلاع الأقارب على الوضع يوميا ووضعت شاشات كبيرة في الصالة لتقوم ببث حي لعمليات الإنقاذ.

ووقعت أشياء سخيفة. فقد وضع اسم أحد طلبة المدرسة الثانوية المفقودين عن طريق الخطأ في قائمة من تم إنقاذهم. وصرخ الأب وهو في حالة صدمة قائلا "كم مرة ستقتلون (ابنتي) مرتين أم ثلاث مرات أم خمس مرات؟"، حسبما اظهرت لقطات بثت في التليفزيون المحلي.

وهرعت والدة طالب مفقود من المدرسة الثانوية إلى المستشفي عندما سمعت أنه قد تم العثور على جثة ابنها. وعقب تحديد هوية الجثة، بكت الأم قائلة "هذا ليس ابني".

وجاءت التضحيات من مدنيين ومسؤولين على رتب صغيرة. فبعد حوالي 30 دقيقة من ارسال العبارة وحمولتها 6825 طنا لنداء استغاثة، هرعت قوارب خفر السواحل والمروحيات إلى مكان الحادث لدرجة أن بعض الضباط تسلقوا بجهد جهيد العبارة الغارقة. واقتربت قوارب صيد من العبارة وانتشلت أشخاصا من المياه.

وقال طلبة ناجون إن المعلمين ظلوا حتى آخر دقيقة في العبارة لمساعدة جهود الإنقاذ. ومن بين المعلمين الـ15 الذين كانوا على متن العبارة، تأكدت وفاة اثنين ومازال هناك 10 آخرون في عداد المفقودين. ومن بين الثلاثة الذين تم إنقاذهم، عثر على نائب مدير المدرسة (52 عاما) يوم الجمعة وقد انتحر شنقا في شجرة بالقرب من موقع الحادث لشعوره بالذنب بأنه وحده على قيد الحياة فيما لا يزال مصير مئات الطلبة مجهولا.

وقدمت بارك جي- يونج، وهي من أفراد الطاقم وفي العشرينات من عمرها، حياتها لإنقاذ الطلبة من العبارة الغارقة حيث وقفت في المياه ووزعت أطواق نجاة على الطلبة قائلة "لن ارحل إلا عندما تغادرون جميعا"، حسبما ذكر الناجون. وكانت هي من بين أوائل من تأكد مصرعهم.

وكان موقفها معاكس تماما لموقف ربان السفينة الذين كان أول من تخلى عن العبارة. وقد القى القبض عليه ووجهت إليه خمس اتهامات من بينها الإهمال في أداء الواجب وتخلى عن الواجب أفضى إلى سقوط ضحايا. وأمر الركاب بالبقاء فيما كان هو وأفراد آخرون من الطاقم يغادرون العبارة. ومن بين طاقم العبارة المؤلف من 29 فردا، تم إنقاذ 23.

وخاطر غواصون متطوعون بحياتهم بالغوص ضد تيارات عاتية وفي مياه شديدة البرودة للبحث عن ناجين داخل العبارة. وقام غواصون من شركات خاصة بضخ هواء داخل السفينة ووصلوا إلى مقصورة الشحن في الطابق الثاني للمرة الأولى. ومهدوا السير في الممرات إلى الطابقين الثالث والرابع حيث تتمركز مقصورات الركاب. ولفت خفر السواحل إلى إن غواصي الشركات الخاصة المتخصصة أفضل من حيث قدرة البحث تحت المياه مقارنة بغواصيهم.

/مصدر: شينخوا/